المستشفى الإقليمي بخنيفرة مؤسسة رائدة في مكافحة كوفيد 19
منذ تفشي وباء كوفيد 19 بجهة بني ملال-خنيفرة وصولا لشهر غشت الجاري حيث تزايدت بحدة وتيرة الإصابات بهذا الداء، أصبح المستشفى الإقليمي بخنيفرة، مؤسسة صحية مرجعية في الجهة، في الحد من زحف هذا الشر الخفي. فمنذ بداية تفشي الوباء القاتل، تمكن المستشفى المذكور من أن يصبح مؤسسة مرجعية في مجال التكفل بالمرضى المصابين بكوفيد 19، وبالتالي أن يصير نموذجا للمؤسسات الصحية العمومية التي تنخرط في مواجهة هذ الوباء بإصرار وعزم.
والى غاية اليوم (الخميس) ما يزال يتلقى العلاج بالمستشفى 121 مصابا من إجمالي 249 حالة إصابة مرت عبر أجنجته، سجلت منها سبع وفيات. ويتوفر المستشفى الإقليمي لخنيفرة، الذي تم افتتاحه عام 2016، على طاقة استيعابية بسعة 175 سريرا، ويضم عدة أجنحة وقاعات لإجراء العمليات ووحدات خارجية متخصصة.
وتم تحويل هذا المركز الاستشفائي المرجعي بجهة بني ملال – خنيفرة بسرعة خلال تفشي كوفيد 19، إلى مؤسسة نموذجية في مكافحة هذا الخطر الماحق، من خلال تزويده بجميع الأجهزة الطبية اللازمة والضرورية للتدخل وعلاج الحالات المحتملة. وأوضحت المديرة بالنيابة للمستشفى نادية حمو قدور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المستشفى حديث الطراز، يتوفر على موارد بشرية مؤهلة بشكل عال، ومجهز من حيث البنى التحتية لمواجهة كوفيد 19، مشيرة إلى أن الأجهزة الطبية التي وضعتها الوزارة الوصية رهن إشارة المستشفى تروم جعله مؤسسة مرجعية في مكافحة هذا الوباء.
وأشارت حمو قدور الى أنه في إطار مكافحة فيروس كورونا المستجد، قام المستشفى الإقليمي لخنيفرة بوضع تطبيق لتعقب مسار المصابين بكوفيد 19 على غرار باقي المستشفيات الأخرى بالمملكة، وبالتالي قام مبكرا بتنشيط نظامه للمراقبة الوبائية بشكل مشترك مع المديرية الجهوية للصحة، بالإضافة إلى تدريب فريق التدخل السريع لخنيفرة متخصص في رصد وكشف الأشخاص المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
وتم تعزيز جميع الأجهزة والتجهيزات بالمستشفى من قبل الوزارة الوصية، حيث تم تأهيل قاعات الاستشفاء والإنعاش والحجر الصحي. كما تمت إضافة 10 أسرة إضافية للإنعاش و 10 منشآت معيارية مجهزة بآليات صحية ومكيف للهواء، وذلك في إطار جهود مكافحة وباء كوفيد 19.
وتم أيضا إحداث خدمة لكوفيد 19 بالمستشفى الإقليمي لفرز المصابين، ووحدة أخرى للعزل الصحي بسعة تبلغ 15 سريرا بالإضافة إلى خدمة ثالثة مخصصة للحالات الإيجابية تضم 30 سريرا و 8 أسرة للعناية المركزة ، منها ثلاثة منحتها المديرية الجهوية للصحة. أما بالنسبة لغرف العزل، فقد تم تركيب العديد من كاميرات المراقبة في جميع الغرف لمراقبة وتتبع حالات المرضى عن بعد وبشكل فوري.
واستفاد المستشفى أيضا من أجهزة تنفس اصطناعية جديدة وشاشات متعددة الأبعاد مخصصة لرعاية والتكفل بالمصابين بهذا الوباء، بالإضافة إلى ذلك ، قامت وزارة الصحة بتزويد المستشفى بسيارة إسعاف جديدة. جهود كبيرة بذلتها وزارة الصحة والمديريات الجهوية والإقليمية وكذلك الشركاء الأساسيون للمستشفى الإقليمي لخنيفرة من أجل تأهيل وتطوير هذه البنية الصحية الهامة بالجهة.
وقد مكنت هذه الإجراءات وغيرها من الإبلاغ عن أول حالة إيجابية في مارس الماضي ووقف تفشي الوباء بالإقليم الذي أعلن منذ ذلك الحين والى غاية نهاية يوليوز الماضي أنه “خال من أية حالة إصابة” وكأحد الأقاليم الأكثر أمانا في المملكة.
وبالفعل فمنذ شفاء تلك الحالة الوحيدة في 13 أبريل، وطيلة فترة الحجر الصحي لثلاثة أشهر الى غاية نهاية يوليوز الماضي أبدى سكان مدينة خنيفرة حسا عاليا من المسؤولية، من خلال الامتثال للتعليمات والإجراءات التي أوصت بها السلطات المختصة وهو ما جعل المدينة خالية من الوباء قبل أن يعاود انتشاره مجددا وبشكل كبير بعد الرفع التدريجي للحجر الصحي وحلول فترة عيد الأضحى.
ويعرف هذا الوباء حاليا انتشارا في مختلف مناطق الإقليم إذ إضافة لمدينة خنيفرة التي تتجاوز الحالات المسلجة بها 150 سجلت لغاية أمس الأربعاء 12 حالة بالقباب و14 بتغسالين و9 بآيت اسحاق و60 بمريرت وحالتين بأكلموس. وعلى صعيد التحليلات المختبرية المنجزة بالمستشفى قفد تم الى غاية الآن استبعاد 9886 حالة.
وتكثف السلطات المحلية بالإقليم في الوقت الراهن من جهودها من أجل تعزيز وعي المواطنين بخطورة جائحة كوفيد 19، وانعكاساتها السلبية من خلال تنظيم حملات مركزة وواسعة تشمل أيضا المناطق القروية بمشاركة فعاليات المجتمع المدني.
حملات تهيب خلالها بجميع المواطنات والمواطنين بضرورة الانخراط بكل وطنية ومسؤولية في الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية والمصالح الصحية من أجل احتواء هذا الوباء الفتاك والالتزام بالتعليمات والابتعاد عن التجمعات والخروج للضرورة فقط، والتقيد بشروط الوقاية للحد من عدد الإصابات بهدف الخروج من الجائحة بأقل الخسائر.
المصدر: الدار- وم ع