ألمانيا أمام كوفيد-19 “خارج السيطرة” وتدابير إغلاق في أوروبا
حذّر خبراء الصحة في ألمانيا الخميس من أن تفشي فيروس كورونا المستجد قد “يخرج عن السيطرة” في البلاد، في وقت يرتفع عدد الإصابات في أنحاء أوروبا بينما تستعد الحكومات لإعادة فرض بعض تدابير الإغلاق.
وعبر الأطلسي، واصلت طريقة تعاطي الرئيس دونالد ترامب مع أزمة الوباء الهيمنة على الانتخابات الأميركية، إذ أعلنت اللجنة المنظمة للمناظرة الرئاسية الثانية المرتقبة في 15 تشرين الأول/أكتوبر بينه وخصمه الديموقراطي جو بايدن أن الحدث سيجري عبر الإنترنت.
لكن ترامب سارع للتأكيد بأنه لن يشارك في مناظرة كهذه قائلا “لن أقوم بمناظرة افتراضية”.
وفي بلجيكا، أُغلقت حانات ومقاهي بروكسل المكتظة عادة لمدة شهر، ما يعيد إلى الذاكرة التدابير الأكثر تشددا التي فرضت في أوج أزمة كوفيد-19 في مارس وأبريل.
وفي فرنسا، ينوي المسؤولون تطبيق قيود أكثر تشددا في عدد من المدن الرئيسية، بعد يومين على فرض حالة تأهب صحية قصوى في باريس.
في المقابل، يدق المسؤولون الألمان ناقوس الخطر جرّاء “الارتفاع المقلق” في عدد الإصابات بالفيروس، بعدما لاقى نجاح البلاد النسبي في احتواء الفيروس إشادات عديدة.
وتجاوز عدد الإصابات المسجلة يوميا في ألمانيا 4000 لأول مرة منذ مطلع أبريل.
وحذر لوثار فيلر مدير معهد روبرت كوخ لمراقبة الامراض والوقاية منها في ألمانيا “لا نعلم كيف سيتطور الوضع في ألمانيا في الأسابيع المقبلة”.
وأضاف “قد نسجل أكثر من عشرة آلاف حالة في اليوم، وقد ينتشر الفيروس بشكل خارج عن السيطرة. آمل بألا يحصل ذلك”.
– حفلات يقيمها الشباب –
وتزامن الارتفاع في عدد الإصابات مع عطل الخريف في مناطق عديدة من البلاد، ما دفع حكومة المستشارة أنغيلا ميركل لدعوة السكان لتجنّب السفر إلى الخارج.
وقال وزير الصحة الألماني ينس شبان إن العديد من الشباب “يقيمون حفلات ويسافرون ويعتقدون بأنهم لا يقهرون”.
وأضاف “لكنهم ليسوا كذلك”، داعيا إياهم للتفكير بالخطر الذي يعرّضون إليه أقاربهم من المسنّين.
وسجّلت النمسا الخميس أعلى حصيلة يومية على الإطلاق للإصابات بكوفيد-19 رغم التدابير التي اتّخذت في الأسابيع الأخيرة لاحتواء الوباء.
وأظهرت أرقام صدرت عن وزارة الصحة تسجيل 1209 إصابات جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة.
ويذكر أن ألمانيا حذّرت من السفر إلى أجزاء من النمسا، ما يزيد الضغط على قطاع السياحة في البلاد مع اقتراب موسم التزلج.
وفي فرنسا، بلغ عدد الإصابات اليومية 18746 الأربعاء، وهو رقم قياسي منذ بدأت عمليات الفحص واسعة النطاق.
وصدرت أوامر في باريس بإغلاق الحانات والمقاهي اعتبارا من الثلاثاء ولمدة أسبوعين للتخفيف من وتيرة تفشي الفيروس، بعد أسبوع تقريبا من فرض قيود جديدة في مرسيليا وغوادلوب في جزر الانتيل الفرنسية.
ومن المتوقع أن يعلن وزير الصحة أوليفييه فيران في وقت لاحق عن فرض قواعد أكثر تشددا في مدن أخرى.
كما أمرت السلطات بإغلاق الحانات الخميس في بروكسل، حيث مقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وستبقى المطاعم مفتوحة في ظل قواعد صارمة للمحافظة على التباعد الاجتماعي، إلا أن الحانات والمقاهي ستغلق أبوابها بعدما بلغ عدد الإصابات الجديدة والحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات أعلى مستوياتها منذ أبريل.
وأما اسكتلندا، ففرضت حظرا لأسبوعين على ارتياد الحانات في مدينتيها الرئيسيتين غلاسكو وادنبره الأربعاء، ليزداد بذلك الضغط على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لفرض تدابير مماثلة في انكلترا.
لكن التحذيرات الصادرة عن خبراء الصحة حيال ارتفاع عدد الإصابات تصطدم بمعارضة متزايدة لتدابير الإغلاق في العديد من الدول، لا سيما من قبل أصحاب الأعمال التجارية الأكثر تأثرا بالإجراءات ومتظاهرين مشككين بفعاليتها.
– “أضخم فشل” –
وفي إسبانيا، رفضت أعلى محكمة إقليمية في مدريد الخميس إغلاقا جزئيا فرض على سكان العاصمة البالغ عددهم 4,5 ملايين في عطلة نهاية الأسبوع.
وجاء في القرار أن الأمر يشكل تدخلا في “حقوق وحريات (أهالي مدريد) الأساسية”.
من جهتها، فرضت السلطات البولندية على السكان وضع الكمامات في جميع الأماكن العامة اعتبارا من السبت، بعدما سجّلت البلاد حصيلة يومية قياسية للإصابات بلغت 4280 حالة.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي للصحافيين “وصلت الموجة الثانية إلينا وعلينا مواجهتها بطريقة حاسمة”.
وهيمن التوتر الناجم عن الفيروس على الساحة في المناظرة التي جرت بين نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ومنافسته الديموقراطية على المنصب كامالا هاريس.
وأودى كوفيد-19 بأكثر من 210 آلاف شخص في الولايات المتحدة، وهو أعلى عدد يسجّل في أي بلد في العالم بناء على الأرقام المطلقة، بينما غادر ترامب المستشفى هذا الأسبوع بعدما أصيب بالوباء الذي سبق وهوَّن من خطورته.
وقالت هاريس خلال المناظرة إن “الشعب الأميركي كان شاهدا على أضخم فشل لأي إدارة رئاسية في تاريخ بلدنا”.
وتابعت “قال الرئيس إنه (الوباء) خدعة. قللوا من خطورته”. من جهته، أصر بنس على أن ترامب منح “أولوية لصحة أميركا” واتهم خصم الرئيس جو بايدن باستنساخ خطته لمواجهة كوفيد.
وأودى فيروس كورونا المستجد بأكثر من مليون شخص منذ ظهر في الصين في ديسمبر الماضي، بينما شكّلت تدابير الإغلاق التي تبنتها حكومات عديدة ضربة لاقتصاد العالم.
المصدر: الدار– أف ب