بدء أكبر عملية تبادل لأسرى النزاع اليمني
انطلقت في اليمن الخميس أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بداية النزاع المدمر في البلد الفقير قبل نحو ست سنوات، مع إقلاع أولى الطائرات التي تحمل مئات السجناء من مناطق خاضعة لسيطرة المتمردين وأخرى للحكومة.
وتمثّل عملية التبادل هذه بارقة أمل لانهاء النزاع الذي تسبّب بمقتل آلاف المدنيين وبأسوأ أزمة انسانية على مستوى العالم في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بحسب الامم المتحدة.
وتشمل عملية التبادل التي تجري برعاية الامم المتحدة وبتنظيم لوجستي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، نحو 1080 أسيرا من بينهم سعوديون وسودانيون كانوا محتجزين لدى المتمردين الحوثيين.
وقال مسؤول حكومي لوكالة فرانس برس “العملية بدأت”، فيما أقلعت أولى الطائرات من مطار العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين.
ومن المفترض أن تقلع طائرات أخرى من مطار صنعاء حاملة مئات الأسرى باتجاه مدينة سيئون الخاضعة لسيطرة الحكومة في وسط اليمن، وكذلك مطار أبها في جنوب السعودية.
كذلك، ستقلع طائرات من مطار سيئون مع مئات السجناء من المتمردين باتجاه صنعاء.
ويشهد البلد الفقير منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي. وتصاعدت الحرب مع تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لدعم الحكومة في مارس 2015.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم العديد من المدنيين، حسب منظمات إنسانية عدة.
ولا يزال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون آخرين، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مراراً أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.
ووافق الجانبان في محادثات في السويد في كانون الاول/ديسمبر العام 2018 على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق.
لكن عملية التبادل التي انطلقت الخميس وتم التوصل إليها في محادثات في سويسرا الشهر الماضي، هي الأكبر منذ بداية النزاع الدامي على السلطة، على أن تتواصل الجمعة مع احتمال تمديدها لأيام إضافية.
وكتبت اللجنة الدولية للصيب الأحمر على تويتر “بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني والهلال الأحمر السعودي، وبدورنا كوسيط محايد، سنساعد مئات المحتجزين السابقين على العودة إلى ديارهم”.
– “خمس سنوات” –
وعملية التبادل الحالية هي من بين الخطوات الأكثر أهمية باتجاه إيجاد حل للنزاع الذي دمّر اقتصاد البلد الفقير وقطاعاته الصحية والتربوية وغيرها، وأغرق السعودية في مستنقع مكلف جدا بينما تصارع للتعامل مع تبعات انخفاض أسعار النفط.
وقال يحيى سريع المتحدث باسم الجناح العسكري للمتمردين لقناة “المسيرة” المتحدثة باسمهم “بعض الأسرى المحررين اليوم لهم قرابة خمس سنوات في الأسر لدى قوى العدوان”.
وكان عضو في الوفد الحكومي في محادثات سويسرا قال لوكالة فرانس برس إنه سيتم تبادل “681 أسيرا من الحوثيين و400 من الحكومة”.
وذكر أنّ من بين المفرج عنهم “15 سعوديا وأربعة سودانيين” هم أسرى لدى الحوثيين، مضيفا أنّه تقرّر “تأجيل الافراج” عن شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأشاد مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث بالاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في المحادثات في سويسرا، واصفا إياه بأنه “إنجاز مهم للغاية”.
وانطلقت عملية التبادل الخميس غداة اعلان الولايات المتحدة الأربعاء الإفراج عن أميركيين كانا محتجزين في اليمن لدى المتمردين الذين استعادوا في المقابل، في ما بدا أنّه صفقة تبادل، نحو 240 من أنصارهم كانوا عالقين في سلطنة عمان.
ويأتي هذا الحدث الذي يصب في خانة حصيلة الرئيس دونالد ترامب في إعادة “رهائن” أميركيين، قبل 20 يوماً من الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يتنافس فيها الملياردير الجمهوري سعياً للفوز بولاية ثانية.
ولم يسبق لواشنطن أن تطرقت رسمياً إلى عملية الاحتجاز.
وستستعيد واشنطن جثمان بلال فطين، وهو محتجز ثالث لدى الحوثيين ولكن لم تتضح ظروف وفاته.
وتساند الولايات المتحدة التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن، فيما تُتهم إيران، خصمهما المشترك، بدعم الحوثيين. كما تشن هجمات بطائرات من دون طيار ضد تنظيم القاعدة في البلد الفقير، والذي تعتبره أخطر فروع الجماعة المتطرفة في العالم.
ومنذ انتخابه قبل أربعة أعوام، جعل ترامب من ملف الإفراج عن “رهائن” أميركيين وعن مواطنين أميركيين “معتقلين” في الخارج إحدى أولوياته. وسجّل عدداً من النقاط في هذا المجال، خاصة مع إعادة اميركيين من كوريا الشمالية وإيران في عمليات جرى بعضها ضمن صفقات تبادل.
المصدر: الدار– أف ب