كريمة بنيعيش في حوار مطول ..المغرب لا يبتز اسبانيا في الهجرة وجلالة الملك يقود قاطرة التنمية والتحديث
الدار / ترجمات
أكدت سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، في مقابلة مع وكالة الأنباء الاسبانية غير الرسمية “أوروبا برس”، أنها “مستاءة” من تصريحات تتهم المغرب بـ “ابتزاز” إسبانيا في مجال الهجرة”، مؤكدة أن ” مطلقي هذه التصريحات يعطون صورة “غير واقعية” عن بلد لا يعرفه عنه الإسبان إلا القليل على الرغم من كون المغرب واسبانيا جيران”.
المغرب لا يبتز اسبانيا في ملف الهجرة
وقالت :” ما يزعجني هو تصريحات تتحدث عن ابتزاز المغرب لإسبانيا في مجال محاربة الهجرة غير النظامية، و بأننا انتهازيون، لكن لسنا كذلك. هذا يزعجني كسفيرة لبلدي لأن هذه التصريحات تعطي صورة غير واقعية عن بلدي للرأي العام الاسباني، الذي لا يعرف المغرب بما فيه الكفاية رغم أننا على بعد أربعة عشر كيلومترا من إسبانيا “.
علاوة على ذلك، دافعت كريمة بنعيش عن أن المغرب “بلد مسؤول وأنه يبذل جهودًا كبيرة على جميع المستويات”، وفي منطقته ومع جيرانه في الشمال والجنوب وبتنمية اقتصادية خاصة به، على الرغم من إدراكه أنه لا يزال أمامه طريق ليقطعه في مجال التطور والتقدم”، باعتراف الملك محمد السادس.
علاقات المغرب واسبانيا وطيدة
وأوضحت سفيرة المغرب في اسبانيا أنها ليست بصدد اصدار أحكام على تصريحات أي حزب سياسي اسباني، ولا تتدخل في “النقاش الداخلي” في إسبانيا، لأن دورها يتمثل في تعزيز العلاقات “على جميع المستويات”، مبرزة أن “العلاقات مع الحكومة الاشتراكية “ممتازة منذ عقود، وتزداد متانة سواء في ظل الحكومة الاشتراكية أو مع وجود الحزب الشعبي المعارض في السلطة”.
وتابعت كريمة بنعيش:”وصلت علاقتنا مع اسبانيا إلى نقطة نضج مهمة ولا توجد مشاكل بين المغرب واسبانيا. وعندما نواجه تحديات، نختار الحوار والتواصل لحلها وفهم بعضنا البعض”.
واستبعدت الدبلوماسية المغربية بمدريد، وجود قضايا من شأنها أن تلقي بظلالها على الاجتماع رفيع المستوى، و القمة الثنائية المقبلة، التي ستعقدها الحكومتان المغربية والاسبانية في الرباط في 17 دجنبر الجاري”، مؤكدة أن “القمة ستكون فرصة مواتية لإعطاء دفعة جديدة للعلاقة بين المغرب واسبانيا، وتفعيل مختلف الاتفاقات الموقعة بينهما، لأن العلاقة بين البلدين، كما تؤكد، ” تتجاوز التعاون لمحاربة الإرهاب، و الهجرة، والمخدرات، الى قضايا أخرى، رغم أنها مرتكزات التعاون الثنائي بين الرباط ومدريد”.
وأضافت كريمة بنعيش أن “إسبانيا هي الشريك التجاري الأول للمغرب منذ سبع سنوات، وأكثر من 1000 شركة إسبانية تعمل في المغرب – وسيصاحب القمة التي ستعقد في الرباط الشهر الجاري، منتدى يجمع رجال الأعمال المغاربة والاسبان”.
الاسبان لايعرفون كثيرا عن المغاربة
وشددت كريمة بنيعيش أن “المغرب يجب أن يكون معروفا بشكل أفضل في إسبانيا، لأن “الشعب المغربي يحب الشعب الإسباني كثيراً ويعرف عنه أكثر مما يعرف الاسبان عن الشعب المغربي”.
وكشفت المتحدثة ذاتها أن ” المغرب يضم 80 ألف طالب يدرسون اللغة الإسبانية – بين النظام التعليمي ومعاهد سرفانتس. إلى جانب مليون سائح مغربي يزورون إسبانيا كل عام، مشيرة الى أنها “فخورة” بالجالية المغربية في إسبانيا، رغم أنه في بعض الأحيان يتم الإشارة فقط إلى “المشاكل” التي قد تتسبب فيها، مؤكدة أن العمال المغاربة أكثر الأجانب المسجلين في الضمان الاجتماعي في المملكة الايبيرية.
المغرب..واحة للاستقرار والتسامح في منطقة مضطربة
إضافة إلى ذلك، تحدثت كريمة بنيعيش في هذه المقابلة الصحفية، عن “الاستقرار” الذي يمثله المغرب في منطقة مضطربة، و انشغال المملكة لتعزيز الإسلام المنفتح والمتسامح، في علاقته بأفريقيا جنوب الصحراء، حيث تعتبر المملكة اليوم، المستثمر الأول “دون غاز ولا نفط”، كما أن المغرب يعد، أيضًا أكبر منتج للسيارات في القارة الافريقية، ولديه أول قطار فائق السرعة وطريق سريع بطول 1800 كيلومتر.
المغرب اسبانيا والهجرة
فيما يتعلق بملف الهجرة، أكدت كريمة بنيعيش أنه “ليس من السهل محاربة مافيات الهجرة غير النظامية”، مؤكدة أنه في إسبانيا “لا يتحدث أحد عن حقيقة أن المغرب يعاني أيضًا من ضغط قوي في مجال الهجرة غير النظامية، وقد أصبح بلدًا مضيفًا بعد سن سياسة الهجرة واللجوء الجديدة في سنة 2013.
وتابعت: “لقد قمنا بتسوية أوضاع آلاف الأشخاص لأننا ملتزمون بحقوق الإنسان، كما أن جلالة الملك يولي أهمية كبيرة لحقوق الانسان حتى يمكن للنساء والأطفال المهاجرين الاستفادة من التعليم والصحة والعمل بشكل قانوني في المغرب”.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت كريمة بنيعيش أن ” المغرب لديه “3500 كيلومتر من السواحل”، وأنه يستثمر في محاربة مافيات تهريب البشر بأمواله الخاصة، مضيفة :” مافيات الهجرة تستغل الناس، والآن “خفضت أنشطتها لأن البحر الأبيض المتوسط أصبح يخضع لمراقبة أشد، والمحيط الأطلسي أكثر خطورة.
وأوضحت أن “المغرب يتعاون بشكل جيد مع اسبانيا لتدبير ملف الهجرة، مشيرة الى أن “الزيارات المختلطة” دليلاً على “نضج” التعاون الثنائي بين البلدين”، مشددة على أن “التعاون في مجال محاربة الهجرة غير النظامية يجب أن يكون تعاونا “عالميًا” وليس فقط بين إسبانيا والمغرب، لأن المهاجرين يأتون من دول أخرى وهم في طريقهم إلى أوروبا.
إغلاق الحدود وأزمة “كورونا”
وبخصوص اغلاق الحدود بين البلدين، بما في ذلك اغلاق الحدود البرية مع سبتة ومليلية المحتلتين منذ شهر مارس الماضي، أشارت كريمة بنيعيش الى انه تم اغلاقها “بسبب تفشي وباء كورونا المستجد، وليس من قبل اي دولة أخرى، مؤكدة أن التدفقات والحركة التجارية لم تنقطع بين المغرب واسبانيا”.
وأشارت السفيرة المغربية في مدريد الى وجود ممرات آمنة للسياحة، كما أن العديد من شركات الطيران استأنفت رحلاتها”، مؤكدة أن “القمة والاجتماع الثنائي الذي سينعقد في الرباط الشهر الجاري، سيعمل على “فتح حقبة جديدة في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا ما بعد أزمة كوفييد19”.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، أن ” المغرب يعمل “على نموذج تنموي جديد” لأن النموذج السابق لم يلبي توقعات، وطموحات جيل جديد من الشباب المكونين، والمملكة المغربية تعمل على تكييف مخرجات هذا النموذج مع تداعيات الوباء المستجد على مختلف الأصعدة”.
وخلصت كريمة بنيعيش الى أن “التقدم والتطور الذي يعرفه المغرب، لا ينبغي أن يكون مصدر ازعاج لإسبانيا”، مردفة :” عندما قمنا ببناء ميناء طنجة المتوسط، أثار ذلك استياء إسبانيا، ولكن اليوم لدينا تعاون استثنائي مع ميناء الجزيرة الخضراء وكلاهما حققا مكاسب جيدة”.