اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء “قرار تاريخي” سيعزز السلام في المنطقة
أكد سفير المغرب لدى الهند محمد مالكي، يوم الأربعاء، أن اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء يعتبر “قرارا تاريخيا” من شأنه أن يعزز السلام في المنطقة. وأبرز مالكي، في مقابلة خاصة مع القناة التلفزية الهندية “وييون نيوز تي في”، وهي إحدى القنوات الإخبارية الرئيسية في الهند، أن الولايات المتحدة لطالما آمنت بوجاهة الحل السياسي لقضية الصحراء، والذي يحظى فيه مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب بدعم واسع من قبل المجتمع الدولي.
وأضاف أن اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء يعكس البعد التاريخي للعلاقات المغربية الأمريكية، مذكرا بأن المملكة كانت أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة.
من جانب آخر، أشار الدبلوماسي المغربي إلى أن ميليشيات “البوليساريو” هي التي انتهكت وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة وقامت بعرقلة حرية التنقل المدني والتجاري في معبر الكركرات بهدف زعزعة استقرار المنطقة.
وذكر بأن المغرب أبلغ الأمم المتحدة بانتهاكات ميليشيات “البوليساريو” قبل أن يتدخل لاستعادة حركة الأشخاص والبضائع والحفاظ على الاستقرار والسلم على الصعيد الإقليمي.
على صعيد آخر، أكد مالكي أن موقف المغرب بشأن القضية الفلسطينية لم يتغير على الإطلاق، وأن المملكة “لا تزال نشطة في الدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحل الدولتين بهدف ضمان تحقيق السلام للشعبين”.
وذكر في هذا الصدد بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أكد أن “المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المملكة من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة”.
وأضاف أن الاعتراف الأمريكي لم يتم التفاوض عليه مقابل عودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل، مشيرا إلى أن العلاقات مع إسرائيل كانت قائمة بالفعل وأن الأمر يتعلق اليوم بإعادة تفعيل لآليات العلاقات الثنائية.
وقال إن إعادة تنشيط العلاقات من شأنه أن ينهض بالتعاون الاقتصادي الثنائي وتسهيل الزيارات خاصة بالنسبة للإسرائيليين من أصل مغربي.
وردا على سؤال حول التعاون الثلاثى المحتمل بين المغرب والهند وإسرائيل، أشار مالكى إلى أن مجالات التعاون بين البلدان الثلاث متعددة بقدر ما هي متنوعة، مضيفا أنه يمكن للمغرب والهند، بحكم موقعيهما، أن يضطلعا بدور ريادي في تيسير وإرساء سلام دائم في الشرق الأوسط.
وبخصوص التوقيع مؤخرا على مذكرة تفاهم بين البنك المغربي للتجارة الخارجية – بنك إفريقيا وبنك إكسيم الهندي، اعتبر مالكي أن هذا الاتفاق يأتي لتتويج خمس سنوات من التعاون النشط، وذلك في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك إلى الهند في عام 2015 والتي اتفق خلالها جلالة الملك ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على الارتقاق بمستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية.
وخلص مالكي إلى أنه منذ زيارة جلالة الملك إلى الهند، ازداد عدد اتفاقات واتفاقيات الشراكة التي تغطي كافة المجالات بشكل ملحوظ.
المصدر: الدار– وم ع