” خطبة الجمعة ودورها في إصلاح المجتمع ” موضوع لقاء جهوي بمدينة الفقيه بن صالح
أكد المشاركون في اللقاء الجهوي المنظم بمدينة الفقيه بن صالح اليوم السبت في موضوع " خطبة الجمعة ودورها في إصلاح المجتمع " على أهمية توحيد وتعميم نماذج وتقنيات الخطبة ومعالجة التباينات المسجلة بين واقع خطبة الجمعة وبين الدور المنتظر منها القيام به في إصلاح المجتمع .
ودعا المتدخلون خلال هذا اللقاء المنظم لفائدة خطباء الجمعة بأقاليم جهة بني ملال خنيفرة الخمس إلى تنسيق جهود المجالس العلمية المحلية والعمل من أجل أن تستعيد خطبة الجمعة وظيفتها الأساسية باعتبارها من الأمانات الشرعية الموكولة إلى مؤسسة علماء الدين ، ولأنها قد شرعت بالأساس لتحقيق الغايات السامية التي جاء الإسلام لبلوغها ومنها خلق مجتمع صالح تسوده قيم المحبة والتعاون .
ولفتت المداخلات إلى صعوبة تحقيق تلك الغايات السامية بدون توفر خطيب الجمعة على الشروط والمؤهلات المثلى ، وهو ما أشارت إليه الورقة المقدمة كأرضية لهذا الملتقى ، والتي أبرزت الغاية من خطبة الجمعة التي شرعها الله تعالى لتذكير عباده بتعاليمه وهو ما سار عليه النبي الكريم من نهج في الدعوة إلى توحيد الله وطاعته والتحلي بمكارم الأخلاق.
وأكد المنصور حيرث رئيس المجلس العلمي المحلي للفقيه بن صالح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية هذا اللقاء المنظم من طرف المجالس العلمية المحلية لأقاليم جهة بني ملال خنيفرة لكونه يجمع لأول مرة خطباء الجهة ، مبرزا القيمة العلمية والرمزية للمدعوين والمتدخلين وذلك للتداول في مختلف جوانب خطبة الجمعة من حيث قيمتها وأثرها على المجتمع من أجل الرقي بها والنهوض بدورها وبدور الخطيب في تمثل القيم الإيجابية والتفاعل البناء مع قضايا الأمة من خلال خطبه التي يسعى من خلالها إلى إصلاح وتزكية النفوس ومحاربة الأمراض الاجتماعية التي تعيق تحقيق صلاح الأمة وتطورها وذلك باعتماد الحكمة والموعظة الحسنة .
وتضمن برنامج اللقاء، الذي حضره أزيد من 160 مشاركا من أعضاء المجالس العلمية المحلية بالجهة وخطبائها، عرضا لليزيد الراضي رئيس المجلس العلمي المحلي لتارودانت في موضوع "الخطيب وترسيخ قيم المجتمع "، اعتبر فيه خطبة الجمعة وسيلة مهمة جدا من وسائل إصلاح المجتمع أفرادا وجماعات لأن صلاح المجتمع بحسبه هو من صلاح الخطب .
وأكد السيد الراضي أهمية وضرورة اندماج الخطيب في مجتمعه وحمل هموم الأمة وأن يشعر بآمالها وآلامها ويقاسمها السراء والضراء حتى يتمكن من الإسهام الفعال في إصلاح خللها وتقويم نواقصها ، مذكرا بالقيم الإيجابية للمجتمع والتي على الخطيب أن يهتم بها وهي ثلاث قيم كبرى : قيمة الوحدة وقيمة الأخوة وقيمة التعاون وما يتفرع عنها من قيم نبيلة وإيجابية تتطلب الترسيخ والعناية والموعظة الحسنة من أجل الحفاظ على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وضمان استقرار ووحدة ورخاء المجتمع.
ومن جانبه، تناول الحبيب عمري رئيس المجلس العلمي لإقليم الرشيدية موضوع " خطبة الجمعة : تقنية الإعداد وفنية الإلقاء "، حيث قارب في هذا الصدد بعض العناصر ذات الصلة بخطبة الجمعة من الناحية العملية التطبيقية عبر محورين أساسيين يهم الأول تقنية الإعداد للخطبة والمراحل التي ينبغي للخطيب أن يتوقف عندها ، مذكرا بأهم المناهج والمواضيع والمراجع والكتب المعتمدة في إعدادها .
وتناول فنية الإلقاء لما له من دور مهم في نجاح الخطبة أو عدمها ليخلص إلى أن الخطبة ليست عملا مرتجلا وبسيطا ،بل عملا متقنا ومضبوطا يندرج في إطار ما يمكن تسميته بفن أو صناعة الخطابة ، كما استعرض نماذج مجموعة من الخطباء وعلى رأسهم إمام الخطباء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، مشددا على نجاعة امتلاك عناصر منهجية قوية تمكن الخطباء من أداء رسالتهم الأسبوعية على أحسن وجه وصولا إلى إصلاح المجتمع وتنزيل قضايا وأخلاق الإسلام التي أضحت الحاجة ماسة إلى استعادتها عن طريق المنبر باعتباره من أكبر المدارس التي أقامها الدين الإسلامي لإصلاح المجتمع ولتفقيه الأمة الإسلامية بالمثل العليا للإسلام وتعاليمه السامية ومكارم الأخلاق .
أما أحمد العمراني رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم سيدي بنور والأستاذ بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة ، فتطرق في عرضه حول موضوع "شروط الخطيب الناجح وأثره "، إلى كيفية تأثير الخطيب الناجح في المجتمع من خلال الخطاب الديني الذي يلقيه كل جمعة ، متحدثا عن مفهوم النجاح وكيف يمكن للخطيب أن يكون ناجحا في منبره وموقعه الخطابي.
واستعرض مجموعة من الشروط التي ينبغي توفرها في الخطيب ومنها تحمل المسؤولية والإحساس بقيمة المنبر وأهميته و خطورة وأهمية الكلمة ، وضرورة التمييز بين خطاب الرحمة الذي جاء به خاتم المرسلين وخطاب القسوة والغلظة.