معطيات تفند مزاعم الجزائر و”البوليساريو” حول حذف موقع البيت الأبيض للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء
الدار- خاص
في الوقت الذي روجت فيه الأبواق الإعلامية، التابعة للنظام العسكري الجزائري، وجبهة البوليساريو الانفصالية، لخبر حذف موقع “البيت الأبيض” لقرار الرئيس ترامب القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، تبين أن الأمر يتعلق بعملية تحديث وصيانة تقنية للموقع بعد تنصيب الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، وفقا لما تقتضيه أعراف وتقاليد التداول على السلطة في جميع بلدان العالم.
وسقطت الأبواق الإعلامية لعسكر قصر “المرادية” والكيان الوهمي في فخ محاولة ترويج هذه الأخبار الزائفة من جديد كعادتها منذ أشهر، إذ عند النقر على الإعلان الخاص بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، يقابل المتصفح لموقع “البيت الأبيض” برسالة تقنية من الموقع مفادها بأن الصفحة المطلوبة غير موجودة، وهو أمر شائع في المواقع الالكترونية التي يتم تحديثها وصيانتها، والتي تظهر في أحيان أخرى عبارة “الموقع قيد الصيانة” دون أن يعني ذلك أن محتوياتها أو مضامينها قد تم حجبها او حذفها الى الأبد، كما يدعي الاعلام الجزائري المحترف في التضليل والتدليس.
ويبدو أن القائمين على المؤسسات الإعلامية بالجزائر، وجبهة البوليساريو الوهمية، يفتقدون الى هذه المعارف والمهارات التقنية، و دفعهما العداء الذي يكننه للمغرب الى اعتبار غياب هذا الاعتراف الأمريكي بموقع البيت الأبيض، التابع للحكومة الأمريكية، الذي يخضع للصيانة والتحديث، “تراجعا من إدارة الرئيس بايدن عن قرار سلفه ترامب”.
تحديث وصيانة المواقع الالكترونية أمر شائع عالميا عندما تستبدل دفة الحكم والسلطة في أي بلد، ذ غالبا ما يتم تحديثها لتتماشى مع القادمين الجديد الى سدة الحكم، علما بأن موقع البيت الأبيض قام بحذف جميع المنشورات والقرار السابقة في عهد الرئيس دونالد ترامب الى حين انتهاء عملية تحيين الموقع.
ومنذ عملية الكركرات العسكرية الناجحة للجيش المغربي، و قرار واشنطن القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، انخرط النظام العسكري الجزائري في حملة تضليلية مقيتة وفجة، مدعوما باللوبي الأمريكي الموالي للكيان الوهمي في محاولة لممارسة ضغوطاته على الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل التراجع عن قرارات دونالد ترامب.
غير أن الرد على هذه الحملة المقيتة جاء من السفير الأمريكي الأسبق بالرباط، ديفيد فيشر، الذي أوضح في تصريحات صحفية سابقة أن ” العلاقات بين المغرب وأمريكا قديمة منذ عام 1777 من خلال الديمقراطيين والجمهوريين”، مشددا على أن القرار الرئاسي لترامب “سيظل قائما، وستكون لدينا علاقة اقتصادية دافئة ورائعة، سواء من خلال الإدارة الجمهورية أو الديمقراطية”، وهي التصريحات التي وضعت حدا للمزاعم التي حاولت بعض وسائل الاعلام المقربة من البوليساريو والنظام الجزائري ترويجها منذ قرار الرئيس ترامب.
ووجه وزير الدفاع الأمريكي الجديد، الجنرال لويد أوستن، صفعة لأحد الداعمين لجهبة “البوليساريو” الانفصالية في أمريكا، ويتعلق الأمر برئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور، جيمس انهوف.
وكان سؤال السيناتور الأمريكي يتمحور حول رأي وزير الدفاع في موضوع تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء المغربية”، مقدما معطيات مغلوطة، مفادها أن “52 دولة في إفريقيا” تؤيد إجراء استفتاء لتقرير مصير الصحراء، متناسيا أن 17 دولة افريقية افتتحت قنصلياتها بالعيون والداخلة، فضلا عن الطلب الذي قدمته 28 دولة إفريقية في يوليوز 2016، تطالب منه خلاله بتعليق عضوية جبهة البوليساريو في الاتحاد الافريقي.
ورد وزير الدفاع الأمريكي على سؤال السيناتور الأمريكي قائلا “بالتأكيد هذه قضية بحاجة للنظر فيها عن قرب، قبل أن أقدم لكم إجابة مفصلة بخصوصها سيدي الرئيس”، مضيفا أن “القارة الافريقية مثل باقي مناطق العالم، واحدة من المناطق التي استطعنا أن نحقق فيها رهاناتنا من خلال خلق استثمارات، ومساعدة حلفائنا على تعزيز قدرتهم على الدفاع عن سيادتهم الترابية”.