المفكر الإسلامي”أبو حفص” لموقع الدار: على المؤسسة الدينية أن لا تنفرد بالفتوى..
الدار: حاوره/ أمين بوحولي
قال محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في الدراسات الإسلامية، المعروف بـ"أبو حفص"، إن موضوع الفتاوى، اليوم، يعتبر مشكلا كبيرا جدا، بالنظر إلى الفوضى التي يخلقها في العالم الإسلامي، موضحا أنه "يجب أن نميز بين الفتوى والرأي.. يمكن لأي شخص أن يتكلم ويبدي رأيه.. في المقابل يجب أن نكسر القاعدة التي تجعل الدين حكرا على جهة ما.. الدين ليس حكرا على أحد.. عندما ينتصب شخص ما لموقف، يختزل نوعا من السلطة المعنوية على الآخرين". يؤكد رفيقي.
وأشار المتحدث نفسه، إلى أن مشكل فوضى الفتاوى، ظهر منذ القديم، ولازال مستمرا إلى اليوم بشكل حاد، قائلا: "انتصاب أشخاص لتوجيه الناس بدون سلطة قانونية معينة وبدون مؤهلات علمية تسمح لهم بالخوض الموضوع وإعطاء أراء ذات أثر على الواقع. قد تكون ملزمة.. وتجد هؤلاء الأشخاص يحذرون من يخالفهم في قولهم.. وفي غالب الأحوال هذا الصنف الذي أتحدث عنه لا يراعي كثيرا. الأحوال المتعلقة بالزمان والمكان والسياق المرتبط بالفتوى". يشدد عبد الوهاب رفيقي.
وأبرز رفيقي قائلا "أن الأمر تطور إلى وجود أشخاص ينتمون إلى بلد ويفتون للناس في بلد أخر.. بالإضافة إلى ظاهرة الرقاة الذين يستغلون السلطة الدينية للتأثير على عقول وحياة الناس.. وكذا ما يسمى بـمعبري الرؤى والأحلام الذين يستغلون الدين ويوظفونه من أجل منح أنفسهم نوعا من السلطة المعنوية التي تسمح لهم في تحديد مصير الناس… بعض الدعاة والشيوخ يحاولون تأطير وتوجيه المجتمع في اتجاه معين دون سلطة قانونية رسمية معينة لها حدود مقيدة في صلاحيات تدخلها.. هذا الأمر يخلق نوعا من الفوضى في مجال الفتوى". دائما حسب المتحدث نفسه.
وأوضح الباحث في الدراسات الإسلامية، أنه يؤيد بشدة "أن يكون للدولة مجالسها ومؤسساتها الدينية، التي تتولى إعطاء الرأي الشرعي في قضايا وأحكام لها علاقة بنوازل كثيرة من الواقع". قائلا: "في رأيي هذه المجالس والمؤسسات الدينية يجب أن تنفتح على فئات وشرائح متعددة من النخبة سواء من العلماء والمفكرين والمثقفين .. وينبغي في كل موضوع مطروح على هذه المجالس والمؤسسات الدينية، أن يؤخذ فيه رأي كل الجهات المعنية به، وليس رأي المؤسسة الدينية لوحدها.. حيث أن هذه الأخيرة مطالبة أن تفتح الباب للتشاور والنقاش مع مختلف الجهات العلمية التي لها علاقة بالموضوع المثير للجدل". يسجل الباحث في الدراسات الاسلامية.