صحيفة اسبانية: المغرب فخر افريقيا والملك محمد السادس يقود “ثورة” التغيير في المملكة
الدار / خاص
نشرت صحيفة “Ok diario” الاسبانية مقالا مطول تحدثت فيه بإسهاب عن أهم المنجزات التي حققها المغرب في عهد الملك محمد السادس، والمؤهلات الكبيرة التي تتوفر عليها المملكة في المجالات الاقتصادية، والأمنية، والسياحية، والدينية، وكيف نجحت المملكة في بلورة استراتيجية ملهمة شكلت محل اشادة لمواجهة تداعيات تفشي وباء كورونا المستجد.
الصحيفة استقت آراء السفيرة المغربية في مدريد، كريمة بنيعيش، وعدد من رجال الأعمال الاسبان المقيمين في المغرب، من قبيل Arsenio Hidalgo، المدير العام لشركة EPP Nature” الرائدة في قطاعات.
كشف استطلاع رأي العام الماضي أن 4 من أصل 5 مغاربة، أي بنسبة 81٪ متفائلون بخصوص مستقبل بلادهم. في مناخ من عدم اليقين والأزمة الاقتصادية و تفشي وباء فيروس كورونا، يؤمن المغاربة ببلدهم، وإمكانياته، وبمستقبله. إنه نوع من “امتياز المواطن” الذي لا يمكن لجميع الدول التباهي به.
لكن ما سر هذا النجاح؟ السر يكمن بحسب سفيرة المغرب لدى اسبانيا، كريمة بنيعيش، “في تفاني الملك محمد السادس، الذي قام بمجهودات كبيرة من أجل احداث تغييرات مهمة في البلاد منذ توليه العرش، قائلة “لدرجة أنني شخصياً مندهشة من التقدم الذي أراه هناك ف كل مرة”.
وأكدت السفيرة المغربية أن مفتاح نجاح المغرب يكمن في أن المملكة المغربية تفصلها 14 كيلومترًا فقط من أوروبا هي دولة أفريقية وعربية ومسلمة، لكنها ذات طبيعة أوروبية وغربية غير عادية بقيادة الملك محمد السادس”.
وأضافت :” لسنا أوروبيين لنستفيد من دعم مثل ذا وان، ليس لدينا غاز ولا نفط، لكننا بدأنا مسيرة نحو الالتزام والتنمية والتعددية، ونحن في الطريق لإحداث تحولات مهمة، وكثير منها أصبح بالفعل حقيقة في الميدان”.
البنية التحتية
تشير كريمة بنيعيش الى أن المغرب يتوفر على بنى تحتية كبيرة ومهمة شهدت تغييرا منذ وصول الملك محمد السادس الى العرش، حيث يوجد في المغرب 1800 كيلومتر من الطرق السريعة التي تربط المدن الرئيسية في المملكة وتخطط لخطة طموحة أخرى ستوحد في نهاية المطاف المزيد من المناطق في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، يتوفر المغرب، وفقا للسفيرة المغربية في مدريد، على أول قطار فائق السرعة في إفريقيا، الذي يربط طنجة والدار البيضاء في ساعتين و 10 دقائق فقط، كما سيتوفر المغرب مستقبلا على أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بحلول سنة 2030، مما سيمكن من انتاج 52٪ من الطاقة النظيفة والمتجددة”، مشيرة الى أن “مدينة طنجة هو أجمل الأمثلة على النمو الاقتصادي الذي يظهره هذا البلد بفخر: ميناء طنجة، وميناء طنجة المتوسط.
ميناء طنجة المتوسط…جوهرة الشمال
يجسد ميناء طنجة المتوسط طلائعية المغرب، مغرب القرن الحادي والعشرين. على بعد 45 كم من مدينة طنجة و 20 دقيقة من سبتة المحتلة، يحتل الميناء موقعًا استراتيجيًا على طرف الساحل المغربي الأقرب لساحل شبه الجزيرة الأيبيرية وعند نقطة عبور الطرق البحرية التي تربط أوروبا وأفريقيا وأمريكا. إنها أول منصة استيراد وتصدير في البلاد؛ يبلغ حجمها حاليًا 3.4 مليون حاوية، وهو الميناء الرائد في إفريقيا لحركة الشحن.
لإعطاء الأرقام التي تتحدث عن حجم المشروع، يبلغ طوله الميناء 10 كيلومترات ويحتوي على ما يصل إلى خمس مناطق صناعية في محيط 40 كيلومترًا حوله. نظرًا لأن التمديد في الخدمة بالفعل، فإن Tanger Med II هو بالفعل نقطة جذب للاستثمار الأجنبي، حيث تنشط ما يقرب من 900 شركة، من مختلف القطاعات مثل السيارات والطيران والمنسوجات في هذه المنطقة الصناعية الهائلة.
أحد رجال الأعمال الإسبان، ويدعى “Arsenio Hidalgo”، المدير العام في قطاع السيارات لشركة “EPP Nature” الرائدة في قطاعات السيارات، يتحدث عن مؤهلات ميناء طنجة المتوسط قائلاً: “لقد كنا من أوائل الشركات في قطاع السيارات التي تأسست هناك”. حاليًا، توظف الشركة ما يقرب من 400 شخص في منشآتها، مع قوة عاملة مغربية 100 ٪، مكرسة لتصنيع الأجزاء الجلدية للديكور الداخلي للسيارات. أغطية جلدية للرافعات ومكابح اليد وعجلات القيادة والمظلات ذات الغطاء الجلدي والتي ينتهي عملها في سيارات جميع الماركات الكبرى في العالم. يوضح Hidalgo: “ينتهي المطاف بمنتجاتنا في خطوط التجميع في بلدان مثل المكسيك أو البرازيل أو الولايات المتحدة أو الصين”.
نجاح Hidalgo لا يعني أنه عالم ثروة سريعة وسهلة. يشرح رجل الأعمال ذلك جيدًا: “أي شخص يذهب إلى المغرب ويفكر أنه سيحقق ربحًا في غضون ستة أشهر فهو مخطئ.
وأضاف قائلا: “عليك أن تعرف المغرب، عليك أن تفهمه وتكتشفه… عليك أن تحيط نفسك بشخص يمكنه مساعدتك وعليك أن تكسب احترام الجميع”.
وحول أسباب تفضيله الاستقرار في المغرب، مقارنة بالبلدان ذات العمالة الرخيصة، مثل تلك الموجودة في الشرق أو بعض الدول الآسيوية؟ يوضح Hidalgo: “منذ حوالي خمسة عشر عامًا، تلقى بعض عملائنا عروضًا من بلدان بأسعار منخفضة وعروض أرخص”.
وتابع: “لقد قمنا بتحليل مختلف البلدان التي يمكن أن نستقر فيها وتوصلنا إلى نتيجة مفادها أنه بسبب جوانب مثل المناطق الزمنية والقرب، يجب أن نستقر في المغرب”.
يقول هيدالغو: “بصفتنا رجال أعمال إسبان هناك، عندما نتحدث أو نشارك رأيًا في منتديات معينة، فإننا نصل إلى نتيجة مفادها أنه يجب أن تكون في المغرب”. ويبدو أن ذوقه لم يخونه، حيث قال: “لدينا خطة لدمج 50 عاملاً جديدًا وبحلول عام 2021، أتوقع أننا سنكون قادرين على توظيف 450 أو 460 شخصًا”، كما يؤكد، قبل أن ردف قائلا: “قررنا أن نفقد ربما القليل من الحجم للمراهنة على قوة عاملة جيدة والاستمرار في المغرب، فقد حصلنا هنا على استقرار مهم للغاية بين أفراد عمالنا والدولة المغربية، مما جعل من الممكن للطبقة العاملة أن تعيش بكرامة. هنا، تتمتع هذه القوة العاملة بإمكانية الحصول على ائتمانات تبلغ 30.000 أو 40.000 يورو للوصول إلى السكن”.
المملكة..واحة ترفل في الأمن والاستقرار
تعد مسألة الأمن في المغرب، ببساطة مسألة دولة. هذه هي العبارة التي لخصت بها السفيرة كريمة بنيعيش موضوع الامن في المملكة.
وقالت في هذا الصدد: “نحن معروفون في جميع أنحاء العالم كدولة مستقرة تتمتع بأمن كبير. نحن شركاء ذوو أولوية في الحرب ضد الإرهاب، معترف به في جميع أنحاء العالم لدورنا في مكافحة الجهادية المتطرفة، ولكن أيضًا الهجرة غير النظامية”.
وأضافت أن “المغرب منخرط مع أوروبا في القضايا الأمنية، حيث تقوم المملكة بدور أساسي في مكافحة الإرهاب الدولي”، مبرزة أن ” جلالة الملك محمد السادس هو أول من وضع مخططا للتصدي للتطرف والإرهاب، حيث أسس معهدا يحمل اسمه “معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات” بالرباط، لتكوين الأئمة لاشاعة إسلام منفتح ومتسامح، كما كان دائمًا المغرب على مر القرون يدافع عن الإسلام المنفتح والمتسامح”، تضيف السفيرة المغربية في مدريد.
الحموشي..”كابوس” الإرهابيين ومهندس المصالحة بين المواطن والمرفق الامني
يعد عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أبرز الشخصيات الأمنية في المغرب.
بالنسبة للكثيرين، فهو ذاك “الرجل الذي لا ينام” كما كان يطلق عليه في وسائل الإعلام الأجنبية. “أمني خارق” أدركت أوروبا كلها دوره في محاربة الجهادية، فمنحته كما فعلت إسبانيا، وسام الصليب الأكبر من وسام الاستحقاق من الحرس المدني، تقديرا لمجهوداته الكبيرة.
اعترفت الصحافة الدولية بعبد اللطيف الحموشي كـ “شخصية”، و”كابوس الإرهابيين”، كما تمت الإشادة بعمله في إفريقيا وأوروبا وحتى آسيا. ساعد عبد اللطيف الحموشي السلطات السريلانكية في التعرف على الإرهابيين المسلمين المتورطين في هجمات عيد الفصح، كما أسهم الحموشي في احداث نوع من “المصالحة” بين المواطنين المغاربة والشرطة، من خلال إدخال تغييرات في نظرة المغاربة للمرفق الشرطي، والمؤسسة الأمنية، واحساسهم بأن هذه المؤسسات هي في خدمة المواطن و مرفق عام مثل جميع المرافق العمومية.
حقوق الانسان
تؤكد السفيرة كريمة بنيعيش أن المغرب بذل جهودا كبيرة لتطوير منظومة حقوق الانسان، وتعزيزه تكريسا للمزيد من المصالحة والتسامح”.
وأشارت الى أن “المملكة اتخذت تدابير أساسية في هذا المجال، مثل الدفاع عن دور المرأة والمصالحة والمساواة بين المرأة والرجل”، كما أن المغرب، كما يؤكد جلالة الملك يظل دوما متمسكا بالقيم والمبادئ النبيلة، و بحقوق الإنسان بكاملها وشموليتها”.
القطاع السياحي
كما هو الشأن في إسبانيا، تمثل السياحة جزءًا مهمًا جدًا من الناتج المحلي الإجمالي الوطن للمملكة المغربية. يزخر المغرب بعدد من المؤهلات السياحية القوية، نجد في صدارتها مدن بارث تاريخي وثقافي رمزي قوي، مثل فاس، مراكش، الرباط، قصبة آيت بن حدو، أصيلة لؤلؤة الأطلسي، طنجة الوجه الأوروبي للمغرب، الدار البيضاء وجه الثقافة.
وفي هذا الصدد قالت كريمة بنيعيش:” المغرب يتوفر على مؤهلات سياحية مهمة. فجبال الأطلس التي تتشح بالبياض في فصل الشتاء مثال على ذلك، كما يتوفر المغرب على منتج سياحي استثنائي”.
وتابعت :” المغرب دولة حديثة لديها مؤهلات رائعة وحديثه، ولكنها تحافظ على تقاليدها، وحرفها، وثقافتنا كما أن فنون الطهي بالمملكة هي واحدة من أفضل الفنون في العالم”.
قريباً، وفي حالة تحسن الوضعية الوبائية، ستنظم الدورة الرابعة والعشرين للجمعية العامة للسياحة”. يعد المغرب موطن “أهم متحف في إفريقيا، في الرباط، كما ستستكمل قريباً أشغال أكبر مسرح في إفريقيا”. ومن بين الإنجازات الأخرى، “يجري التحضير لمعرض مهم للغاية عن المغرب لهذا العام في متحف رينا صوفيا في مدريد، والهدف كما تقول كريمة بنيعيش هو “إعطاء صورة لواقع المغرب من خلال الثقافة”.
مستقبل ما بعد مرحلة جائحة كورونا
من الأشياء التي تجذب أكبر قدر من الاهتمام عند التحدث إلى المغاربة أو الإسبان الذين يعيشون في المغرب هي الطريقة غير العادية التي يثنون بها على دور المملكة في مكافحة فيروس كورونا. وخير مثال على ذلك هو رجل الأعمال الاسباني ” Arsenio Hidalgo “، مدير شركة ” EPP Nature “، الذي يشرح ذلك بثقة وبتجرد، خصوصا أنه ليس جزاء من “المؤسسة” الرسمية في المغرب.
وقال : “بالنسبة لي، ما أبهرني في التجربة المغربية الممتعة للغاية في مكافحة وباء كورونا، هو رؤية كيف تعاملت المملكة المغربية مع هذا الوضع العصيب. من الواضح أن مواردها محدودة أكثر بكثير مما قد نفترضه في إسبانيا.
لكن لم تغلق الشركات الصناعية، فمشروعنا، على سبيل المثال، ظل مفتوحًا بمستويات مختلفة من النشاط كل يوم حسب طلب الزبناء. لكن زارتنا عمليات تفتيش في مجموعات من 6 إلى 8 أشخاص (طبيب، شرطة، رجال إطفاء، مفتشية العمل، إلخ.) أكدوا ضرورة احترام الإجراءات الأمنية: قدرة نقل الأفراد، التحكم الفردي في درجة الحرارة في المداخل، التطهير، مناطق العزل ، إلخ. .فهي تدابير سهلة وغير مكلفة عند وضعها، وسرت على كل الشركات المتعددة الجنسيات التي تعمل في المنطقة الصناعية لمدينة طنجة.
من جهتها، تعتقد السفيرة كريمة بنيعيش من جهتها، أن كل هذا يستمد الكثير من العقلية المغربية، حيث تكيف الاقتصاد المغربي مع وباء فيروس كورونا، و مع حالة الطوارئ الصحية، وتحول المغرب على سبيل المثال إلى تصنيع الأقنعة الواقية، وهو إنتاج يصل إلى الملايين”، مشيرة الى أن ” الملك محمد السادس أرسل الدعم والمساعدات إلى أكثر من 20 دولة إفريقية شقيقة على شكل أقنعة أو أدوية”.
وأبرزت أن “سياسة المملكة المغربية تقوم على التضامن والتخفيف من ديون الدول الأكثر حرماناً، مضيفة :” ليس لدينا غاز ولا نفط ولكننا شعب موحد”، مشيرة الى أن “جلالة الملك أطلق صندوقًا بقيمة 3000 مليون لمساعدة الدول الأكثر حرمانًا”، لأن “شخصية الإنسان والدفاع عنه لهما مكانة مميزة في السياسة التي وضع لبنتها جلالة الملك”، تضيف السفيرة المغربية في مدريد.
شعب مغربي منفتح
قالت السفيرة كريمة بنيعيش ان “الشعب المغربي شعب منفتح وكريم يحب أن يتفاعل ويشارك مع الآخر؛ مشيرة الى أن “المغرب جسر بين ثقافتين، و بلد آمن ومنفتح، بلد محترم مع زعيم لأمة عظيمة، هو أمير المؤمنين، غير البلد على جميع المستويات”، تختتم السفيرة كلامها بنبرة ملؤها الفخر والاقتناع بالإنجازات التي حققتها المملكة المغربية في عهد الملك محمد السادس.