متحف حضارة الماء بمراكش .. معلمة شاهدة على عقبرية التدبير المائي بالمغرب
أكد مدير متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب المتواجد بمدينة مراكش، عبد النبي المندور، أن هذه البنية المتحفية تعد معلمة شاهدة على عبقرية التدبير المائي بالمغرب، ودور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في تدبير هذه المادة الحيوية، وكذا الثورة المائية بالمملكة.
وأضاف المندور، أن هذا المتحف أحدث ليؤرخ لدور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في تدبير هذه الثروة المائية، وكذا الثورة التي أطلقها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، خاصة في مجال بناء السدود وتخزين المياه.
وتابع أن إحداث هذا المتحف، المتفرد في مجاله، يهدف أيضا، إلى الإشادة وإبراز السياسة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا المجال، والاستراتيجية الوطنية للماء ورؤية 2030-2050 المتصلة بها.
وبعد أن أبرز الموقع الاستراتيجي لهذه البنية عند مدخل منطقة النخيل بمراكش، أوضح المسؤول أن المتحف يتناول حوالي 12 موضوعا يهم الماء، عبر فضاء دائم للعرض، إلى جانب معارض على شكل استنساخات حية للتراث المائي التقليدي (السواقي، المطفيات، والنافورات، ورحى الماء، موزع المياه والناعورة).
وبخصوص المعدات والأدوات والمخطوطات المعروضة بهذا المتحف، أشار المندور إلى أنه يقدم توثيقا غنيا بالمعلومات والمعطيات والأفكار، إلى جانب الأعمال المعروضة التي تسلط الضوء على مختلف جوانب الثورة المائية بالمغرب، مذكرا بخطاب جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه والذي أعلن فيه عن مشروع سقي مليون هكتار.
وتابع أن المغرب كان يتوفر آنذاك على قدرة تخزين تصل إلى 2 مليار متر مكعب، في حين انتقلت هذه القدرة حاليا إلى 18 مليار متر مكعب، مبرزا أن هذا الأداء مرده إلى التدبير العبقري لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني ورؤيته المتبصرة في الميدان، وتشييد السدود والمنشآت الحديثة، وكذا بنيات نقل الماء من حوض لآخر.
وفي معرض تطرقه للظرفية الحالية الناجمة عن فيروس كوفيد-19، ذكر المندور بأن المتحف أغلق أبوابه في مارس 2020 في سياق إرساء الحجر الصحي من قبل السلطات المختصة، وأعاد فتح أبوابه في 20 يوليوز الماضي، مؤكدا أنه خلال فترة الأزمة الصحية اتخذت إدارة المتحف تدابير صارمة لمنع انتشار العدوى، وضمان سلامة المستخدمين والزوار.
وإلى جانب عرض وتسليط الضوء على مواضيع متعددة على صلة بهذه المادة الحيوية والتراث المائي بالمملكة، تطرق المندور إلى الأنشطة الخاصة بالمتحف، مشددا على الأهمية المخصصة لجانب التحسيس حول اقتصاد وعقلنة استخدام الماء لفائدة الشباب والأجيال الصاعدة عبر برامج تربوية مخصصة لهذا الغرض.
وتوقف، في هذا السياق، عند تنظيم يوم محاكاة حول المناخ، موضحا أن تصور هذا النشاط يتمثل في إشراك التلاميذ والطلبة، الذين يمثلون 60 في المئة من زوار المتحف، من مختلف المؤسسات التعليمية والجامعية، للتداول والنقاش حول قضايا بيئية من قبيل تقليص الانبعاثات الغازية. وأكد أن مسؤولي وأطر إدارة المتحف تسهر على تقريب هذه الفئة من الممارسات الفضلى للمساهمة في عقلنة واقتصاد الماء، مع تشجيعهم على نقل هذه الرسائل لدى أقاربهم ومحيطهم وبالمؤسسات التعليمية التي يدرسون بها.
المصدر: الدار- وم ع