علماء المغرب يستعرضون تجربتهم في محاربة التطرف والإرهاب أمام خبراء دوليين
الدار / المحجوب داسع
أكد محمد بلكبير، رئيس “مركز الدراسات والأبحاث في القيم”، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، أن ” الرابطة بلورت “مواجهة فكرية” مع التنظيمات الإرهابية في إطار متكامل ومنسق مع جهود باقي المؤسسات الوطنية الشريكة في مجال محاربة التطرف العنيف والإرهاب”.
وأوضح محمد بلكبير في كلمة افتتاحية لأشغال المؤتمر الدولي السنوي حول مكافحة التطرف العنيف: أجوبة جديدة لتحديات جديدة”، الذي ينظمه “المرصد المغربي حول التطرف والعنف”، بشراكة مع “المندوبية العامة لإدارة السجون واعادة الادماج”، و”الرابطة المحمدية للعلماء”، و”مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، أن ” الرابطة اشتغلت على محاولة تشخيص وتبيان محددات وأسس الظاهرة الإرهابية، اذ اتضح لها أن هناك قطبان أساسيان يحكمان جاذبية الظاهرة؛ قطب المنظرين للفكر الإرهابي المتطرف، وقطب الفاعلين داخل الميدان”.
وأشار في هذا الصدد، الى أن ” الأشخاص المنتشرين داخل الميدان هم الذين يشكلون حطب وقود التيارات الإرهابية المتطرفة، ويتشكلون في الغالب من الشباب والنساء، والرجال، وفئات أخرى، وهم الذين يشكلون قوة التيارات الإرهابية المتطرفة”
وأضاف رئيس “مركز الدراسات والأبحاث في القيم” بالرابطة المحمدية للعلماء، أن ” المؤسسة اشتغلت على ورش تحصين وتمنيع الناشئة والشباب من خطابات الكراهية، والمفاصلة، و التطرف والعنف، في محاولة للحيلولة دون وقوعهم في مزالق الإرهاب”، وهو أمر يسعف، على حد تعبيره، ” في كبح جماح فئة المنظرين داخل الحركات الإرهابية، التي تشتغل على خلق التصورات، و الدعاية لخطاباتها”.
وأبرز الخبير في مجال محاربة الإرهاب والتطرف العنيف، أن “الرابطة المحمدية للعلماء اشتغلت، أيضا على بلورة، واعداد مجموعة من الأدوات التي تمكنها من التدخل على المستوى الفكري و المضموني، من خلال انتاج سلسلة دفاتر لتفكيك الخطاب الديني وآليات انتاجه، وكذا العمل على تفكيك الجهاز المفاهيمي المكون لسلسلة التطرف والإرهاب، على المستوى الداخلي والخارجي، والمكون أساسا من مجموعة من المفاهيم ذات الصبغة الشرعية التي تستند اليها التنظيمات الإرهابية لتبرير وتسويغ أفعالها، و استقطاب الأتباع”.
الى جانب ذلك، عملت الرابطة المحمدية للعلماء، يضيف المتحدث ذاته، على تكوين العلماء الوسطاء، و العلماء الرواد، والمدونون المؤثرون، والشباب بغية اشراكهم في ورش محاربة التطرف والإرهاب، الى جانب اشراك، أيضا، الشباب الجامعيين في هذا الورش، فضلا عن تعزيز شراكاتها مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج في اطار برنامج “مصالحة”، وبرنامج تعزيز التسامح في الوسط المدرسي مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر.
و تضمنت أشغال هذا المؤتمر الدولي، جلسة عامة افتتاحية تخللتها كلمات كل من المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة و الرابطة المحمدية للعلماء، والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج والمكتب المركزي للأبحاث القضائية، ووزارة العدل، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، علاوة على المرصد المغربي حول التطرف والعنف ومركز السياسات من أجل الجنوب الجديد
كما سيعرف المؤتمر جلسات أخرى تخصصية على مدى ثلاثة أيام (16-17-18 فبراير 2021)، تركز الجلسة الأولى على تحولات التهديدات الإرهابية: استجابات جديدة لتحديات جديدة، بينما الجلسة الثانية تتمحور حول التحديات السيبرانية الجديدة: من الدعاية والاستقطاب إلى استهداف البنى التحتية، أما الجلسة الثالثة فهي تتناول التغييرات الفكرية للتطرف العنيف والأشكال الجديدة لسرديات التطرف وخطاب الكراهية، والجلسة الرابعة تناقش فك الارتباط ومحاربة التطرف وإعادة التأهيل: مقاربات، برامج وأساليب التقييم. وأخيرا الجلسة الخامسة حول المرأة والتطرف العنيف: من أجل مقاربة جديدة تتجاوز القوالب النمطية.