احتفالًا بمرور خمسة أعوام على اعتباره واحدًا من المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يسعى مهرجان الجونة السينمائي لاستكمال مهمته في دعم السينما في الشرق الأوسط والترويج لها، من خلال الإعلان عن مواعيد دورته الخامسة التي ستقام في الفترة ما بين 14-22 أكتوبر/تشرين الأول 2021 في مدينة الجونة.
يعتمد المهرجان في خططه للدورة الخامسة على المنهج ذاته، الذي اعتمده في دوراته المنصرمة، ويستند في نجاحه على التشجيع الكبير الذي يلقاه بواسطة صناع الأفلام ومحترفي السينما العربية والدولية إضافة إلى جمهوره والإعلاميين والنقاد.
الدورة الرابعة للمهرجان (2020) كانت أول فعالية عامة تقام في مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة، البيت الجديد للمهرجان وفعالياته. سيحتضن المركز في الدورة الخامسة حفلي الافتتاح والختام وفعاليات السجادة الحمراء والعروض الأولى إضافة إلى فعاليات التعارف وحفل ختام منصة الجونة السينمائية وعرض مجموعة متنوعة من الأفلام الدولية التي يحرص المهرجان دومًا على استقطابها من خلال جولة فريق البرمجة في المهرجانات السينمائية المنعقدة طوال العام أو تلك التي يحرص المهرجان على حيازة عروضها الدولية والعالمية الأولى.
ومن جانبه أعرب م/ سميح ساويرس مؤسس الجونة ورئيس مجلس إدارة أوراسكوم للتنمية القابضة عن سعادته بالنجاح الذي حققه مهرجان الجونة السينمائي خلال الأعوام الماضية، وخاصة عام 2020 الذي شهد أول استضافة للمهرجان في مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة. وأضاف سميح قائلا “كان عام 2020 مليئًا بالتحديات، لكنني سعيد حقًا لأننا رغم كل المعوقات تمكنا من الوفاء بوعدنا باستضافة الدورة الرابعة من المهرجان في مركزالجونة للمؤتمرات والثقافة. لا أستطيع أن أصدق أننا نحتفل بالفعل بمرور خمسة اعوام على انطلاق مهرجاننا. أنا فخور جدًا بالتطور الذي شهدته الجونة، منذ افتتاح المهرجان، لتصبح وجهة ومنصة رائدة للفنون ومركزًا للتبادل الثقافي في الشرق الأوسط”.
بينما تطرق مدير المهرجان انتشال التميمي إلى “السعي نحو تطوير جهد المهرجان التنظيمي وتعزيز فريق العمل للارتقاء بنشاطه والتوجه نحو تكثيف التجربة التنظيمية للمهرجان والعمل على توسيع فعالياته وتعميق نجاحاته، وتهيئة الأجواء لإطلاق المبادرات والأفكار الجديدة”، وأضاف قائلًا”: “بينما نتطلع إلى دورتنا الخامسة، نعدكم بأننا نعمل بجد لاستكمال مجهوداتنا وإسهاماتها لتطوير السينما إقليميًا وعالميًا”.
توافقاً مع محددات الوباء ومراعاة لإجراءات التباعد الاجتماعي اضطر المهرجان إلى تقليص برنامج عروض أفلامه خلال الدورة الرابعة ليقتصر فقط على 63 فيلمًا، ومع ذلك لم يؤثر التقليص على مسابقاته فضم 16 فيلمًا في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة و10 في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة و18 في مسابقة الأفلام القصيرة و17 في قسم الاختيار الرسمي خارج المسابقة إضافة إلى فيلمين في قسم العروض الخاصة.
ضمت لجان تحكيم الدورة الرابعة نخبة من أكثر صناع السينما تأثيرًا وتميزًا، من بينهم الممثل والكاتب والمنتج المصري آسر ياسين والمخرج وكاتب السيناريو السوداني أمجد أبو العلاء والمخرج والمنتج بيتر ويبر والمخرجة والمنتجة المصرية المتميزة ماريان خوري والممثل الهندي الشهير علي فازال، إضافة إلى الممثلة السورية كندة علوش، والمخرجة التونسية رجاء عماري.
حاز فيلم “إلى أين تذهبين يا عايدة” لياسميلا زبانيتش على النجمة الذهبية لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وفاز فيلم”أيام أكلة لحوم البشر” لتيبوهو إدكينز بذهبية الأفلام الوثائقية، بينما فاز “أن أصبح أمي” لجاسمين ترينكا بذهبية الأفلام القصيرة، في حين فاز “الرجل الذي باع ظهره” لكوثر بن هنية بجائزة أفضل فيلم روائي عربي و”200 متر” لأمين نايفة بجائزة سينما من أجل الإنسانية، إلى جانب جوائز متنوعة أخرى تم توزيعها على الأفلام الفائزة وبلغت قيمتها الإجمالية 224 ألف دولار أمريكي.
شهد حفل “السينما في حفل موسيقي” في الدورة الماضية عرضًا للنسخة المرممة لفيلم شارلي شابلن “الصبي” مصحوبًا بأوركسترا حية بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي. ذهبت جائزة الإنجاز الإبداعي إلى كل من الممثل المميز خالد الصاوي ومنسق المناظر المصري أنسي أبو سيف والممثل الفرنسي القدير جيرارد ديبارديو، بينما ذهبت جائزة عمر الشريف إلى الممثل الفرنسي المغربي الأصل سعيد تغماوي، كما نظم المهرجان معرضًا استعاديًا لأعمال منسق المناظر أنسي أبو سيف والذي تضمن ملصقات أفلامه وجوائزه إضافة إلى مقاطع من أفلامه واسكتشات مبدئية لتصميماته.
كما شهدت الدورة الرابعة انطلاق جائزة خالد بشارة لصناع السينما المصرية المستقلة، التي تهدف إلى تخليد اسم الراحل خالد بشارة. مُنحت الجائزة إلى مشروع في مرحلة التطوير “هاملت من عزبة الصفيح” لأحمد فوزي صالح، وستُقدم سنويًا ضمن جوائز مهرجان الجونة السينمائي.
مهرجان الجونة السينمائي:
واحد من المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، يهدف إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها، وخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال فن السينما، ووصل صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي. إضافة إلى ذلك، يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويتحمس ليكون محفزًا لتطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال ذراع الصناعة الخاصة به، منصة الجونة السينمائية.