إسلاميات… أسلمة الخطاب الصوفي في المغرب
بقلم: منتصر حمادة
ما الذي جرى في الساحة المغربية، حتى أصبحنا نعاين تبني مجموعة من الأقلام البحثية المحسوبة على المرجعية الصوفية، لمواقف سياسية ودينية لا تختلف عن المواقف الصادرة عن الحركات الإسلامية، وخاصة الحركات الإسلامية السياسية و”الجهادية”؟
معضلة الاشتغال على هذا السؤال، أن الانتباه إليه أساساً لا زال متواضعاً، فالأحرى التفكير في الاشتغال عليه، ومن هنا بعض أسباب التوقف عنده في هذه السلسلة الرمضانية على موقع “الدار” تحت باب “إسلاميات”.
من الصعب إحصاء عدد هذه النماذج، ولكن يكفي إلقاء نظرة على السائد في مواقع التواصل الاجتماعي، أو السائد في المجموعات الرقمية المغلقة، مثل المجموعات التي تفتح في تطبيقات “واستاب” أو “ميسنجر”، وما تعج به بعض الإصدارات لأسماء محسوبة على التصوف، نظرياً على الأقل، ولكن خطابها في الآونة الأخيرة، بعيد عن مقتضى الخطاب الصوفي الذي لا يُشيطن البلاد والعباد والدول، ولا يروج المواقف التي تصدر عن الإخوان و”الجهاديين”.
سوف نتوقف هنا عند نموذجين اثنين فقط، لأنه يصعب حصر مجمل النتائج، أو على الأقل، يستحل ذلك عملياً:
ـــ يتعلق النموذج الأول بمقال رأي نشره الباحث حمزة الكتاني، وهو أخ الداعية حسن الكتاني الذي اشتهر بما اصطلحنا عليه في كتاب “نقد العقل السلفي: السلفية الوهابية في المغرب نموذجاً” [2014]، بما يُشبه “المراهقة السلفية”، مع أن كلاهما من عائلة أنجبت العديد من العلماء، في زمن ما، قبل قدوم رياح التديّن المشرقي، الإخواني والسلفي الوهابي.
نترك الحسن الكتاني جانباً، لأن الأرضية النظرية التي ينطلق منها، تفسر مواقفه الدينية المتشددة، والتي نحترمها من باب احترام الرأي الآخر، فنحن نحاور الملاحدة والدواعش، فالأحرى محاورة داعية شاب، يتبنى بعض الآراء التي تسيء إليه، وهو يحسب أنه يُحسن صنعا. هذا شأنه.
نترك الحسن الكتاني جانباً، لأن الأرضية النظرية التي ينطلق منها، تفسر مواقفه الدينية المتشددة، والتي نحترمها من باب احترام الرأي الآخر،
ما يهمنا هنا، بعض مضامين مقال الباحث حمزة الكتاني، والذي يبقى محسوباً أكثر على المرجعية الصوفية، كما تشهد بذلك مواقفه ومضامين العديد من تدويناته في صفحته الرسمية، ولكن يُلاحظ أنه خلال السنوات الأخيرة، أدلى بالعديد من المواقف التي، كما سلف الذكر أعلاه، لا تختلف عن مواقف التيار الإخواني والتيار “الجهادي”، رغم اختلاف في المرجعيات، على اعتبار أن الأدبيات الصوفية إجمالاً، مختلفة عن الأدبيات السلفية الوهابية (ومنها الأدبيات “الجهادية”)، ومختلفة عن الأدبيات الإخوانية.. إلخ.
حتى لا نتيه في كثرة التفاصيل، توقف مقال حمزة الكتاني عند بضعة الأسئلة، تحت عنوان كانت صيغته “هل وباء كورونا مؤامرة دولية؟”، ومعلوم أن التعامل مع هذا الوباء، محلياً وإقليمياً وعالمياً، يمر من تباين، حسب طبيعة المرجعية والمعطيات والمحددات، وبالتالي، هناك عدة مقاربات واتجاهات وآراء في القراءات.
أورد الكتاني مجموعة من الملاحظات في الساحة، مجتهداً في البحث عن أجوبة جامعة، وإن كان هذا أمر صعب بحكم تعقيدات الملف، ولكن إجمالاً، مقاله مشروع في طرح الأسئلة الضرورية والهامة، على غرار ما يصدر في الساحة المحلية والأجنبية، ولعل هذه الفقرة التي جاءت في نهاية المقالة، تلخص وجهة نظر الكاتب، ونجدها في قراءات أخرى، محلية وإقليمية، وجاء فيها: “لقد مسنا الوباء في ديننا، وفي استقلالنا، وفي حياتنا، وفي نفسياتنا، وفي علاقاتنا الاجتماعية، وفي علاقة المواطن مع الإدارة، وعلاقته مع الدولة، مسنا في كل شيء، واستغله الغرب أسوا استغلال، ألا يجعلنا ذلك نشك في أن وباء كورونا إنما هو جزء من الحرب العالمية ضد الإسلام والمسلمين”.
على أن هناك فقرة شاذة عن الخطاب الصوفي، جاءت في المقالة التي نشرها في صفحته على موقع “فيسبوك”، وجاء صيغتها كالتالي: “في وقت نفتح الأبواب مصرعة لكل من يحارب الله ورسوله، ويطعن في الثوابت الشرعية، ويستهزئ بالمقدسات الدينية، نفتح لهم الراديو، والتلفزيون، والصحافة، يفعلون ويقولون ما شاؤوا، ومن يجيبهم أو يستنكر المنكر، يشتم ويهان، ويحرض عليه، وقد يزج به في السجون؛ كما حصل للشيخ الفاضل أبي النعيم، حفظه الله”.
“في وقت نفتح الأبواب مصرعة لكل من يحارب الله ورسوله، ويطعن في الثوابت الشرعية، ويستهزئ بالمقدسات الدينية، نفتح لهم الراديو، والتلفزيون، والصحافة، يفعلون ويقولون ما شاؤوا، ومن يجيبهم أو يستنكر المنكر، يشتم ويهان، ويحرض عليه، وقد يزج به في السجون؛ كما حصل للشيخ الفاضل أبي النعيم، حفظه الله”.
من باب إبراء الذمة، تم نشر المقال نفسه في مجموعة على تطبيق “واتساب”، نتواجد فيه منذ سنتين تقريباً، واعترضنا على هذه الفقرة ومضمونها، حيث أكدنا أنه لا يليق بمجموعة تعنى بترويج الخطاب الصوفي، نشر مثل هذه الآراء غير السوية.
الشاهد هنا، أن الحديث عن كوننا هنا في المغرب “نفتح الأبواب مصرعة لكل من يحارب الله ورسوله” حديث غير مسؤول بالمرة، سواء من منظور قانوني أو من منظور أخلاقي، وأهل التصوف، نظرياً على الأقل، يدافعون عن الأخلاق، لولا أن التحولات التي يمر منها الخطاب الصوفي، تقتضي الإعادة في العديد من المُسلّمات، ومن هنا بعض أسباب تحرير هذا الرأي.
معلوم أنه لا يوجد في المغرب ما يُفيد أن ملك البلاد، وهو أمير المؤمنين في الوثيقة الدستورية، يفتح “الأبواب مصرعة لكل من يحارب الله ورسوله”، بل إن ذلك يعارض مقتضى مؤسسة إمارة المؤمنين.
والأمر نفسه مع المسؤولين عن تدبير الشأن الديني، في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفي المجالس العلمية المحلية والرابطة المحمدية للعلماء وباقي المؤسسات، لم ولن نجد أي دليل يصب في هذا الاتجاه.
وشتان ما بين توجيه النقد للوزير الوصي مثلاً، أو باقي المسؤولين عن هذه المؤسسة أو تلك، بما في ذلك المطالبة بإقالة بعضهم، بمقتضى مرور المغرب من إعادة النظر في النموذج التنموي، فهذا أمر متوقع، وإنها مسألة وقت حتى تذهب هذه الأسماء وتأتي أخرى.. شتان ما بين هذا المقام المشروع، وبين توجيه اتهامات خطيرة من طينة ما جاء في تلك الفقرة.
وإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك فعلاً، أي أنه لا يليق بنا قط اتهام صناع القرار الديني بأنهم يفتحون الأبواب “لكل من يحارب الله ورسوله”، فكيف نقرأ صدور مثل هذا الاتهام غير السوي، عن قلم ينهل من مرجعية صوفية؟ ولو صدر عن مرجعية إخوانية أو سلفية وهابية أو جهادية.. إلخ، ما كنا لنعترض على الأمر، لأن هذا متوقع من أتباع هذه المرجعيات الدينية الإيديولوجية.
ــ نأتي للنموذج الثاني، ويهم مضامين كتاب “ثغور المرابطة” [2018] للمفكر المغربي طه عبد الرحمن، وهي المضامين التي جعلت العديد من الأسماء تأخذ مسافة من الكتاب، دون الحديث عن صدور مجموعة مقالات نقدية ضد العمل، ضمن تفاعلات أخرى، وهذا أمر طبيعي في نهاية المطاف، لأنه في تراثنا الإسلامي، تأسيساً على مقولة تأصيلية لإمام دار الهجرة، فإنه كلٌ يُؤخذ من كلامه ويُرد، باستثناء المصطفى عليه الصلاة والسلام [لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى. الآية]، وسبق أن نشرنا مقالاً في هذا الموقع بالتحديد، أي موقع “الدار”، بعنوان: “كه عبد الرحمن، ما له، وما عليه”، ويمكن العودة إليها من باب الاستئناس.
لولا أن الأمر المفاجئ هنا مع كتاب طه عبد الرحمن، على الأقل عند الذين كانوا يدافعون عن خطاب ديني، صوفي، أخلاقي، حواري، بعيد عن خطاب الإسلاموية، السلفية الوهابية أو الإخوانية أو غيرها، هو أن الكتاب أساء للمؤلف ولأعماله على الخصوص، وليس هذا مقام التفصيل في المغالطات والقراءات الاختزالية التي جاءت في العمل، لأنه تضمن مجموعة من الأحكام السياسية التي لا تختلف عن المواقف السياسية ذاتها التي تصدر عن التيار الإخواني والتيار “الجهادي”، ومن ذلك:
ــ اتهام دولة خليجية بأنها “متحالفة مع أعداء الأمة” (تكرر الاتهام تسع مرات في الكتاب)، مقابل الصمت عن دول أخرى في الخليج نفسه؛
ــ التنويه بمآلات المشروع الإيراني [أو ما اصطلح عليه “استواء مقاصد” المشروع الإيراني]؛
ــ شيطنة كل دولة إسلامية أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مقابل التنويه بالمشروع التركي، مع أن تركيا تحتل الريادة في هذا المضمار، سواء في علاقاتها السياسية أو الأمنية أو العسكرية، وبلغة الأرقام.
وهذا غيض من فيض، لأن كثرة القراءات الاختزالية التي جاءت في الكتاب، قد توهم القارئ بأن مؤلفه ليس طه عبد الرحمن الذي دافعنا مراراً عن العديد من أعماله، من قبيل “سؤال الأخلاق” و”روح الدين” و”سؤال العنف”، و”بؤس الدهرانية”، وشبكة الإنترنت تشهد على ذلك، إلا أنه لا يمكن أن ندافع قط عن مضامين “ثغور المرابطة”، لأنها تتضمن قراءات ومغالطات لا تليق بمن يشتغل على المنطق، ولا تليق بمن ينهل من مرجعية صوفية، جعلت العديد من الأقلام تأخذ مسافة حتى لا تتحمل أي مسؤولية في تبعات القراءات الاختزالية التي جاءت في العمل، كأنها قراءات صادرة عن بعض فضائيات الفتنة سيئة الذكر، وبشهادة العديد من المتتبعين، وإن التزموا الصمت، بل إن من يشتغل على أعماله اليوم، يجد نفسه في ورطة أخلاقية إذا ما طُلِب منه أن يدلي برأي صريح في تلك الأحكام السياسية التي جاءت في الكتاب المعني، كأنها صادرة عن داعية إخواني أو داعية “جهادي”.
ليس صدفة أن الكتاب حظي بدعاية الأقلام الإخوانية في المغرب والمنطقة، وليس صدفة أيضاً أن الأقلام الصوفية المحلية، رفضت تبني مضامين الكتاب فالأحرى الترويج له، بما في ذلك أقلام الطريقة الصوفية التي كان ينتمي إليها طه عبد الرحمن، أي الطريقة القادرية البودشيشية، خاصة أنه كان من أتباع الانتماء الصوفي الطرقي، كما يشهد على ذلك حضوره لمقر الطريقة في مداغ أو مقرها في العاصمة الرباط، قبل أخذه مسافة منها، وهذا شأنه الخاص.
ليس صدفة أن الكتاب حظي بدعاية الأقلام الإخوانية في المغرب والمنطقة، وليس صدفة أيضاً أن الأقلام الصوفية المحلية، رفضت تبني مضامين الكتاب فالأحرى الترويج له، بما في ذلك أقلام الطريقة الصوفية.
ما يهمنا هنا، التذكير بسؤال المقالة: ما الذي جرى في الساحة، حتى أصبحنا نعاين إدلاء مجموعة من الأقلام البحثية المحسوبة على المرجعية الصوفية، بمواقف سياسية ودينية، لا تختلف عن المواقف الصادرة عن الحركات الإسلامية، وخاصة الحركات الإسلامية السياسية و”الجهادية”؟
لا نزعم أنه لدينا أجوبة نهاية ومفصلية، ولكن نعتقد أن هناك عدة تحولات مرّ منها المغرب ودول المنطقة، سبق أن تطرق إليها بعضها في مقالات سابقة، وفي مقدمتها تحول عنوان أسلمة مخيال شعوب المنطقة، نرى أنه يقف ضمن مقدمة أسباب هذه الظاهرة التي طالت الخطاب الصوفي.
ونقص بأسلمة مخيال شعوب المنطقة، تأثير الخطاب الإسلامي الحركي (السلفي الوهابي، الإخواني.. إلخ)، على المزاج العام لمجتمعات المنطقة، ومنها النخبة، وقد عاينا ذلك مراراً في الساحة المغربية، أقله تعامل الرأي العام المغربي مع زيارة بابا الفاتيكان للمغرب بين 30 و31 مارس 2019، حيث اتضح أن تأثير هذه الأسلمة على مخيال المجتمع، لا تهم الإسلاميين وحسب، فهذا تحصيل حاصل، بل همت حتى نسبة من النخبة التي لا علاقة لها قط بالمرجعية الإسلامية [نتيجة القصف الإيديولوجي الذي مارسته الإسلاموية طيلة عقود، وفي زمن ما، تمّ ذلك بمبادرة سلطات المنطقة، مع السادات في مصر، ومع الحسن الثاني في المغرب، بل إن أعمال سيد قطب والمودودي كانت تطبع وتوزع في المقررات الدراسات في السعودية، فالأحرى موسوعة “مجموع الفتاوى” التي كانت توزع مجاناً على شعوب المنطقة]، ولم يقتصر الأمر على أسلمة مخيال الرأي العام، بل عاينا مع زيارة البابا، أن أغلب المؤسسات الدينية طبقت الصمت في معرض التفاعل معها، كما لو أنها غير معنية بالموضوع أساساً، دون الحديث عن بعض المسؤولين في هذه المؤسسات، من الذين أدلوا بمواقف نقدية.. إلخ، إما لأنهم قدموا من مرجعية إسلامية حركية، أو لأنه لا علاقة لهم بالأدبيات الإسلاموية، ولكنهم تأثروا بأدبياتها.
من منظور سيوسيولوجي صرف، مؤكد أن هناك عوامل أخرى، لأننا إزاء ظاهرة مجتمعية، وبالتالي تحمل عدة مسببات أفضت إلى ما نعاينه مع “أسلمة التديّن الصوفي” [الأسلمة هنا نسبة إلى الإسلاموية]، وقد نجد ضمن هذه العوامل، محددات ذاتية، شخصية، مصلحية، مراجعات.. إلخ، إلا أن هذه العوامل، تبقى من وجهة نظرنا ثانوية أمام المحدد الذي أشرنا إليه، أي أسلمة مخيال شعوب المنطقة.
نظرياً، ونظرياً فقط، كان من المفترض أن يكون الخطاب الصوفي من الأدوات النظرية لمواجهة آثار تزييف الوعي باسم الدين الذي تعرضت له شعوب المنطقة، ومنها المغرب، خلال عقود مضت، ومن هنا اشتغال بعض المراكز البحثية الغربية على أدبيات “حرب الأفكار” ضد الإسلاموية، مباشرة بعد منعطف اعتداءات نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001، بصرف النظر عن حسابات وتوقعات تلك المراكز البحثية، ولكن، اتضح أن هذا الخطاب الصوفي، تعرض هو الآخر لعملية تزييف الوعي، ويكفي تأمل ما تعج به الساحة المغربية، حيث أصبحنا نعاين ترويج فعاليات محسوبة على المرجعية صوفية، لمواقف سياسية ودينية، لا تختلف عن خطاب أتباع تزييف الوعي باسم الدين، بمعنى أن المعضلة عند الصوفيين أصبحت مركبة: عليهم أولاً إعادة النظر في هذا التحول أو التشوه الذي يتعرض لها خطابهم، قبل الاشتغال ثالثاً، على الانخراط النظري والعملي في التصدي لآثار تزييف الوعي باسم الدين، والدين براءة منه.
ملاحظة: في المجموعة “الواتسابية” نفسها التي نشر فيها رأي الباحث المحسوب على المرجعية الصوفية، مقالاً يتضمن إحالة على ما يُسمى فتح الأبواب “لكل من يحارب الله ورسوله، ويطعن في الثوابت الشرعية”، ونشره أيضاً في صفته الشخصية على موقع “فسبوك”، تم نشر شريط دعائي، يوجه فيه صاحب الشريط الدعوة إلى حملة من أجل فتح المساجد ليلاً خلال شهر رمضان من أجل إقامة صلاة التراويح، في الدول التي منعت ذلك، ومنها المغرب، ومما تضمنه الشريط، عبارة تتكرر أكثر من مرة، مفادها أن حكام هذه الدول، هم مجرمون. (كذا)، بلا أدنى حياء، في عز شهر رمضان، كأننا نسمع لفاعل داعشي ينشر في مجموعة تعنى بالدفاع عن الخطاب/ العمل الصوفي.
هذا غيض من فيض، يُفيد أن الخطاب الصوفي المغربي، أو نسبة منه، أو جزء محسوب عليه، تعرض لاختراق خطاب الأسلمة، سواء كانت إخوانية أو سلفية وهابية.