إلموندو”.. ابتزاز إسباني مفضوح
الدار/ تحليل
لم تجد هيئة تحرير جريدة “إلموندو” الإسبانية من خبر مهم يستحق أن تؤثث به صدر صفحتها الأولى من عددها ليومه الاثنين، سوى نشر “مغالطات وتصريحات مزعومة منسوبة لناصر الزفزافي بعدما طالها أمد التقادم الإعلامي”.
فهل كانت جريدة “إلموندو” تفترض في الرأي العام الإسباني الغباء والجهل؟ لكي تنشر له تصريحات “باردة” تم إخراجها من الثلاجة الإعلامية للجريدة حول أوهام ناصر الزفزافي بعد تنحيه الطوعي، وتحجب عنه في المقابل أخبارا محمومة وموسومة بالراهنية، مثل الإقرار الأمريكي ب” إبادة الأرمن” في الملف التركي، وتطورات الملف النووي الإيراني المفتوح على كل الواجهات، وتهديدات وباء كورونا المتحورة بالهند، وكذا تداعيات الاصطدامات والتوتر غير المسبوق في القدس بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
لا شيء من هذه الأخبار الآنية والخطيرة استأثر باهتمام صحافة الجارة الشمالية، بقدر ما اهتمت فقط بمزاعم ناصر الزفزافي وأوهامه في النضال والسياسة، وأفردت لها عمودا في الصفحة الأولى من إصدار الاثنين. بل إن “مهنية” الإسبان الغائبة جعلتهم يجمعون، بلا خجل، بين أراجيف الزفزافي وبين اسم الجالس على العرش المغربي في مقال واحد. فهل أخلف الإسبان موعدهم من المهنية لهذا الحد؟ أم أن انعكاسات وتداعيات فضيحة “احتضان بن بطوش” في مستشفياتهم جعلتهم يفقدون بوصلة الأخلاق والقيم المهنية والأعراف الدبلوماسية؟.
وإذا كان السياق هو الذي يعطي معنى للأشياء، فإن سياق “تذكر” الصحافة الإسبانية لناصر الزفزافي في الوقت الراهن وبدون مناسبة، يجعلنا أمام فرضيتين لا ثالث لهما : فإما أن الإسبان يحاولون الرد بتشنج كبير على المغرب بسبب انفجار فضيحة إيواء مجرم حرب فوق أراضيهم بوثائق جزائرية مزورة. وهنا يبدو الرد نزقًا بلمسة طائشة ولا يليق بدولة بحجم إسبانيا. وأما الفرضية الثانية فهي أن جريدة “إلموندو” تحاول النيابة عن إسبانيا في ابتزاز المغرب بفزاعة ناصر الزفزافي، وهنا أيضا يكون الرد إجراميا بطعم الابتزاز مثلما كان استقبال محمد بن بطوش أو عفوا ابراهيم غالي مطبوعا بأساليب الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.