أحمد الحليمي العلمي…ربان مندوبية التخطيط الذي واجه “كورونا” بلغة الأرقام والإحصائيات
الدار / خاص
إذا كان عمل بعض مدراء المؤسسات العمومية في المغرب يرتبط ببروزهم الإعلامي، وبأنشطتهم التي تتخذ طابعا موسميا، أو في أحايين كثيرة بتصريحاتهم التي تثير فضول الصحفيين، فإن أحمد لحليمي العلمي، الذي قضى أزيد من 15 سنة على رأس المندوبية السامية للتخطيط، يعد من مدراء المؤسسات العمومية الاستراتيجية في المملكة، الذين يفضلون التواري عن الأنظار، تاركين انجازاتهم المختلفة تتحدث عنهم، وعن المؤسسة التي يقودها.
برز اسم أحمد لحليمي العلمي، بقوة في عز أزمة فيروس “كورونا” المستجد “كوفييد19″، حيث سهر الرجل رفقة أطر المندوبية السامية للتخطيط على مد المغاربة، ووسائل الاعلام، وقبل ذلك الحكومة وباقي المؤسسات بالمنتوج الإحصائي لمؤسسته في شأن قضايا حيوية تهم النمو الاقتصادي والسكاني ومؤشرات البطالة والخصوبة والأسعار والمعيشة وغيرها.
دراسات ومذكرات أحمد لحليمي العلمي، لم تكن لتمر في أحيان كثيرة دون أن تثير حفيظة عدد من مسؤولي الحكومات التي عايشها على امتداد عقد ونصف، وتحديدا حكومتي ”البيجيدي”، باعتبار أن مسؤوليها لم ينظروا بعين الرضا لأرقام الحليمي بمبرر تعرضها للتسييس، لكن الرجل ظل وفيا لأسلوبه في العمل عملا بمقولة “الأسلوب هو الرجل” تاركا منجزاته تتحدث عنه وعن أطره، مفضلا عدم الدخول في “مزايدات سياسية” عقيمة.
في ظل الظرفية العصيبة التي تعيشها المملكة، اتجهت الأنظار للمندوبية السامية للتخطيط بقيادة أحمد الحليمي، الذي دأب بشكل مستمر على نشر مجموعة من الأرقام والدراسات حول الوضعية الاقتصادية للأسر المغربية وتحليل الظرفية الاقتصادية، اذ لا يكاد يمر يوم دون أن تطالعنا وسائل الاعلام بدراسات، ومذكرات واحصائيات المندوبية، والتي تعد مرجعا بالنظر الى رصانتها و تجردها عن كل تأثير محتمل، والتي شكلت مادة خام للحكومة وللساهرين على تنفيذ السياسات العمومية.
وتحقيقا لغاية رصد المؤشرات الاقتصادية المختلفة في عز تفشي جائحة كورونا، شكل أحمد لحليمي العلمي، أربع مجموعات، عهد لكل واحد منها بالاشتغال في إطار معين. هناك مجموعة تشتغل على البحوث الميدانية، مجموعة ثانية تشتغل لجرد المنتوجات التي تصدر للخارج و المنتوجات التي تستورد.
أما المجموعة الثالثة فتشتغل على البحوث المتصلة بالتشغيل للوقوف على تداعيات الجائحة على الشغل، فضلا عن مجموعة رابعة كلفت برصد تأثيرات الجائحة على القطاع الفلاحي.
رأى أحمد لحليمي العلمي النور بمدينة مراكش في 15 مارس 1939. استهل مساره الدراسي ما بين سنتي 1958 و1963، في فاس والرباط. ثم حصل على شهادة الدراسات العليا في الجغرافيا الاقتصادية، ثم درس لفترة وجيزة في جامعة الرباط عام 1966.
بين عامي 1968 إلى عام 1971، شغل منصب مدير الدراسات الفنية والاقتصادية، ثم نائب مدير الصندوق الوطني للائتمان الزراعي (CNCA)، قبل تعيينه أمينًا عامًا في وزارة السياحة سنة1971، ووزير التخطيط والتنمية الإقليمية في سنة1973.
ومع تولي الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي رحمه الله، قيادة حكومة ما سمي بـ”التناوب التوافقي”، شغل أحمد لحليمي العلمي بين سنوات 1998 و 2002 ، مناصب الوزير المكلف بالشؤون العامة للحكومة والاقتصاد الاجتماعي والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحرف اليدوية.
ألّف أحمد لحليمي العلمي، العديد من الدراسات والمقالات المتنوعة ذات الطابع الاجتماعي-الاقتصادي في مجلة Revue de Géographie في المغرب، وفي النشرة الاقتصادية والاجتماعية، وفي المجلة الفرنسية “Les Temps Modernes” وفي الموسوعة الكبرى للمغرب، الذي أخرج كتابه “Agriculture et Pêche”.