إكسبو 2020 دبي.. تجمع دولي ضخم ومنصة أمل لتعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة “كورونا”
ينتظر العالم فاتح أكتوير المقبل تاريخ انطلاق “إكسبو 2020 دبي” بالإمارات العربية المتحدة باعتباره أهم تجمع دولي في ظل جائجة “كورونا” التي اجتاحت المعمور منذ قرابة عام ونصف الأمر الذي قد يجعل منه فرصة للتعافي العالمي والمساهمة في رسم معالم اقتصاد المستقبل.
ويتوقع أن يستقطب “أكسبو 2020 دبي”، الذي انعقد الاجتماع النهائي للمشاركين الدوليين فيه يوم 4 و5 ماي الجاري بدبي استعدادا لانطلاقته، أزيد من 25 مليون زائر من مختلف بقاع العالم مما قد يؤهله ليشكل رافعة لقطاعي السياحة والنقل الدولي اللذين كانت تداعيات الجائحة وخيمة عليهما.
وأكدت دولة الإمارات على لسان ريم إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، المديرة العامة للمعرض، التزامها وحرصها لإنجاح “إكسبو 2020 دبي” الذي يعد الإكسبو الدولي الأول الذي يقام في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، في تاريخه الممتد منذ نحو 170 عاما.
واعتبرت أن حضور 370 شخصا من 173 دولة للاجتماع يعكس ثقة دول العالم في قدرة الإمارات ودبي على إستضافة “اكسبو” وثقته في المنظومة الصحية للإمارات التي أثبتت للعالم أنها تتحدى الصعوبات.
من جانبه، قال الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديميتري كيركنتزس، إن هذا المعرض العالمي “سيطبع هذه الحقبة ويضطلع بدور حاسم في التعافي العالمي من خلال المساهمة في رسم معالم مستقبل أفضل للبشرية جمعاء”.
وأضاف أن معارض “إكسبو” الدولية توفر منصة عالمية للعمل والتعاون، إذ تجمع بين الدول والمنظمات الدولية والشركات والمنظمات غير الحكومية، بحيث يمكن للجميع أن يلعب دورا محوريا في إيجاد الحلول والتغلب على التحديات”.
وسجل أن “إكسبو 2020 دبي” سيشكل لدولة الإمارات والمنطقة، بل للعالم فرصة للقاء والنقاش حول أهم المواضيع المستجدة، وتطوير حلول مبتكرة للمشكلات العالمية القائمة.
وكالة “ستاندرد آند بورز” للتصنيفات الائتمانية، توقعت بدورها وفقا لأحدث تقاريرها، أن يوفر إطلاق معرض “إكسبو الدولي 2020″، الذي تأجل لمدة عام، بسبب “كورونا “منصة لتعافي النشاط الاقتصادي في دبي والتي تعد مركزا للأعمال والسياحة في منطقة الشرق الأوسط.
ولأول مرة في تاريخ هذه التظاهرة الدولية التي تنظم تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل” ، ستحظى كل دولة مشاركة بجناح مستقل في “إكسبو 2020 دبي “، ما يمنح كل الدول فرصة استعراض إنجازاتها وابتكاراتها وثقافتها ورؤيتها أمام العالم بأسره.
وستتوزع أجنحة هذه الدول خلال هذا الحدث الدولي الذي يتزامن مع احتفالات الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات ، على مناطق تمثل المواضيع الثلاث “الفرص و التنقل والاستدامة “.
وسيكون المغرب حاضرا في “إكسبو 2020 دبي” من خلال جناح تم تصميمه وفقا للمعمار المغربي العريق، حيث يتيح للزوار الاطلاع عن كثب على المؤهلات التي تزخر بها المملكة في مختلف المجالات وكذا التنوع الذي تتميز به.
ويعكس الجناح من حيث شكل البناية ومضمون الأنشطة التي سيحتضنها مختلف تجليات المشهد الثقافي والحضاري للمغرب العريق والمؤهلات الاقتصادية والسياحية التي تتوفر عليها المملكة .
ويعد الجناح المغربي واحدا من من أجمل الأجنحة في موقع المعرض العالمي بدبي وفقا للقائمين على ” إكسبو 2020 دبي ” الذي سيقام من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022 ، بمشاركة أكثر من 190 دولة .
وتطمح دولة الإمارات العربية المتحدة التي قامت بتقديم حوالي 11 مليون جرعة لقاح كوفيد 19 لفائدة مواطنيها والمقيمين على أرضها، إلى أن يساهم تنظيم “إكسبو 2020” إلى جانب عوامل أخرى في العودة إلى الحياة الطبيعية الكاملة الأمر الذي من شأنه أن يساعد أيضا في جعلها وجهة سياحية آمنة في ظل تفشي فيروس “كورونا” ونموذجا لتجاوز التداعيات الاقتصادية للجائحة.
وسيكون الحدث الدولي، طيلة فترة انعقاده الممتدة على 6 أشهر، منصة لإحداث التغيير، ومشاركة الحلول، واستكشاف الأفكار الجديدة التي تشجع على العمل من أجل حماية كوكب الأرض وتحقيق الاستدامة في إطار الأهداف الإنمائية العالمية.
ويتناول موضوع الاستدامة في “إكسبو 2020” الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية للأماكن التي يعيش فيها الإنسان، ويسعى إلى إحداث أثر بيئي إيجابي محليا، وإقليميا، وعالميا.
ويمكن القول إن انعقاد “إكسبو 2020 دبي” في هذه الظرفية المتسمة بجائحة “كورونا” سيشكل للبلدان المشاركة فرصة للاحتفال بالإنسانية والثقافة والفنون واستشراف حلول للتحديات التي يواجهها العالم لاسيما المتعلقة بالبيئة والمناخ وتعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات وبحث الفرص التجارية والاستثمارية المشتركة.
المصدر: الدار- وم ع