مركز نجوم سيدي مومن بالدار البيضاء.. قصة نجاح فريدة لثقافة القرب
في عام 2014، بالتمام والكمال، رآى المركز الثقافي نجوم سيدي مومن بالدار البيضاء، النور، كخطوة مهمة تروم الانفتاح أكثر على الشباب المغربي في حي شعبي، من خلال تسخير الثقافة والفن.
قصة إنشاء هذا المركز، الذي تعزز بعد ذلك بمراكز مماثلة في مدن أخرى، لها امتدادات فنية واجتماعية، في أزمنة وظروف كانت تسائل الجميع، خاصة بعد وقوع اعتداءات إرهابية حملت بصمات شباب تم التغرير بهم، فأصبحوا متطرفين.
وفي التفاصيل، شكلت اعتداءات 16 ماي 2003 ، والتي خلفت ضحايا ومصابين، منعطفا كبيرا في تاريخ المغرب، لأن شبابا يقطنون دور الصفيح بالدار البيضاء تورطوا فيها.
هذه الأحداث جعلت العديد من الفاعلين في مجالات مختلفة، يتحركون من أجل تطويق هذا الوضع ومعالجته كل من موقعه، ومن ذلك جاءت مبادرة تأسيس “مؤسسة علي زاوا” سنة 2009 ، ثم بعد ذلك تأليف الروائي والفنان ماحي بنبين رواية “نجوم سيدي مومن”، التي حولها المخرج نبيل عيوش إلى فيلم سينمائي حمل عنوان “يا خيل الله”.
هذه المؤسسة بادرت إلى إنشاء مراكز ثقافية للقرب تستهدف الشباب المغربي في وضعية هشاشة في المناطق الحضرية الفقيرة، فكانت أول خطوة هي إطلاق المركز الثقافي نجوم سيدي مومن بالدار البيضاء، الذي تحول منذ إنشائه إلى قبلة للعديد من الأطفال والشباب وحتى النساء، الذي وجدوا في هذا المركز فضاء لتفجير طاقاتهم ومواهبهم في تجاه ما ينفعهم وينفع الوطن، عوض التحول إلى معاويل لنشر العنف والقتل.
وبما أن فكرة إنشاء هذا المركز العتيد، قد نجحت فعليا من خلال استقطاب العديد من الشباب والأطفال ليس من منطقة سيدي مومن فقط، بل من مختلف مناطق الدار البيضاء ، فقد شجع ذلك على إنشاء مراكز أخرى.
وفضلا عن مركز سيدي مومن (1000 مسجل من 4 إلى 46 سنة / 54 بالمائة إناث)، فقد تم إنشاء (مركز نجوم البوغاز بطنجة سنة 2017 / 350 مسجل من 6 إلى 28 سنة/56 بالمائة إناث).
وتواصلت بعد ذلك عمليات الإنشاء (مركز نجوم سوس بأكادير/2019) و(مركز نجوم المدينة بفاس/2020)، مع برمجة فتح مركز نجوم جامع الفنا بمراكش سنة 2021.
وفي هذا السياق، قالت صوفيا أخميس المديرة التنفيذية لمؤسسة علي زاوا ومديرة مركز نجوم سيدي مومن بالدار البيضاء، إن الانشطة الثقافية المقترحة من طرف مؤسسة علي زاوا كثيرة، ومتنوعة ومتكاملة، مشيرة إلى أن هذه الأنشطة تتماشى مع أعمار الأطفال وزوار هذا المركز والمراكز الأخرى، لأنه يتم اختيارها حسب حاجيات المستفيدين، وكذلك مواهبهم، فنحن كما قالت “نحرص على اختيار انشطة تتماشى مع مستجدات المجال الثقافي والفني في المغرب والعالم بأكمله”.
وبشأن مركز الدار البيضاء، تضيف، فتهدف أنشطته التي تقريب ساكنة سيدي مومن من الفن والثقافة، وتشجيع الشباب على تطوير مواهبهم ومهاراتهم ثم تشجع الهواة ليصبحوا مهنيين في مجموعة من المجالات من بينها المسرح، والفن التشكيلي، الموسيقى، واللغات، وغيرها.
وتابعت أنه خلال سبع سنوات من الوجود، فإن المركز منفتح جدا على حي سيدي مومن، حيث أغلبية الزوار والمستفيدين ينحدرون من الحي.. فالعديد من شباب سيدي مومن أصبحوا من ضمن الزوار المنتظمين، كما يستقبل المركز زوارا من كافة أنحاء مدينة الدار البيضاء.
وعن تأثير فيروس كورونا على أنشطة المركز، قالت “للأسف، كان لجائحة كورونا تأثير سلبي على البرنامج اليومي للمركز، ولكن الجائحة ساعدتنا على تطوير أنشطة موازية ذات قيمة مضافة مهمة، بحيث إنها تقربنا من عائلات المستفيدين من اجل إعداد دروس وورشات افتراضية، وقد ساعدنا ذلك على التفكير في وسائل جديدة ومبتكرة لتكوين المستفيدين”.
تجدر الإشارة إلى أن المراكز الثقافية التي تحمل اسم “نجوم” هي نوع من مراكز القرب، تم استلهام جز منها من دور الشباب والثقافة، التي تأسست سنة 1961 من قبل أندري مالرو (فرنسا)، وذلك حسب وثيقة لمؤسسة علي زاوا.
وتركز هذه المراكز على التربية والاكتشاف والتوثيق والاستئناس، وعمليات التكوين واللقاءات ذات الطابع المهني.
المصدر: الدار– وم ع