الرأيسلايدر

حبذا لو …!

بقلم ✍️ يونس التايب

في سياق اتفاقنا الجماعي على التضامن مع إخواننا الفلسطينيين في المحنة القاسية التي يمرون منها، حبذا لو نركز مع الأمور الأساسية التالية، التي يغفل عنها كثير من الناس تحت ضغط الانفعال و الصراخ الفارغ من عمق و من معنى:

1/ حبذا لو نتعلم من الفلسطينيين إصرارهم على الحياة بأمل وتفاؤل رغم كل شيء، ونتأمل في معاني احتفاظهم بابتساماتهم حتى وهم يسكنون المخيمات، وحتى وهم يتعرضون للضرب أو هم قيد الإعتقال، وحتى وهم ممددون على الأرض تحت الأقدام.

2/ حبذا لو نتأمل في الفرح المنبعث من زغاريد النساء الفلسطينيات حتى وأسقف منازلهن تسقط فوق رؤوس أهاليهن وأبنائهن، ولسان الجميع يلهج بحب الوطن.

3/ حبذا لو أن بعض أبناء وطننا، ممن لا يتركون مناسبة إلا وسفهوا فيها سياسة بلادهم ومواقف مؤسساتها، يتعلمون من أبناء فلسطين، فضيلة التشبث بأن على أرضهم ما يستحق الحياة، رغم أنهم يبيتون الليالي في العراء بدون مقومات حياة كريمة في الأفق.

4/ حبذا لو أن بعض “المتضامنين” توقفوا عن اعتبار أن النضال من أجل القضية الفلسطينية، ومن أجل كل القضايا، لا بد أن تسبقه الإساءة لوطنهم، وعدم ترك أي مناسبة تمر دون تسفيه سياسة بلادهم ومؤسساتها. رجاء توقفوا عن ذلك لأن المغرب كبير على العابثين.

5/ حبذا لو فكر من يسفهون كل شيء على هذه الأرض الغالية، في قيمة أنهم يبيتون في بيوتهم آمنين في كل المدن المغربية، لأن هنالك دولة وطنية مغربية تسهر مؤسساتها وأجهزتها الأمنية المختلفة، وقواتها المسلحة الملكية، وإداراتها المتنوعة، على أن تجعل حياتهم أفضل بكثير من غيرهم، وتضمن لهم في وطنهم المستقر نعمة الطمأنينة على أنفسهم ومنازلهم و أرزاقهم و أهلهم.

فقط باستيعاب هذه الحقائق، سيفهم المسفهون أن على أرض المغرب ما يستحق الحياة والأمل والتشبت بثوابت الأمة المغربية. لذلك، أقول لمن كان يريد أن يتضامن مع كل القضايا المشروعة، وفي نفسه بقية من الحياء، أن يناضل بشرف، ويتضامن بعزة وافتخار بالذات الوطنية المغربية، لأنه لا أحد سيحترمه إذا لم يحترم هو وطنه.

وليعلم الجميع أن لا أحد في الدنيا يحتاج تضامنا يكون صاحبه متحللا من الغيرة على وطنه أولا، ومتجردا من واجب الدفاع عن قضايا وطنه بنفس الحماس الذي يصدر عنه في اتجاهات ومواقف أخرى.

ببساطة، من لم يجد فيه وطنه الخير، لن تجد فيه فلسطين الخير حتى ولو صرخ مليون مرة “تحيا فلسطين …!”. ومن لا يحب لوطنه الخير، لن يستطيع أن يجد في قلبه ما يكفي من الطاقة ليتضامن مع فقراء بلاده ومع فقراء العالم وعاطليه عن العمل وشبابه، و#سالات_الهضرة، ليبقى المغرب فخر الانتماء.

زر الذهاب إلى الأعلى