يتواجه فريقا اتحاد طنجة والمغرب التطواني في كلاسيكو الشمال بعد غد الأحد، برسم الدورة ال 19، بأهداف متباينة، إذ فيما يسعى ممثل مدينة البوغاز الى الاستمرار في لعب أدوار طلائعية وتجاوز نتائجه المتواضعة في الجولات الأخيرة، يتوق ممثل الحمامة البيضاء إلى الابتعاد عن المراتب المتأخرة.
وسيواجه اتحاد طنجة غريمه التقليدي متأثرا بالهزيمة غير المتوقعة في عقر الدار، أمس الخميس، ضد الفتح الرياضي الرباطي، بينما سيكون المغرب التطواني أكثر ثقة عقب تأهله الى نصف نهاية كأس العرش وكسب تعادل بطعم الانتصار في مقابلة صعبة ومثيرة ضد الدفاع الحسني الجديدي، وإن كانت مواجهات الكلاسيكو والديربي في العادة لا تخضع لمنطق الحسابات وموقع الفريقين في جدول الترتيب ولا إلى مخططات الناديين على المدى المتوسط والطويل.
وأثبتت نتائج مقابلات الكلاسيكو السابقة، حين تواجدا الفريقان في وقت واحد في قسم الصفوة، أن ممثلي منطقة الشمال في البطولة الاحترافية يسعيان دائما إلى الفوز في المواجهات الثنائية، بالنظر إلى الطعم المعنوي لنتائج مباريات الكلاسيكو والديربيات في العالم أجمع، إذ أن الانتصار يسعد الجماهير بالتأكيد، وإن كانت ستحرم مرة أخرى من حضور هذا العرس الكروي بسبب تداعيات جائحة كورونا.
ويعد مدربا الفريقين، جمال الدريدب وادريس المرابط، العدة لحث لاعبيهما على تحقيق الانتصار، الذي يحتاج الى تكتيك محكم وتوازن نفسي خاص، وكذا الى جرأة هجومية قليلا ما تعيشها مباريات الكلاسيكو أو الديربي، فمن جهة يحتاج اتحاد طنجة، المحتل للمرتبة الخامسة ب 25 نقطة، إلى إثبات الذات بعد تذبذب النتائج في الآونة الأخيرة لمواصلة تحقيق بعض الأرقام المميزة، كما حدث في مباراة مولودية وجدة برسم الدورة ما قبل الأخيرة.
ومن جهة ثانية، يود المغرب التطواني، المحتل للمرتبة 12 ب 20 نقطة، تسجيل الانتصارات وكسب النقاط كاملة في مبارياته المقبلة، بعدما تميز بتحقيق أكبر عدد من التعادلات خلال الموسم الحالي وذلك بعد انتهاء 11 مباراة له بالبياض وانتصاره في 3 مقابلات فقط من بين 18 مقابلة. ويعول على الفوز في كلاسيكو لاستعادة هيبته التي اكتسبها بعد ان توج بطلا للمغرب في مناسبتين سابقتين.
ومما لا شك فيه أن مدربي الفريقين، ابني الدار، يعرفان جيدا أن مرحلة الإياب ستكون صعبة للغاية، وعلى الفريقين معا أن يكسبا أكبر قدر من النقط، للإفلات من منطقة الجاذبية في أسفل الترتيب، خاصة بالنسبة للمغرب التطواني الذي يقوده اللاعب عادل الحسناوي وتحصل لحد الآن على 20 نقطة، واستقبلت شباكه 23 هدفا، مقابل تسجيل 22 هدفا.
فيما على اتحاد طنجة، الذي يعول على مهاجمه هداف البطولة أكسيل مايي (10 أهداف) وقائده المهدي الخلاطي (لاعب المغرب التطواني السابق)، تحقيق الصحوة خلال الباقي من مباريات بطولة هذه السنة والتأكيد على أن موقعه ضمن نوادي المقدمة لم يأت صدفة، بل هو ثمرة جهد مضني واجتهاد يعكس رغبة فريق مدينة البوغاز الفوز بالبطولة، أو على الأقل اللعب في منافسات إحدى الكأسين الأفريقيتين أو الكأس العربية، خاصة وأن عددا من الفرق المغربية تلعب بجدية للظفر بإحدى المراتب المؤهلة للمنافسات القارية والإقليمية.
ولعل المردود العام لكلا الفريقين، اللذين اكتسبا تجربة لا بأس بها في البطولة الاحترافية وسبق وفازا معا بلقب البطولة، إلى حد ما مشجع ويؤكد أن الناديين يسيران بخطى ثابتة نحو تحقيق نتائج جيدة، خاصة وأنهما يمتلكان لاعبين من المستوى العالي منهم من استدعي للعب في المنتخبات الوطنية من مختلف الفئات العمرية وكذا توفرهما على لاعبين أجانب يبصموا على أداء طيب.
رغبة الفريقين في الانتصار والفوز طموح مشروع وينم عن عقلية احترافية، إلا أن ذلك لا يغطي على أن عناصر الفريقين تجمعهما صداقات متينة بل و منهم من جاور الفريقين معا، ما يعني أن الروح الرياضية و”الفاير بلاي” ستسود المباراة، التي يجب أن تعكس التطور الكبير الذي تعرفه كرة القدم المغربية على مختلف المستويات، التنظيمية منها والتقنية.
المصدر: الدار– وم ع