الدار البيضاء.. تسخير التكنولوجيا في مجال التعليم لمواجهة تداعيات كوفيد-19
لم تخلف المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي بعمالة مقاطعة عين الشق (الدار البيضاء) كل مواعيد التدريس والتحصيل في زمن كورونا، لأنها انخرطت في نهج قوامه التغلب على كل المعيقات والصعوبات عبر الاستعانة بعالم الرقمنة.
المديرية سخرت التكنولوجيات الحديثة في تعاطيها مع مختلف الإكراهات من أجل الحد من تداعيات الجائحة، التي حلت ضيفا ثقيلا، وسعت لإرباك العملية التعليمية، وهذا ما يفسر نجاعة الإجراءات المتخذة .
هذه الإجراءات بسطتها بإسهاب المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي بعمالة مقاطعة عين الشق لطيفة لماليف، موضحة أن المديرية سخرت جميع الإمكانيات المتاحة من أجل أن يتجاوز قطاع التعليم بعين الشق الآثار السلبية التي خلفتها الجائحة.
وبلغة الأرقام، وفي حصيلة للعمل الذي تم القيام به في هذا السياق طيلة هذه المدة، أبرزت أن المديرية انكبت على إعداد مضامين رقمية بلغت 89 كبسولة تعليمية مصورة، لضمان الاستمرارية البيداغوجية في ظل الحجر الصحي، الذي كان المغرب أقره للحد من انتشار وباء (كوفيد 19).
وأوضحت، أن إعداد هذه المضامين الرقمية، التي أشرف عليها فريق إقليمي، موجهة للبث عبر بوابة (Telmid Tice) والقنوات التلفزية الثلاثة “الثقافية والأمازيغية وقناة العيون”، مضيفة أنه من أجل إنجاح هذه العملية تم تعبئة مجموعة من الأطر البشرية، موازاة مع ذلك تم تسخير وسائل تقنية ومعدات لوجستية خلال عمليات التسجيل والتصوير والتوضيب.
وأضافت أن المديرية ساهمت أيضا في إنتاج 20 كبسولة مصورة باللغتين العربية والفرنسية تهم التعليم الأولي والتي تم بثها عبر القنوات التلفزية لضمان الاستمرارية البيداغوجية لدى الأطفال البالغين 4 أو 5 سنوات، وكذا للترويح عنهم في ظل الحجر الصحي .
كما قامت المديرية، حسب لماليف، بإعداد شبكات لتتبع الدراسة عن بعد بجميع المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، مما أدى إلى تتويج هذه الجهود بتحقيق مشاركات متميزة لأطفال وتلاميذ مؤسسات مديرية عين الشق من خلال احتلالهم مراتب جد مشرفة في مختلف المنافسات الإقليمية والجهوية والوطنية.
وذكرت أنه بعد أن فرضت الجائحة إغلاق جميع المؤسسات التعليمية، أصبح المتعلمون يتلقون دروسهم من منازلهم عبر مختلف الوسائط الحديثة، وخلفت هذه الوضعية لدى مجموعة من التلاميذ ضغوطا نفسية، فبلورت المديرية برنامجا للدعم النفسي لفائدة التلامذة بجميع الأسلاك التعليمية، وكذا لأولياء أمورهم من أجل تخفيف حدة التوتر والضغوطات الظرفية الناجمة عن قلق الامتحانات في ظل الحجر الصحي .
وفيما يخض تدبير الامتحانات الإشهادية برسم 2019- 2020، اتخذت المديرية مجموعة من التدابير في هذا السياق منها اعتماد فضائين مفتوحين لإجراء الامتحان (كلية الآداب والعلوم الإنسانية والمركز متعدد الرياضات بعين الشق)، مع التقيد بمعدل 10 مترشحين على الأكثر بالقاعة الواحدة بالنسبة للمؤسسات التعليمية.
كما تم تخصيص ما مجموعه 24 مركزا للإجراء الامتحانات مع التخفيف من عدد المترشحين، واحترام التباعد الاجتماعي بين المترشحين ووضع آليات لتنظيم الدخول تجنبا للاكتظاظ بمراكز الامتحان (حواجز حديدية)، والتعقيم عند الولوج للمركز، فضلا عن إجراء تعقيم شامل لجميع مرافق المراكز (المكاتب والمرافق الصحية والقاعات المحصنة وكتابة المركز والممرات والسلاليم والأرضيات والأبواب).
وجرى، تضيف المديرة، كذلك توفير مختلف الوسائل والمستلزمات الوقائية بجميع مراكز الامتحان وذلك في إطار تنزيل الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من انتشار الفيروس منها الكمامات الوقائية، والمحاليل الكحولية، والمحارير الإلكترونية لقياس درجة الحرارة…، إلى جانب تعقيم حافلات النقل المدرسي لتيسير نقل المترشحين القاطنين بمنطقة بعيدة عن مراكز الامتحانات .
ومن جهة أخرى، أبرزت لماليف أنه رغم الظروف الاستثنائية، إلا أن المديرية حققت نتائج متميزة في الامتحانات الاشهادية، من خلال تحقيق نسبة نجاح 67ر79 في المائة، أي بزيادة بنسبة 75ر0 في المائة مقارنة مع السنة الدراسية السابقة.
وعزت هذا النجاح، الذي توج جهود المديرية، إلى المساهمة في تنزيل التدابير الوقائية وإنجاح جميع مراحل الامتحانات الإشهادية ومرورها في ظروف جيدة، وذلك بفضل العديد من المتدخلين ، وعلى رأسهم مصالح عمالة مقاطعة عين الشق من خلال توفير الإمكانات البشرية واللوجيستية وتعبئة مجموعة من المتدخلين.
وفيما يخص تدبير الدخول المدرسي في ظل الجائحة برسم موسم 2020 / 2021، واصلت المديرية العمل في هذا الشأن، إذ قامت بربط 47 مؤسسة تعليمية عمومية (نسبة التغطية 100 في المائة) بشبكة الأنترنت عالي الصبيب، من أجل تمكين الأطر التربوية من إيصال الدروس للتلاميذ قصد ضمان الاستمرارية البيداغوجية في ظل عدم انطلاق الموسم الدراسي حضوريا.
وبالموازاة، تم تنظيم دورات تكوينية تطبيقية لفائدة أساتذة المؤسسات التعليمية حول تقنيات إعداد مورد رقمي وكيفية تقديم درس عبر المنصة المؤسساتية “ميكروسوفت تيمز”.
وفيما يخص الترتيبات الخاصة بإنجاح الدخول المدرسي في ظل الجائحة تعمل المديرية على التتبع اليومي للوضعية الوبائية بجميع المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، إذ تم تعبئة أزيد من سبعة لجن إقليمية للقيام بزيارات ميدانية لمواكبة مدى تطبيق البروتوكول الصحي المعتمد من لدن الوزارة.
وبشأن العمليات والإجراءات المتخذة لحماية المجتمع المدرسي، أشارت إلى أن 1657 إطارا تربويا استفادوا من الحملة الوطنية للتلقيح ضد الفيروس التي أعطى انطلاقتها ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك في إطار الأولوية التي حصلت عليها الأطر التربوية إلى جانب الأطر الصحية ورجال الأمن والسلطات المحلية.