عبد الله بوصوف يدعو إلى استثمار الرصيد التاريخي للتجربة المغربية في الدبلوماسية الدينية
دعا الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، في محاضرة ألقاها، أمس الأربعاء بفاس، إلى التأسيس النظري واستثمار الرصيد التاريخي للتجربة المغربية في مجال الدبلوماسية الدينية.
واعتبر بوصوف، في المحاضرة التي احتضنتها كلية الشريعة بفاس تحت عنوان: “آفاق الدبلوماسية الدينية: المغرب نموذجا”، أن تنزيل أي شكل من أشكال الدبلوماسية الناجحة يحتاج إلى معرفة علمية من طرف كافة الفاعلين، من أجل إنجاح الاستراتيجيات الموضوعة وتحقيق أهدافها.
واستعرض الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، العديد من المحطات التاريخية التي أبرزت أهمية الدبلوماسية الدينية في التاريخ الإسلامي، ودورها في التقريب بين الأديان والثقافات، وتحقيق بعض المكتسبات في العلاقات بين البلدان.
كما توقف عند الدور المحوري الذي لعبته الدولة المغربية منذ نشأتها في مجال الدبلوماسية الدينية، من خلال مجموعة من الشخصيات المغربية التي أسهمت في تقريب الثقافة المغربية من العالم عبر الدبلوماسية الدينية مثل العالم الأزهري حسن العطار، حيث أسهم في النهضة المصرية، بالإضافة إلى الرحالة والمؤرخ ابن بطوطة الذي مارس القضاء في الهند، ومحمد بن حسن الوزان مبدع أول مؤلف حول الجيو استراتيجيا في التاريخ تحت عنوان: “وصف إفريقيا”.
وأبرز المحاضر الأدوار التي كانت تلعبها العاصمة العلمية التي تحتضن أقدم جامعة في العالم تأسست على يد فاطمة الفهرية، في الدبلوماسية الدينية، من خلال استقبالها أفواج طلبة من كل البلدان ومنهم غير مسلمين، كما ساهمت المدينة العريقة في تحقيق إشعاع عالمي للمغرب وللنموذج الديني والثقافي الذي يرتكز على الوسطية والإعتدال.
وثمن عبد الله بوصوف، المبادرات المغربية الحديثة التي تدخل في إطار الدبلوماسية الدينية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، من أجل دعم النموذج المغربي وتصحيح صورة الدين عند الآخر، حيث تم تأسيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الموجودة في أكثر من ثلاثين دولة، والمجلس العلمي الأعلى، والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات.
واعتبر أن الدبلوماسية الدينية تتطلب مسارا طويلا من البناء والإقناع، ولا يمكن أن تحقق النتائج المبتغاة منها في وقت محدد، بل يجب أن تعتمد على تغيير العقليات.
وخلص بوصوف الى أن المغرب يتوفر على نموذج ديني ملهم، تمت الإشادة به في مختلف المحافل الدولية، يتصف بالوسطية والاعتدال، مجددا الدعوة الى إيصال النموذج الديني المغربي للعالم بتضافر جهود جميع الفاعلين، وانخراط الجامعة عبر البحث الأكاديمي، من أجل مخاطبة العالم باللغة التي يفهمها، ومواجهة جميع أشكال التطرف والغلو بالاعتماد على العقلانية والمعرفة العلمية.