بقلم: عمر المرابط
سيتم اليوم الخميس، طي صفحة ذهبية من التاريخ الحديث لنادي ريال مدريد، حيث سيعلن سيرجيو راموس المدافع الأسطوري للنادي رسميا في ندوة صحفية عن قراره بالمغادرة، وعدم مواصلة مسيرته مع نادي العاصمة الإسبانية لعدم توصله إلى اتفاق مع إدارته.
لقد عرض نادي ريال مدريد الذي تأثر كغيره من الفرق الأخرى بالتداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس “كوفيدـ19″، على قائد الفريق راموس عقدا لمدة عام واحد مع خفض راتبه بنسبة 10 في المائة في الوقت الذي طالب فيه بطل العالم مع إسبانيا في عام 2010 بسنتين إضافيتين، وهو المطلب الذي رفضه الرئيس فلورنتينو بيريز الذي تتمثل سياسته في عدم تمديد عقود اللاعبين الذين يفوق سنهم 30 سنة لأكثر من عام.
وكان “القائد الكبير” الذي التحق بصفوف فريق ريال مدريد في عام 2005، وهو في سن 18 عاما مقابل 27 مليون يورو، أفضل تجسيد لقيم وروح الفوز لدى النادي لمدة 16 سنة، وأصبح مرجعا وأحد الأساطير الحية للنادي الأكثر تتويجا في أوروبا، وبالتالي فإن رحيله عن القلعة البيضاء سيضع حدا لعصر ذهبي لنادي ريال مدريد تميز بالتتويج الأوروبي لثلاثة مواسم متتالية.
فبعد 16 عاما في صفوف النادي خاض خلالها 671 مباراة وسجل 101 هدفا، أدخلت الفرحة على فريق ريال مدريد وأنصاره، خاصة رأسيته الساحرة في الدقيقة 92 و47 ثانية في عرين نادي (أتليتيكو مدريد) في العام 2014، سيترك “بطل لاديسيما” وراءه سجلا حافلا واستثنائيا على كل المستويات، وهو إرث كروي هائل يعد مصدر فخر لمشجعي وأنصار فريق ريال مدريد في جميع أنحاء العالم ولجميع الأجيال القادمة من اللاعبين.
وفاز سيرجيو راموس خلال 16 موسما قضاها لحد الآن في نادي ريال مدريد بخمس بطولات إسبانية وأربع بطولات لدوري أبطال أوروبا وكأسي ملك إسبانيا وأربع (سوبر كوب) لإسبانيا، وثلاثة (سوبر كوب) أوروبية وأربع بطولات عالمية للأندية، وهو سجل حافل يجعل منه ثاني أفضل لاعب في ريال مدريد يتم تتويجه بعد باكو خينتو.
لقد التحق سيرجيو راموس بصفوف فريق ريال مدريد في موسم 2005/2006 بعد وقت قصير من ظهوره الأول في فريق (إشبيلية)، النادي الذي تمرس فيه تحت قيادة خواكين كاباروس ليحقق هذا المدافع الشرس والمحوري مسارا كوريا استثنائيا مع فريق “القلعة البيضاء”، وكذا مع المنتخب الإسباني لكرة القدم.
وجسد اللاعب سيرجيو راموس، القائد المثالي داخل وخارج الملعب، قيم وروح الفوز الذي يشكل العلامة التجارية لنادي ريال مدريد، كما أضحى مثالا للقوة الذهنية لجيل كامل وللروح الرياضية الاستثنائية للمحترف المثالي الذي كرم قميص فريق (المرينغي)، وكذا قميص المنتخب الوطني الإسباني (لاروخا).
ولا شك أن وداعه سيكون مليئا بالمشاعر والذكريات لملايين مشجعي وأنصار فريق ريال مدريد حول العالم، الذين عاشوا مع راموس إحدى أكثر الفترات الذهبية في تاريخ النادي.
وسيغادر عميد الفريق وإيقونته الذي سينظم على شرفه حفل تكريم مستحق بالمدينة الرياضية لنادي ريال مدريد (فالديبيباس)، قبل أن يعقد ندوته الصحفية الأخيرة “القلعة البيضاء”، ويضع بذلك حدا لمسار مشرف للاعب ساحر أبهر الملايين وأصبح إيقونة كروية وأسطورة في سجل الذاكرة الكروية لنادي العاصمة ولكرة القدم الإسبانية والعالمية ككل.
وبمغادرة سيرجيو راموس لصفوف فريق ريال مدريد، لن يتمكن من اللعب في ملعب (سانتياغو برنابيو) الجديد، كما أن النادي سيفقد جزء صغيرا من روحه ومن ذاكرته.