“التيران تتناطح سخط الله على البرواك”، هو مثل مغربي دارج ينضح هذه الأيام بحال الشرطية المعزولة وهيبة خرشش التي أضحت محط سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما صارت مثلها مثل “البرواك” الذي تدوسه أقدام النقيب السابق وكاتبه الخاص في حربهما الإعلامية بالوكالة ضد المحامي محمد الحسيني كروط.
فالشرطية المعزولة أصبحت موضوع استهجان عارم في الشبكات التواصلية بعدما تقمصت دور الخبيرة القانونية، التي تستعرض زلاّت المحامين وتبرز هفوات دكاترة الحقوق، بيد أن أرجلها لم تطأ أو بالكاد وطأت عتبة كليات الحقوق، كما لم يسبق لها أن ناقشت أطروحة أو بحثا في القانون! فالمهم هنا هو أن شريكها في شريط “نشفيني أوهيبة” هو الذي يمتهن المحاماة، يعلّق مازحا أحد المدونين على موقع فايسبوك.
ولعل مدعاة السخرية في شريط وهيبة خرشش هو أنها تتناقض في مسائل المنطق وتخرق أحكام القانون. فهي تزعم أنها تتكتم على مراسلاتها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعوى “سرية البحث”، وكأن شاغل البيت الأبيض هو سلطة للبحث أو التحقيق أو الادعاء أو أن مراسلاته مع وهيبة خرشش هي حساسة لدرجة تصنيفها ضمن وثائق الدفاع الأمريكي « secret défense ». أكثر من ذلك، هاجمت الضابطة المعزولة المحامي محمد كروط من باب أنه يقذف المحصنات، بينما هي لا تروعي ولا تستنكف في قذف والدته بعدما وصفت نجلها بأنه “ابن الحرام المولود خارج إطار الزواج”.
وفي سابقة في سجل وهيبة خرشش في اليوتيوب، الذي يمتد لأقل من سنة، أنها اعترفت أخيرا بأنها أم لتوأمين بعدما ظلت تنكر ذلك على أعضاء “شلة اليوتيوبرز” لدرجة كان ذلك هو السبب في قطيعتها مع جناح هون كونغ. لكن اعتراف وهيبة خرشش كان ناقصا ولم يصدح بالحقيقة كاملة. والحقيقة المرة التي تحجم الشرطية المعزولة عن ذكرها هي أنها تخلت عن التوأمين لفائدة شقيقة زوجها اليمني المقيمة بنيويورك. ولمن يعرف شروط الكفالة وإقامة القاصرين بأمريكا يعلم جيدا أن الأم ملزمة بالتنازل عن فلذات كبدها كتابة لفائدة الغير. ونتمنى هنا صادقين أن تكون “لوسة” وهيبة خرشش متزوجة من رجل مسلم حتى نضمن كفالة هؤلاء الطفلين في بيئة إسلامية.
فالسؤال الذي كان حريا بوهيبة خرشش الجواب عليه هو هل تخلت فعلا عن أبنائها وأهملت تربيتهما بسبب إعاقتهما المفترضة؟ وهل تنازلت عنهما كتابة لفائدة شقيقة زوجها اليمنية الأصل. فهذا هو الادعاء الذي قدمه المحامي كروط وكان يستدعي الجواب والتعقيب. أما الاعتراف بالنسب والوقوف عنده دون الجواب على السؤال المحوري الذي ظل معلقا، فهو تأكيد وتوكيد للاتهامات التي ساقها المحامي محمد كروط، لأن السكوت في معرض الحاجة لبيان فهو بيان. كما قال الإمام الغزالي.
والمؤسف حقا أن من يحرك وهيبة خرشش من وراء الستار يلازمه الفشل في كل شيء: في الإخراج والتحليل القانوني والتراشق الكلامي وحتى في اختيار التوقيت! فقد أوعز للشرطية المعزولة وهيبة خرشش بمهاجمة المؤسسات الأمنية ومديرها العام عبد اللطيف حموشي، في وقت كان فيه القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالرباط يدوّن توقيعه، إلى جانب 22 سفيرا أجنبيا، على شهادة شكر وتقدير موجهة للمدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني.
فمن نصدق إذن، سفراء روسيا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا وكندا والبرتغال وبريطانيا العظمى وأستراليا وكل السفراء الذين وقعوا رسالة الشكر والتقدير الموجهة للمدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، أم نصدق وهيبة خرشش التي تحركها الأحقاد الشخصية وتدفعها الخلفيات الانتقامية لمن يكتب لها ترهات القانون وخربشات الكلام الفارغ.
ولمن ندين بالتصديق: هل لرسائل الامتنان والاعتراف بنجاعة المؤسسة الأمنية المغربية في مجال مكافحة الإرهاب الصادرة عن قيادة البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب مكافحة المخدرات الأمريكي، أم نصدق كلام وهيبة خرشش الموغل في الشعبوية والمسرف في الجهل والغارق في اجترار ما يلوكه الخصوم في مضاجعهم شبه العائلية.
وكنصيحة أخيرة للشرطية المعزولة وهيبة خرشش: حدقي جيدا وأمعني النظر حولك في منصة اليوتيوب وباقي الوسائط التواصلية، وستدركين جيدا بأن حالك لن يكون أحسن حالا من مصير ريشارد عزوز ومصطفى أديب ودنيا الفيلالي ومحمد راضي الليلي وزكرياء مومني والعروبي في ميريكان وبلقزيز تاشفين..الخ. ففي نهاية المطاف، قد تجدين نفسك إما شاردة في مطار شنغهاي مثل دنيا مستسلم الفيلالي، أو وحيدة في حانة في فلوريدا مثل “هداوي” اليوتيوب، أو تستجدين أموالا من البوليساريو مثل القبطان السابق، أو تتحولين لبوق وبراح للأطروحة الانفصالية مثل المذيع السابق في القناة التلفزية الأولى، أو نزيلة مرستان للأمراض النفسية والعقلية.
إنها للأسف نهاية كل أصحاب البطولات والزعامات الافتراضية. فمواقع التواصل الاجتماعي لا تخلق الأبطال ولا الأساطير ولا الزعامات، وإنما تفرز “الطواكير” التي يتلاعب بها أصحاب المصلحة الحقيقيين مثل المعطي منجب ومحمد رضى ومحمد زيان. أما الباقي فيؤول بهم المسار حتما نحو الانتحار السيبراني أو الموت المعلوماتي.. وقبل ذلك، تجدهم يقاومون النسيان بخرجات افتراضية ليس لها أي أثر في الواقع أو انعكاس في الحقيقة.