الدار- خاص
إسهاما من موقع “الدار” في التعريف بشخصيات مغربية وازنة تسهم اليوم من موقعها في إشعاع المملكة الإقليمي والدولي، سنشرع في تقديم بورتريهات لأسماء مغربية بصمت على مسارات متميزة في مجالات مختلفة، سواء داخل المغرب أو خارجه، وذلك بغية أن يتعرف القراء الأعزاء على مسارات هذه الشخصيات الملهمة، ولتكون كذلك نبراسا يهتدى في الجد والمثابرة، بالنسبة للأجيال القادمة.
باسم المغرب انتخب يوم الخميس 8 يوليوز الماضي، في منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للسكك الحديدية تم إلى نهاية سنة 2023. ولعه بالمجال السككي انطلق من ردهات المدرسة المحمدية للمهندسين التي واصل بها دراسته الجامعية في شعبة “صناعة العربات”.
رأى محمد ربيع لخليع، النور بمدينة طنجة سنة 1963، وبها حصل على شهادة الباكلوريا شعبة العلوم الرياضية سنة 1982 ليقوده شغفه بالمواصلات والنقل الى ولوج المدرسة المحمدية للمهندسين سنة 1987، التي تخرج منها مهندس دولة.
استهل مساره المهني داخل المكتب الوطني للسكك الحديدية سنة 1988، بعد اجتيازه مباراة الولوج بنجاح وأصبح المسؤول الجهوي الأول عن المكتب بمدينة القنيطرة، كما عين رئيسا لقسم الشؤون العامة بالمكتب، قبل أن يصبح مديرا تجاريا. بعد ذلك التحق محمد بيع لخليع بمديرية الاستغلال قبل أن يترأسها، ليصبح رئيسا لمديريتين، حيث أصبح على رأس 5000 إطار، أي ما يعادل 50% من الموارد التي يعج بها المكتب الوطني للسكك. وفي 2002، تم تعيينه مديرا عاما بالتكليف خلفا لكريم غلاب الذي أصبح وزيرا للنقل، واستمر في منصبه ذاك إلى أن عينه الملك في 21 يوليوز 2004 مديرا عاما للمكتب
بفضل مساره المهني المتميز داخل المكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي كان في حالة تخلف عن سداد الديون لسنوات، حقق المكتب بين عامي 2005 و 2009 حجم مبيعات قدره 18 مليار درهم، وذلك بفضل عمليات التنظيف وإعادة الهيكلة التي قادها لخليع، الذي يعتبر “منتوجا” خالصا للمدرسة العمومية المغربية.
ورغم أن البعض توقع سقوط محمد ربيع لخليع في عدد من المرات بسبب بعض المشاكل التي عرفتها قطارات السكك الحديدية، فقد واصل لخليع، الذي كان والده موظفا بوزارة الثقافة، منجزاته على رأس المكتب الوطني للسكك الحديدية المعروف بـ”ONCF”، حيث حقق المكتب رغم تداعيات جائحة “كورونا” رقم معاملات قدره 1.6 مليار درهم إلى غاية يونيو 2021، بأزيد من 91 في المائة من مستوى النشاط الذي تم تحقيقه خلال الفترة نفسها من سنة 2019، كما أن المستوى الإيجابي للأرباح EBITDA تحسن إلى 400 مليون درهم مقابل 332 مليون درهم في النصف الأول من سنة 2019.
ورغم العتاب الذي يوجهه المغاربة الى محمد ربيع لخليع بسبب تأخر قطارات المكتب عن موعدها المحدد، يؤكد الرجل أن أزيد من 95% من القطارات تصلُ في مواعديها المحددة”. سنة 2018 ستشكل محطة فاصلة في المسار المهني لمحمد ربيع لخليع، بعد تدشين المغرب لأول قطار فائق السرعة “البراق”، الذي يربط بين مدينة طنجة والدار البيضاء، وهو مشروع غير مسبوق بالمنطقة المغاربية والقارة الإفريقية، كلف إنجازه تعبئة استثمارات تناهز 22,9 مليار درهم.
ورغم تداعيات جائحة “كورونا”، أبان المكتب الوطني للسكك الحديدية، كما يؤكد محمد بيع لخليع، على على ” طاقة مهمة من التكيف ورفع التحدي والتعبئة من أجل تعزيز تموقعه كعمود فقري للتنقل المستدام بالمغرب”، متحدثا عن نمو رقم معاملات نشاط المسافرين بالمكتب بلغ + 29 في المائة خلال الفترة ما بين فاتح يناير و15 مارس 2020، وذلك بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2019، قبل أن تكبح تداعيات الجائحة هذا الزخم الإيجابي.