أخبار الدارسلايدر

بعيدا عن لغة الخشب..حكومة أخنوش تدشن صفحة جديدة في التواصل مع وسائل الإعلام

الدار/ تحليل: المحجوب داسع

كان واضحا خلال الندوة الصحفية، التي أعقبت انعقاد المجلس الحكومي، اليوم الخميس، حرص الحكومة الجديدة برئاسة عزيز أخنوش، على سن مقاربة تواصلية جديدة مع وسائل الإعلام الوطنية.

أولى مؤشرات، وبوادر هذه المقاربة التواصلية الجديدة هو عودة الندوة الصحفية الأسبوعية بعد غياب طويل بسبب جائحة فيروس “كورونا” المستجد، وهو ما وعد به الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في أولى خرجاته الإعلامية على القناة الثانية بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة، ليؤكد مجددا اليوم على أن الندوة ستتوسع خلال الأيام المقبلة لتفسح المجال لحضور أكبر عدد من الصحفيين.

المؤشر الثاني على رغبة الحكومة في تدشين مقاربة جديدة في التواصل المستمر مع وسائل الاعلام، تتجلى في اسناد المهمة لمصطفى بايتاس، الذي يعد أحد أبرز كوادر حزب التجمع الوطني للأحرار، فهو عضو المكتب السياسي للحزب، ومدير مقره المركزي، كما سطع اسم مصطفى بايتاس داخل حزب “الحمامة” خلال الخمس سنوات الأخيرة، حيث شارك بقوة في صياغة البرنامج الانتخابي للحزب، وفي التواصل الدائم مع وسائل الإعلام خلال قافلة 100 يوم 100 مدينة التي جابت مختلف مدن وقرى المغرب.

إلمام ابن مدينة سيدي إفني، بآليات التواصل مع وسائل الاعلام، وقربه القوي من الجسم الصحفي الوطني، وكذا تمكنه من الملفات الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن تكوينه القانوني، يجعل منه ورقة رابحة لحكومة عزيز أخنوش، التي تراهن على انفتاح أقوى مع وسائل الاعلام، ايمانا منها بأهمية الإعلام كسلطة رابعة في تجويد العمل الحكومي، واطلاع الرأي العام الوطني على أبرز الملفات التي تستأثر بعمل الحكومة، وكذا رهان الحكومة على تصحيح سوء الفهم الكبير الذي ميز علاقة الحكومة، بوسائل الاعلام الوطنية خلال العشر سنين الأخيرة.

المؤشر الثالث للمقاربة التواصلية الجديدة لحكومة عزيز أخنوش، هو حرص الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، للمرة الثانية، على مرافقة وزراء آخرين الى الندوة الصحفية الأسبوعية، وهو ما تأكد اليوم الخميس، عندما تم فسح المجال لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، لتقديم معطيات وتوضيحات حول الوضعية الوبائية في المملكة، وسير عملية التلقيح الوطنية، لكونه هو الملم الأول بقطاع الصحة، و القادر على تقديم معطيات أوفى في القطاع الذي يشرف عليه، وفي ذلك حرص من الحكومة على ألا تتحول الندوة الصحفية الأسبوعية الى مجرد لقاء شكلي أسبوعي، تغلب عليه لغة الخشب، و العموميات.

ذات الأمر حرصت عليه الحكومة الجديدة عند مصادقة المجلس الحكومي ليوم الاثنين 18 أكتوبر الجاري، على مشروع قانون المالية لسنة 2022، حيث حرصت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، على حضور الندوة الصحفية الأسبوعية لتقديم كل التوضيحات حول هذا القانون، الذي يرسم الأولويات الاقتصادية والاجتماعية للمغرب خلال السنة المقبلة.

المقاربة التواصلية الجديدة لحكومة عزيز أخنوش مع الصحافة الوطنية نابعة إذن من رغبة الائتلاف الحكومي الحالي في إشراك المواطنين في الفعل الحكومي، وفي كل القرارات التي تتخذها في مختلف الملفات، وفي ذلك رغبة أكيدة في قطع دابر الاشاعات، والأخبار الزائفة التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل الدائم مع الموطنين، والتفاعل مع انشغالاتهم عبر وسائل الاعلام الوطنية المهنية، وطي صفحة من سوء الفهم والتوثر ميزت علاقة الصحافة بالحكومة طيلة عشر سنين الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى