الدين والحياة

عبادي يدعو إلى اعتماد ألعاب فيديو ورسوم متحركة لمحاربة التطرف

الدار/ المحجوب داسع

دعا أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إلى اقتحام منصات وشبكات التواصل الاجتماعي للتأثير في الأجيال الجديدة، من خلال صياغة مضامين رقمية تلبي انتظاراتهم وحاجياتهم.

وأكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أخيرا، بمدينة وجدة، خلال أشغال الندوة حول "دور التأطير الثقافي في محاربة التطرف وتعزيز السلم"، أن " تأطير الأجيال الحالية خارج العوالم الافتراضية، وهم، لأنه لين يخلق لديهم أي تأثير في الواقع".

وفي هذا الصدد، شدد عبادي على ضرورة أن تسكب المضامين التي توجه للناشئة، في إطار محاربة التطرف، في ألعاب فيديو ورسوم متحركة وكبسولات فيديو لا تتعدى دقيقة، يراعى فيها البعد الجمالي، والبعد المضموني التأثيري، حول المفاهيم المؤطرة التي يجب الاجتهاد من خلال استنطاق النصوص.

وبعد أن تحدث الأستاذ المحاضر عن مفهوم، الوسطية والاعتدال، و عن حالة السواء التي يجب الاقتياد بها لقياس الاعتدال، اعتبر أن الأمر في المجال الديني، محسوم بالنسبة لأهل الإسلام، فوحدة القياس هي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه الله تعالى “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”.

وفي سياق متصل، أوضح الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن غاية أي نص ديني، والإسلام ليس باستثناء عن ذلك، هي إبراز خمسة أمور، هي التي تحدد الوسطية والاعتدال، وهذه الأمور يمكن إستتباطها من خلال "الحفر" الاستنباطي والمنهجي في كتاب الله وسنة رسول الله.

أولى هذه الأمور، يردف المتحدث نفسه، هي الإبصار، الوارد ذكره في عدد من الآيات التي تتحدث عن "الإبصار "و"البصيرة"، ثم ثانيا التمييز، أي القدرة على قول لا للأمور الضارة ونعم للأمور الجيدة، ثم ثالثا، الميزان، أي القدرة على الترجيح، يليه العمران وأخيرا  العمل.

من جهة أخرى، أوضح عبادي أن "خطاب التطرف ينبني على العديد من "الجاذبيات"، التي يتعين معرفتها، من أجل التمكن  من مواجهة هذا الخطاب، ضاربا المثال بـ"الجسد الذي يجب أن يبني مناعته القوية حتى يتمكن من مواجهة الفيروسات والجراثيم التي يمكن أن تواجهه".

ومن هذه "الجاذبيات"، يضيف المتحدث نفسه، أن خطاب التطرف ينبني على اثارة مسألة "الوحدة"، اذ عمدت التشكيلات المتطرفة، الى استغلال هذا الأمر الذي كان في زمن من الأزمان غاية وحلم العديد من الناس، ومن ذلك أيضا حلم الخلاص، وقضية نهاية الزمان، وربطِ ذلك بالطائفة المنصورة الناجية.

وتأتي هذه الندوة، كلحظة فكرية تختتم برنامج الندوات الذي شكل إلى جانب الفعاليات الأخرى، طيلة سنة كاملة، فضاء للإشعاع الثقافي لمدينة وجدة والجهة الشرقية والمغرب بشكل عام على الامتداد المغاربي والعربي والدولي.

وتختتم يوم 29 مارس الحالي، فعاليات "وجدة عاصمة الثقافة العربية"، التي تنظم تحت شعار "وجدة الألفية عنوان الثقافة العربية".

وشمل برنامج هذه الاحتفالية تظاهرات ثقافية وفنية كبرى ذات بعد وطني وعربي ودولي، علاوة على تكريم العديد من الشخصيات الثقافية.

وسعت المدينة الألفية، من خلال هذه الفعاليات، إلى تأكيد إشعاعها الثقافي وإبراز موروثها الغني في المجالات الفنية والإبداعية، من خلال برنامج متنوع وغني، جعل مدينة وجدة قبلة للعمل الثقافي العربي، بما يفتح آفاقا واعدة تعزز الجسور الثقافية بين البلدان العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى