الدار/ تحليل: هكذا انعكس ارتفاع سعر البترول في العالم على سعر المحروقات في المغرب
الدار- تحليل
يعزى الارتفاع الذي عرفه سعر المحروقات في المغرب، الى ارتفاع أسعار البترول في العالم، خصوصا بعد أن تجاوزات منذ مطلع هذا الأسبوع، حاجز الـ92 دولارا للبرميل، وسط مخاوف من أن تتجاوز الـ100 دولار عما قريب، في أقوى الارتفاعات، منذ سنة 2014.
ارتفاع دولي لأسعار المحروقات انعكس على سعر المحروقات في المغرب، حيث تجاوز سعر الغازوال 10 دراهم، في حين قفز سعر البنزين الى ما فوق 12 درهما، وهي معطيات تؤكد بأن السوق الوطنية ليست بمنأى عن تقلبات الأسعار الدولية، و بأن هذا الارتفاع يظل عاما ويشكل جميع البلدان، وهو ارتفاع زادته تداعيات جائحة فيروس “كوفييد19” استفحالا، في ظل تقلبات تسم الاقتصاد العالمي بالغموض.
وفي خضم هذه الارتفاعات غير المسبوقة، تطرح تساؤلات كبيرة حول السيناريوهات التي ستنهجها الدول الكبرى من أجل دفع منظمة “الأوبيك” لزيادة الإنتاج، و لخفض الأثمنة، حتى لا تتضرر التوازنات الاقتصادية للدول، وترتفع نسب التضخم لمستويات قياسية، وهو ما سيكون له تأثير على أسعار المحروقات في عدد من بلدان العالم، وخاصة غير المنتجة للبترول، بما في ذلك المغرب.
ان المغرب بحكم ارتباطاته الدولية، و علاقاته بعدد من الأسواق العالمية الوازنة، يتأثر بدون شك بارتفاع سعر البترول في العالم، وهو ما يفسر ارتفاع سعر المحروقات منذ أسابيع، رغم الجهود التي تبذلها الدولة للحفاظ على هذه الأسعار عند مستويات مقبولة.
ارتفاع أسعار المحروقات في العالم، يعزى بحسب خبراء الى عودة النشاط الاقتصادي بعد التعافي الجزئي من تداعيات جائحة “كورونا”، إضافة إلى تخفيف قيود السفر، وأيضا بسبب التوقعات بنقص المعروض من النفط والغاز في الأشهر المقبلة، إثر الانقطاعات المفاجأة في إنتاج النفط في ليبيا وكازاخستان والاكوادور.
كما أن هذا الارتفاع مرده أيضا الى تصاعد التوتر بين روسيا (واحدة من كبار منتجي النفط والغاز) من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية من جهة أخرى، بسبب الوضع في شرق أوكرانيا، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وتدهور الأوضاع في ليبيا.
وبخصوص السيناريوهات المقبلة، تعتزم الدول الـ 23 المنتجة للنفط، والتي تسيطر على معظم إمدادات النفط الخام في العالم، طرح 400 ألف برميل إضافية يوميا في السوق الدولية، مع حلول شهر مارس المقبل، في ظل دعوات أمريكية الى المزيد من النفط، من أجل الموازنة بين العرض والطلب، ومن تم خفض الأسعار، علما أن واشنطن تشتكي بدورها من ارتفاع أثمنة النفط عالميا، رغم أنها تتوفر على أقوى اقتصاد في العالم.
ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب، يعزى، اذن، الى ارتفاع سعر البترول على الصعيد العالمي، وسط دعوات الى منظمة ” أوبيك” قصد زيادة الانتاج، أملا في أن تعود الأسعار إلى متوسطها المعتاد، وبالتالي انخفاض أسعار المحروقات على الصعيد العالمي.
بعيدا عن تسييس موضوع المحروقات في المغرب، واستغلاله ورقة “سياسية” لمواجهة أحزاب معينة، وتصفية حسابات “سياسوية” ينبغي التحلي بالروية في مناقشة الموضوع، و استحضار تقلبات الاقتصاد العالمي، و الأزمة الناجمة عن جائحة “كوفييد19″، التي أدخلت السوق الدولية في أزمة غير مسبوقة تؤدي فاتورتها عدد من الدول التي تصنف عادة ضمن الدول “الفقيرة”.