بتوجيه من جلالة الملك والشيخ محمد بن زايد آل نهيان…مشروع مغربي إماراتي يُزود آلاف المنازل القروية بالطاقة الشمسية
الدار- خاص
في إطار حرص جلالة الملك محمد السادس، وأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، على تعزيز العلاقات الثنائية في مجال الطاقات المتجددة، أنشأت شركة “مصدر” شراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، تهم مشروع أنظمة طاقة شمسية منزلية لتركيب 20 ألف نظام للطاقة الشمسية المنزلية في أكثر من ألف قرية مغربية، وهو المشروع الهام، الذي أدخل الفرحة على قلوب آلاف السكان في مناطق صعبة الولوج، فضلا عن كون هذه المبادرة تمثل نموذجا يحتذى به بالنسبة إلى كثير من الدول، التي تعاني مشكل الولوج إلى الكهرباء، خاصة في إفريقيا.
كما أن الامارات تحدوها رغبة كبيرة لتطوير محطة “نور ميدلت” التي تبلغ قدرتها 800 ميغاواط، والتي تعد أول مشروع محطة هجينة متطورة للطاقة الشمسية في العالم تستخدم مزيجا من الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة.
وتأتي هذه الشراكة المهمة بعد دخول ثلاث من كبرى شركات الطاقة في الإمارات (أبوظبي الوطنية للطاقة ومبادلة للاستثمار وشركة أدنوك)، في الأشهر الماضية، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في شراكة استراتيجية طويلة الأمد لتطوير وتقوية وتعزيز وتمكين محفظة “مصدر” الاستثمارية في الطاقة النظيفة، إضافة إلى خلق جهود جديدة في مجال الهيدروجين.
والباعث وراء هذا الاهتمام اللافت بالمغرب من طرف شركة “مصدر”، هو كون المملكة تزخر بفرص استثمارية واعدة في عدد من المجالات والقطاعات الاستراتيجية، من بينها الطاقات المتجددة، علما أن التبادل التجاري في المنتجات غير النفطية بين الرباط و أبوظبي، بلغ ما يقارب 2.2 مليار درهم اماراتي، كما ساهم صندوق أبوظبي للتنمية في تمويل 82 مشروعا بقيمة 2.4 مليار دولار أمريكي.
كما أن الإمارات تظل شريكا مهما واستراتيجيا وطبيعيا للمغرب، ويتجلى ذلك في احتلالها المركز الأول من حجم الاستثمارات العربية منذ 1976؛ حيث تجاوزت ما يزيد عن 20 مليار درهم إماراتي في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والمعادن والبنيات التحتية والزراعة والاتصالات والخدمات والسياحة.
من جانبها، بدأت الإمارات مسيرة التحول الطاقي قبل أكثر من 15 سنة مع تأسيس شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، حيث بدأت كمبادرة استراتيجية متعددة الأوجه للتنمية الاقتصادية المستدامة من خلال الاستثمار في بنيات الطاقة النظيفة والمتجددة والتركيز على التكنولوجيا المتقدمة والفرص الاقتصادية المجدية.
واليوم في ظل ما تشهده أسواق الطاقة في العالم من تقلباتٍ متسارعة، و غير مسبوقة، بصم المغرب و الإمارات عن توجه واعد للاستثمار في مجال الطاقة من خلال قرار الإمارات دعم المغرب في مجال التنقيب واستغلال الغاز المسال الواعد على أراضيه، ووضع التجربة الإماراتية رهن إشارة المملكة المغربية.
وتفتح الشراكة المغربية الإماراتية آفاقا واعدة وقوية في عدة مجالات خاصة الطاقة النظيفة، حيث قدمت الإمارات دعمها المتواصل لجهود المغرب في هذا المجال، كما أن المملكة رسّخت لنفسها مكانة رائدة في استخدام الطاقة المتجددة والتي أصبحت توفر ما يقرب من 40% من احتياجات المملكة من الكهرباء.
الى جانب ذلك، تعد شركة “طاقة” الإماراتية، التي أنشأت محطة الطاقة الحرارية في منطقة الجرف الأصفر، المورد الرئيسي للمكتب الوطني للكهرباء والمياه، حيث تغطي أكثر من 50% من الطلب المحلي في المملكة على الكهرباء.
جدير بالذكر أن مشروع التعاون المشترك بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، أعطيت انطلاقته سنة 2015، ويعد ثمرة تعاون بناء بين المغرب والإمارات، اللذين حققا إنجازات مهمة في مجال الطاقات المتجددة، الأمر الذي يجعلهما قطبين جهويين في المنطقة العربية في هذا المجال، كما أن هذا المشروع يجسد الزخم الكبير الذي تعرفه العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.