خبير سياحي لـ “الدار”: الطلب لدخول المغرب من طرف أبناء الجالية والأجانب متزايد ولكن غلاء أثمنة التذاكر يحول دون تحقيق ذلك
الدار/ هيام بحراوي
عرف القطاع السياحي بالمغرب إنتعاشا ملحوظا، خلال خمس الأشهر من هذه السنة وهو الإنتعاش الذي أظهرته الأرقام المصرح بها، سواء من حيث ارتفاع عدد السياح و تضاعف عدد ليالي المبيت أو من حيث مداخيل العملة الصعبة.
الخبير في مجال السياحة، الزوبير بوحوت، أكد لموقع “الدار” أن هذه الأرقام تدل فعلا على انتعاش واضح لمداخيل السياحة، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أننا نقارن سنة 2022 مع سنة 2021 التي كانت مطبوعة بالأزمة.
وقال أن الرقم الذي وصلنا له في الخمس الأشهر الأولى والمتعلق بمداخيل القطاع السياحي ، يبقى ضعيفا بالمقارنة مع الإمكانيات التي يتوفر عليها القطاع ، وبالمقارنة مع ما تم إنجازه سنة 2019، على إعتبار أنها كانت سنة استثنائية، حقق فيها المغرب 78 مليار درهم في الخمس الأشهر الأولى.
وأوضح بوحوت، أن سبب هذا البطء في تحقيق مداخيل أكثر من 78 مليار درهم المسجلة خلال الخمس الأشهر الأولى من سنة 2019، راجع إلى أن الشهر الأول من سنة 2022 كانت لا تزال فيه الحدود مغلقة، بمعنى آخر لم تكن هناك مداخيل.
وأضاف، أن الانتعاشة الحقيقية لم تبدأ رغم فتح الحدود في شهر فبراير، لأن شروط الدخول للمغرب كانت لا تزال حسب تعبيره ” مجحفة” شيئا ما مقارنة مع الوجهات المنافسة، بحيث كان يطلب من الوافدين اختبار كورونا وجواز التلقيح ، كما أن الحدود البحرية لم يتم فتحها حتى شهر أبريل.
وأكد بوحوت، أن الانطلاقة الحقيقية للقطاع السياحي بدأت حتى شهر ماي عندما تم إصدار قرار اعتماد إما جواز التلقيح او اختبار كورونا ، حيث عرف شهر ماي تحقيق قفزة نوعية في عدد السياح الوافدين، سواء المغاربة أو الأجانب، “إذ بلغ عدد الوافدين ما يربو عن 800 ألف، وهو رقم يتجاوز عدد الوافدين نفس الشهر من سنة 2019، حيث زار المغرب 724 ألفا“.
وأضاف أن شهر ماي ، لهذه السنة شهر استثنائي على اعتبار أنه حقق نسبة ولوج مهمة للأراضي المغربية بعد تخفيف القيود والإجراءات بشكل كبير.
ولكن رغم ما تم تحقيقه، لازال هناك مجموعة من الإكراهات التي تحول دون الرفع من مداخيل القطاع، وأبرزها حسب الخبير السياحي ارتفاع أثمنة التذاكر ، بسبب ارتفاع الطلب وقلة العرض، الناتج عن إضراب عمال مجموعة من الشركات التي أرادت أن تبرمج رحلاتها للمغرب أواسط شهر يوليوز.
وأفاد بوحوت، أنه رغم أن المكتب الوطني للسياحة عقد اتفاقيات كثيرة مع شركات الطيران وقام بحملات كبيرة ومجهودات هامة من أجل النهوض بالقطاع .
فإن الطلب الكبير للدخول للمغرب سواء من طرف أبناء الجالية أو من طرف الأجانب و أمام ارتفاع اثمنة التذاكر يضيف المتحدث ، يحول دون ولوج أعداد من السياح وهو ما سيؤثر على حد قوله على مداخيل المغرب من العملة الصعبة .
يشار أن وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أوضحت أن القطاع السياحي عرف انتعاشا مهما بعد إعادة فتح الحدود وأن عدد السياح الذين زاروا المغرب، تضاعف بـ4 مرات ونصف خلال الخمس الأشهر الأولى من السنة الجارية، ليصل الى 2.3 مليون مقارنة مع سنة 2021، وهو ما يمثل 52 في المائة من عدد السياح في سنة 2019 .