المجلس الوطني يفند ادعاءات استعمال الرصاص ودفن الموتى في الأحداث الغير المسبوقة بمعبر مليلية
الدار / أحمد البوحساني
كشف المجلس الوطني لحقوق الإنسان في لقاء صحفي عقد بمقره صباح يومه الأربعاء بالرباط ، عن نتائج لجنة استطلاعية لبناء الوقائع ، على إثر المواجهات العنيفة والمؤسفة التي وقعت بالسياج الحدودي الذي يفصل مدينة مليلية عن مدينة الناظور ، وبالمعبر الحدودي المعروف بالحي الصيني “باريو تشينو” صباح الجمعة 24 يونيو 2022 ، والتي أدت إلى وفاة 23 من المهاجرين ، وإصابة 217 بجروح متفاوتة الخطورة بين المهاجرين وعناصر القوات العمومية ، والتي تداولت صورها وسائل إعلام وطنية ودولية وتفاعلت معها منظمات حقوقية دولية ومؤسسات أممية.
هذه اللجنة الاستطلاعية كانت مهمتها الاستماع الى السلطات المحلية حول تدبيرها للاحداث و استضاح اسباب حصولها و حيثيات وملابسات ومخلفات وقوعها والإستمتاع للجرحى المهاجرين سعيا لاستجلاء وتحديد و حصر الوقائع التي حصلت و فهم سياقها و أماكنها و التسلسل الزمني لحصولها والاطراف التي شاركت فيها ، وجمع المعطيات حول الأحداث المؤلمة التي تميزت بعنف حاد وغير مسبوق خاصة في منطقة معبر “باريو تشينو – Barrio Chino” .
وعلى خلاف الادعاءات التي تم تداولها بشأن استعمال الرصاص الحي، و عدم تقديم الاسعافات للمصابين ودفن الموتي ، فقد تبين لهذه اللجنة عكس ما تم ترويجه على نطاق واسع.
* تدخل القوات العمومية واستعمال القوة في مواجهة المهاجرين:
تأكدت اللجنة ، بعد الاستماع لعدد كبير من الأطراف و الشهود ، ان القوات العمومية كانت تحمل العصي والغاز المسيل للدموع فقط ، ولم تكن تحمل أسلحة نارية ولم يشهد هذا التدخل اي إطلاق للنار من جانب القوات العمومية المغربية.
عكس ذلك تبين ان هذه القوات العمومية كانت في حالة رد لخطر ، نظراً للعدد الكبير من المهاجمين المسلحين بالعصي و الحجارة ، اذ تم احصاء حوالي 600 عصى من مخلفات عملية الاقتحام.
و اتسمت مواجهة المهاجرين لقوات حفظ النظام بعنف شديد، إضافة الى طبيعة الهجوم غير المعتاد من حيث الزمان والمكان، ذلك ان عمليات الاقتحام عادة ما كانت تحدث في الليل وفي نقاط أخرى من السياح الحديدي .
* تقديم الاسعافات للمصابين:
وقفت اللجنة على كل التدابير التي اتخذت من أجل التكفل الطبي و الاستشفائي بجميع الضحايا.
ورصدت اللجنة خلال زيارتها الميدانية و اطلاعها على ملفات الجرحى والحوار معهم ، ام التأكد من استفادتهم من كل الاسعافات الطبية ، وتم توفير العلاج و التدخلات الجراحية اللازمة في المستشفى الإقليمي بالناظور و المستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة .
كما تم تفعيل المخظط الخاص بلجنة الطوارئ وتنفيذ المخطط الخاص عند حدوث الكوارث وتمت تعبئبة كل الاطقم الطبية و التمريضية والإدارية لهذا الغرض . كما تأكدت اللجنة من توفير 20 سيارة إسعاف لنقل الجرحي و المصابين .
اما بخصوص المتوفيين والبالغ عددهم 23 شخص فقد تبين من خلال ما تم جمعه من معلومات، وما سجلته خلال زيارة مستودع الأموات ، ان هناك 5 حالات وصلت متوفية ، 13 حالة اخرى بذلت مجهودات كبيرة لانقاذهم من قبل الاطقم الطبية ، بينما توفي 5 آخرين في صباح اليوم الموالي. وحسب الطبيب عضو اللجنة ، فقد تبين من خلال المعاينة والفحص الظاهري والخارجي لجثث المهاجرين انه لا وجود لاثار وكدمات او نزيف دموي خارجي ، وان حالات الوفاة كانت بسبب الاختناق التنفسي الميكانيكي ، مما يستلزم إجراء تشريح طبي.
* دفن الموتى :
انتقل فريق اللجنة إلى مقبرة سيدي سالم لمعاينة المقبرة ، حيث التقى الفريق بعمال حفر القبور ، واستفسرهم حول عملية الحفر ، فاكدو لها انها أشغال إعتيادية يومية لتهيئة قبور حديدة ، مما جعل اللجنة تتحقق وتؤكد انه لم يتم دفن اي مهاجر توفي خلال اقتحام السياج ، والازالت جثث الوفيات في مستودع الأموات.