«عاصفة البنوك» تجتاح لبنان..
اقتحم مودعون ثلاثة بنوك لبنانية للمطالبة باستعادة مدخراتهم المجمدة في النظام المصرفي، استمراراً لسلسلة من الحوادث من هذا النوع، هذا الأسبوع، وسط حالة إحباط بسبب الانهيار المالي المتفاقم من دون نهاية تلوح في الأفق.
وقال مصدر أمني إنه تم القبض على رجل يحمل مسدساً، تبيّن بعد ذلك أنه لعبة، اقتحم مصرفاً لبنانياً في مدينة الغازية بجنوب البلاد، الجمعة.
وقال بنك لبنان والمهجر (بلوم) في بيان، إن مسلحاً اقتحم فرع البنك في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، صباح الجمعة، للمطالبة بمدخراته، مضيفاً أن الوضع تحت السيطرة.
وتعالت الهتافات المساندة للرجل الذي تم تعريفه باسم عابد سوبرة، من جانب حشد كبير خارج البنك، وهو مشهد تكرر في العديد من هذه الحوادث.
وقال أحد السكان، ويدعى رابح كوجوك، إن سوبرة تاجر، وإنه معرض للسجن لأن هناك دائنين يطالبونه بأموال رغم أنه يملك أموالاً في البنك.
وفي حادث ثالث، دخل مسلح بمسدس خرطوش فرعاً لبنك لبنان والخليج في منطقة الرملة البيضاء في بيروت لاستعادة مدخرات تقدر بنحو 50 ألف دولار، حسبما قال موظف في البنك، مضيفاً أن الوضع لا يزال مستمراً، وأن هناك موظفين وعملاء عالقين في الداخل.
وكان هذا هو الحادث الخامس من نوعه على الأقل، هذا الأسبوع، في لبنان.
وتحولت المودعة سالي حافظ إلى «بطلة»، بحسب ما وصفها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تناقلوا قصتها، وصورة لها تحمل فيها مسدساً وتقف على مكتب أحد موظفي المصرف.
تلا ذلك بساعات محاولة أحد المودعين في مدينة عاليه، أخذ وديعة له في أحد المصارف بالقوة.
وفي 11 أغسطس/ آب الماضي، حظي رجل غاضب دخل مصرفاً في منطقة الحمرا في بيروت، بتضامن شعبي مماثل، بعدما احتجز الموظفين لساعات، وطالب بأمواله تحت تهديد السلاح، لدفع تكاليف علاج والده.
وشهدت قاعات الانتظار في المصارف خلال العامين الماضيين إشكالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين في الحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين تعليمات إداراتهم.
وقال مصرفيان إن البنوك اللبنانية ستعلن قريباً إغلاقاً لثلاثة أيام، الأسبوع المقبل، بسبب مخاوف أمنية متزايدة.
ومنعت البنوك اللبنانية معظم المودعين من سحب مدخراتهم منذ أن تفاقمت الأزمة الاقتصادية قبل ثلاث سنوات، تاركة الكثير منهم غير قادرين على سداد تكاليف الاحتياجات الأساسية.
ولم يتم تقنين وضع ضوابط لرؤوس الأموال، لكن المحاكم بطيئة في إصدار أحكام لمصلحة المودعين الذين يحاولون الحصول على مدخراتهم عن طريق رفع دعاوى قضائية ضد البنوك، ما دفع البعض للبحث عن طرق بديلة للحصول على أموالهم.
وأوضح المصدر الأمني أن الرجل الذي اقتحم بنك بيبلوس في مدينة الغازية تمكن، الجمعة، من استرداد جزء من أمواله قبل اعتقاله، مضيفاً أنه من المعتقد أن السلاح الذي كان بحوزته لعبة.
ولم يتسنّ الوصول إلى المسؤولين في بنك بيبلوس للتعليق.
وقال بنك بلوم إن قوات الأمن تفاوضت مع سوبرة، الذي اقتحم فرعاً للبنك في بيروت، لإقناعه بالخروج من المبنى، مضيفاً أنه من المعتقد أنه سلم السلاح لقوات الأمن.
وجاءت حوادث، الجمعة، في أعقاب واقعتين أخريين في العاصمة بيروت، وفي بلدة عاليه، الأربعاء، تمكن خلالهما مودعون من استرداد جزء من أموالهم بالقوة باستخدام مسدسات لعبة كان يعتقد خطأ أنها أسلحة حقيقية.
وحثت جمعية مصارف لبنان السلطات، الخميس، على محاسبة المتورطين في اعتداءات لفظية وجسدية على البنوك، وقالت إن البنوك نفسها لن تتساهل.
واعتُقل رجل الشهر الماضي بعد أن اقتحم بنكاً في بيروت لسحب أموال من أجل علاج والده المريض، لكن أخلي سبيله من دون توجيه اتهام له بعد أن أسقط البنك دعواه القضائية ضده.