أخبار دوليةالدين والحياة

دمار “تاريخين”.. “كاتدرائية نوتردام” و”الجامع الأموي”

مع تداعيات الكارثة التي ألمت بالكاتدرائية الباريسية الشهيرة، جراء حريق ضخم أتى على أجزاء كبيرة منها ملتهماً معه بقايا تاريخ يعود إلى نحو 900 عام، يستذكر المهتمون والمؤرخون حجم الكوارث التي ألمت بالآثار في سورية نتيجة المعارك في السنوات الأخيرة، خصوصاً في حلب أقدم مدينة مأهولة في التاريخ إلى جانب دمشق وحيفا (نحو 10 آلاف عام قبل الميلاد).

ولعلّ السوريين باتوا أقرب من أي وقت مضى نحو التعاطف مع أي مأساة إنسانية أو حضارية تحل بغيرهم من الشعوب والأمم، بعد ما ذاقوا ماذاقوه خلال السنوات الماضية من آلام وكوارث وموجات تهجير ونزوح، اعتبرت الأضخم وفق أرقام المنظمات الدولية.

ومن برج "كاتدرائية نوتردام" وسط باريس الذي انهار بعد أن التهمته النيران، إلى مئذنة "الجامع الأموي" في حلب القديمة التي قضت عليه قذائف الدبابات قبل بضعة أعوام، أعاد متابعون التذكير بتاريخهما الحضاري الإنساني، تأكيداً على أهمية كل موروث إنساني كشاهد على تاريخ وثقافة شعب وأمة.

كاتدرائية باريس وجامع حلب

من أهم الصروح التاريخية في مدينة حلب الجامع الأموي الكبير أحد مواقع التراث العالمي، والذي يعود تاريخ بنائه إلى بداية القرن الثامن الهجري، وقد شهد هو الآخر دماراً هائلاً في أجزاء منه عام 2013. وقبلها شهد عبر التاريخ تدميراً وإحراقاً زمن المغول، وسرقة وتخريباً زمن (العباسيين).

بناء كنيسة نوتردام كان قد بدأ عام 1163 تحت قيادة الأسقف موريس دي سولي، واكتمل بناؤها كاملة إلى حد كبير بحلول عام 1260. وهي مقر أبرشية باريس. وزدهر الاهتمام الشعبي بالكاتدرائية بعد وقت قصير من نشر رواية فيكتور هوغو الشهيرة "أحدب نوتردام" عام 1831. وأدّى ذلك إلى مشروع ترميم كبير بين عامي 1844 -1864، تحت إشراف يوجين فيوليه لو دوك، الذي أضاف أبراج الكاتدرائية الساحرة.

فيما تشييد مئذنة جامع حلب والتي تقع في الركن الشمالي الغربي منه، استغرق 4 سنوات (1090- 1094م) أي قبل نحو سبعين عاماً من بدء أعمال بناء الكاتدرائية الباريسية. وأشرف عليه المعماري حسن بن مفرج آل سرميني. وقد أعيد بناء منبر جديد عام 1285 زمن المماليك (بعد أن قام المغول حين دخولهم حلب عام 1260 بإحراقه وتدميره).

أما الجامع الأموي بحد ذاته فيعود بناؤه إلى زمن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 715 م (أي قبل 448 سنة)، بعد أن طلب المسلمون شراء حديقة كنيسة مهجورة وقطعة أرض من مقبرة قديمة بغية إنشاء الجامع، ويقال إنه موقع معبد روماني سابق، وكاتدرائية بيزنطية بنيت من قبل سانت هيلين والدة قسطنطين الكبير.

استغرق بناء مسجد حلب مدة عامين وانتهى تشييده في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك عام 717م. كما تمّ ترميم المسجد وتوسيعه في مناسبتين، مرة من قبل السلطان نورالدين زنكي عام 1159. (بعد حريق كبير أصابه)، وأخرى زمن السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 1285 (بعد أن قام المغول بإحراق وتدمير المسجد حين دخولهم حلب عام 1260).

مئذنة الجامع وبرج الكاتدرائية..

في الركن الشمالي الغربي من مسجد حلب الكبير تمّ تشييد مئذنة عالية يصل طولها إلى 45 متراً،

ووصف عالم الآثار إرنست هرتسفلد النمط المعماري للمئذنة بأنه نتاج حضارة البحر المتوسط.

أما برج كاتدرائية نوتردام المصنوع من الخشب المغطّى بالرصاص فيعود بناؤه إلى القرن التاسع عشر، ويبلغ ارتفاعه 93 متراً، أي نحو ضعفي طول المئذنة.

المصدر: الدار – euronews

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى