إخفاق المنتخبات الوطنية.. الإدارة التقنية في قفص الاتهام
الرباط/ صلاح الكومري
فشلت المنتخبات الوطنية الصغرى لكرة القدم، في الفترة الأخيرة، في المنافسات الإفريقية التي شاركت فيها، وأقصيت من أدوارها الأولى، مكرسة فشل سياسة الإدارة التقنية الوطنية في مجال التكوين، وفي إعداد جيل قادر على صعود منصات التتويج.
المنتخب الأولمبي.. ويستمر الإخفاق
منذ أزيد من ثلاث سنوات، وضعت الإدارة التقنية الوطنية مشروع إعداد منتخب أولمبي، لأقل من 23 سنة، يشارك في الألعاب الأولمبية "طوكيو2020"، ومن أجل ذلك، صرفت جامعة الكرة ملايين الدراهم، بحيث تعاقدت مع المدرب الهولندي مارك فوت، في 1 دجنبر 2016، مقابل راتب شهري يزيد عن 30 مليون سنتيم، وبرمجت تجمعات تدريبية في المغرب وأوروبا، ومباريات إعدادية، مع ما يتخللها من إقامة في فنادق خمس نجوم، ناهيك عن مصروف الجيب، الذي يتعدى 20 ألف درهم للمدرب الهولندي وطاقمه، وأزيد من 5000 درهم لكل لاعب.
ظل الجمهور المغربي، ينتظر قطف ثمار ملايين الدراهم التي صرفت، وجهود العمل المبذول على مدار السنوات الأخيرة، عبر التأهل إلى بطولة إفريقيا، ومن تم التأهل إلى الألعاب الأولمبية، وبالتالي التكفير عن الغياب في أولمبياد "ريو 2014"، فكانت النتيجة مخيبة للتوقعات، بحيث أقصيت العناصر الوطنية من دور الإقصائيات أمام الكونغو الديمقراطية، وبالتالي تأكد أن مشروع جامعة الكرة، الذي أهدرت عليه ملايين الدراهم، كان فاشلا.
منتخب الفتيان يكرس الفشل
كرس المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة، فشل سياسة الإدارة التقنية الوطنية ومديرها ناصر لارغيت، إذ أنه أقصي من الدور الأول في نهائيات كأس إفريقيا بعد احتلاله المركز الأخير في المجموعة الثانية برصيد نقطة واحدة، حصدها من تعادل أمام السينغال، بينما انهزم أمام غينيا والكاميرون.
حسب جمال السلامي، المدرب الوطني، الذي قاد العناصر الوطنية في نهائيات كأس إفريقيا، المقامة حاليا في تنزانيا، فإن من بين أسباب الإقصاء، ظروف تكوين اللاعبين، بحيث أن كثيرا منهم يفتقدون إلى التنافس الإفريقي، إذ أن 6 لاعبين يمارسون في أوروبا (3 في فرنسا، 2 في إسبانيا، 1 في بلجيكا)، إضافة إلى 6 لاعبين يمارسون في أكاديمية محمد السادس، و5 لاعبين في الفتح الرباطي، ولاعب في الوداد وآخر في الرجاء.
لارغيت في حالة شرود
ربما لا يحس ناصر لارغيت، المدير التقني، بالمرارة ذاتها التي يحس بها الجمهور المغربي بسبب إقصاء المنتخبات الوطنية الصغرى من المنافسات القارية، إذ أنه يقلل من أهمية الإخفاق، ويصر على أن كرة القدم الوطنية، في مجال التكوين، تمشي في الطريق الصحيح.
يقول ناصر لارغيت، الذي يتقاضى أجرا شهريا يتجاوز 20 مليون سنتيم: "نحن من أحسن الدول الإفريقية في مجال التكوين، صحيح أننا أقصينا من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، وأقصينا من التأهل لبطولة إفريقيا للمنتخبات الأولمبية، إلا أن ذلك لا يعني أننا لم نحقق شيء، بل على العكس، لقد حققنا الكثير من الأشياء الإيجابية، والدليل أننا متفوقين في منافسات شمال إفريقيا، هناك عمل قاعدي، وقد قطعنا مراحل متقدمة، ومازالت أمامنا مراحل أخرى تنتظرنا في المستقبل".
توقيف مدربين مع وقف التنفيذ
سبق لفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن عبر عن عدم رضاه عن عمل الإدارة التقنية، وتعهد بإحداث مجموعة من التغييرات الهيكلية، من خلال عدم تجديد عقود المدربين الذين انتهت عقودهم، والتعاقد مع آخرين.
كان ناصر لارغيت، المرشح الأول لمغادرة الإدارة التقنية، بحكم أن عقده انتهى، رسميا، في 30 يونو 2018، غير أن جامعة الكرة أجلت الحسم في خليفته، وأيضا في من سيخلف جميع مدربي المنتخبات الوطنية الصغرى، وبالتالي استمر الجميع في مناصبهم، في انتظار توصلهم بقرار الانفصال النهائي.
بنعبيشة: نفتقد إلى تكوين علمي أكاديمي
يرى حسن بنعبيشة، المدرب السابق للمنتخب الوطني المغربي الأولمبي، أن تكوين الفئات الصغرى، وإعداد منتخبات وطنية قادرة على التنافس القاري، يتطلب مراعاة ظروف المنافسات القارية، خاصة منافسات جنوب الصحراء.
وقال بنعبيشة، في لقاء سابق مع موقع "الدار"، إن كرة القدم الوطنية، مازالت في حاجة إلى التكوين وفق منظومة علمية، احترافية، تربوية، في مدارس الفرق الوطنية، تراعي ظروف المنافسات الإفريقية.
يقول المتحدث ذاته: "بعض التجارب السابقة، أثبت أن اللاعب المغربي المحلي، الذي تدرج في الفرق الوطنية، أكثر قابلية على الاندماج والمنافسة في القارة الإفريقية، بخلاف اللاعب القادم من أوروبا، يجد صعوبة بالغة جدا في فرض إمكانياته في ملاعب إفريقيا، لهذا، يجب أن نراعي في تكوين اللاعبين، ظروف المنافسات القارية، وأن تكون الأولوية للمواهب المحلية".