الرياضةسلايدر

مونديال قطر 2022 (ثمن النهاية): المنتخب المغربي يهزم منتخب إسبانيا ويحقق أروع إنجاز ويعيد كتابة التاريخ ويبلغ المجد بعينه

حقق المنتخب المغربي لكرة القدم ما فشل فيه الجيل الذهبي بقيادة محمد التيمومي وعزيز بودربالة وكريمو، وكتب تاريخا جديدا ببلوغ ربع نهاية كأس العالم للمرة الأولى، بتغلبه على منتخب إسبانيا بالضربات الترجيحية 3-0 (0-0) على أرضية ملعب المدينة التعليمية، في دور ثمن نهاية المونديال القطري. وبتجاوزهم منتخب “لاروخا” تكون أبواب التاريخ قد فتحت أمام “أسود الأطلس” على مصراعيها، ونفذوا عميقا إلى ذاكرة التاريخ ليدونوا مزيدا من صفحات المجد، ومددوا عمر زمن الإعجاز، وباتوا بالتالي أول منتخب عربي يصل إلى هذا الدور في التاريخ. وكمنتخب إفريقي أعاد الفريق الوطني بتخطيه دور الثمن إنجاز منتخبات الكاميرون والسنغال وغانا على التوالي سنوات 1990 و2002 و2010. فما إن انتهى المدرب المحلي ،وليد الركراكي ،صانع الفرحة والفرجة للمغاربة من مواجهة منتخب كندا الملحمية، التي بوأه الفوز فيها مقاما فخريا، بالتأهل لدور الثمن متصدرا لمجموعة “الموت”، حتى أجزم أن القادم سيكون هو القبض على المجد المفقود لعقود، ولم تخطئ فراسته. فما فعله المنتخب المغربي بتأهله للدور الثاني، أنه أعاد عقارب الساعة 36 سنة إلى الوراء وكرر وبأجمل صورة إنجاز 1986 بمكسيكو، وما صنعه بتجاوز هذا الدور في المونديال الحالي، هو إنجاز متفرد لجيل زياش وحكيمي وأمرابط والنصيري الرائع. قطعا، التأهل إلى دور الربع احتاج لجهد خرافي ولالتزام جماعي ولحالة جد متقدمة من الإلهام، لكنه على شاكلة كل شيء في المستديرة ، لم يكن مستحيلا، ولم يكن العزم على هزم المنتخب الإسباني يأخذ أشكالا جنونية أو فيها شيئا من التطرف، بالنسبة لمدرب يقود جيلا يصر على كتابة فصول جديدة من التاريخ. فالمنتخب المغربي ، الذي قدمه المونديال الخليجي كمالك لأفضل المنظومات الدفاعية، تمكن بجرعات عالية من الصبر والإرادة ، أن يجاري الوضع التكتيكي وعمل على جعل الإستحواذ الذي بدأ به الإسبان اللقاء سلبا لا موجبا، وحوله إلى مجرد زوبعة في فنجان. وحتى إذا كانت المقارنة بين مباراة الأسود والماتادور في مونديال روسيا 2018 ومواجهة اليوم ، لا تجوز بشكل كامل لوجود فارق في السياقات والتركيبة وحتى الأهداف، إلا أن ما فعله أسود الأطلس قبل أربع سنوات، بالتقدم في كل مرة على المنتخب الإسباني، قبل أن تنتهي المباراة التي كان فيها الإسبان الأكثر استحواذا، بالتعادل الإيجابي هدفين لكل منتخب، كان محفزا لزملاء حكيم زياش لكي يعلنوا اندحار الماتادور بالمدينة التعليمية. والتقى المنتخبان مرة واحدة في كأس العالم، وكانت في الدورة الأخيرة، عندما كان منتخب المغرب على مرمى حجر من تحقيق الفوز بعدما تقدم 2-1 حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، حيث أدرك الإسبان التعادل عبر ياغو أسباس. حينها كان المنتخب المغربي خارج المنافسة بانهزامه في لقاءيه الأوليين أمام منتخبي إيران والبرتغال بنتيجة واحدة 0-1. كما التقيا عام 1961 في الملحق الإفريقي الأوروبي المؤهل إلى دورة الشيلي في السنة الموالية، وفازت إسبانيا 1-0 ذهابا و3-2 ايابا. وكان المنتخب المغربي يعول في لقاء اليوم على خبرة لاعبيه ومعرفتهم الجيدة بالكرة الإسبانية خصوصا حارس مرمى إشبيلية ياسين ويوسف النصيري، إلى جانب عبد الصمد الزلزولي، وأشرف حكيمي الذي بدأ مسيرته الكروية مع ريال مدريد، وجواد الياميق (بلد الوليد).

الدار: و م ع

زر الذهاب إلى الأعلى