بصمات فضالية.. الحلقة الـ24 مع اللاعب الدولي إدريس حدادي
الدار/ بوشعيب حمراوي
بصم اللاعب الدولي الفضالي السابق إدريس حدادي على مرحلة تألق وتميز كلاعب وسط ميدان داخل ناديه شاب المحمدية، والمنتخب الوطني. امتلك كل التقنيات والمهارات اللازمة، للربط الإيجابي بين خطي الدفاع والهجوم. كما امتلك كل مقومات اللعب النظيف، وسمو الأخلاق الرياضية. واستحق مقعده الرسمي داخل تشكيلة المنتخب المغربي، الحاصلة على الكأس الإفريقية الوحيدة. ولو أن لعنة الإصابات، لازمته، لفترات، فأبدعته من المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا لسنة 1970، كما حرمته من المضي قدما في مساره الرياضي. حيث تنبأ له الكثيرون، بنجومية أكثر من تلك التي عاشها.
سيرة ومسيرة اللاعب الدولي إدريس حدادي
ولد اللاعب الدولي إدريس حدادي سنة 1948 داخل كنف أسرة فضالية منفتحة على كل ما هو ثقافي رياضي. وهو ما خول له فرصة عشق كرة القدم منذ صغره. والإدمان على ممارستها مع أقرانها، حيثما سنحت الفرص. قبل أن يعرج إلى نادي شباب المحمدية، ليمارس داخل فئاته الصغرى. ويرتقي بعطاءه المميز إلى كسب مقعد له داخل فريق الكبار خلال موسم 1967/1966. وهو المقعد الذي ضل يشغله عن جدارة واستحقاق حتى موعد اعتزاله سنة 1980. وهو الاعتزال الذي لن ينساه حدادي ولا ناديه الشباب، باعتبار أنه بطعم (استراحة محارب). إذ أنه اعتزل مباشرة بعد التتويج بلقب البطولة الوطنية بالقيادة التقنية والفنية للراحل المايسترو الحاج عبد القادر الخميري والقيادة الإدارية للحاج محمد متوكل.. وكأنه خاطب جمهور الشباب المهووس به قائلا: ها أنا قد أديت مهمتي، وأنسحب في أوج عطائي وفيضي..
فالتتويج لم يكن سهلا، لأن خلفه الشباب كان ناد قوي وشرس اسمه (الوداد البيضاوي)، ينتظر تعثر الشباب لتجاوزه. إلا أن الحسم عاد في الأخير للنادي الفضالي.
مع المنتخب الوطني الحائز على الكأس الإفريقية الوحيدة
برز نجم إدريس حدادي وطنيا ودوليا، بعد أن نودي عليه سنة 1969، لمجاورة لاعبين المنتخب الوطني. إلا أن الحظ لم يكن بجانبه. بعد أن أصيب بوعكة في كاحله، منعته من الممارسة. وأقصي من تشكيلة منتخب 1970، ومن المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا لنفس السنة. لكنه ضل ضمن التشكيلة الوطنية. بعد أن استعاد صحته، ليعود إلى المشاركة ضمن المجموعة الوطنية. حيث قدم مستوى جد متميز في نهائيات كأس افريقيا 1976، والذي عادت للمنتخب الوطني.
تقاعد بطعم الاستماع الأسري ..
ترعرع إدريس حدادي داخل أسرة محافظة عاشقة للرياضة والثقافة. من أب منفتح لم يمنعه عمله داخل غولف المحمدية من أجل توفير حياة أفضل لأسرته. إلى تتبع مسار إدريس حدادي وشقيقه عبد اللطيف، اللذان استهوتهما كرة القدم. فعبد اللطيف أستاذ التربية البدنية المتقاعد، بصم بقوة داخل الفريق الأول لشباب المحمدية. كمدافع أوسط يصعب تجاوزه. كما يصعب صد قذفاته الصاروخية أو التكهن بتمريراته المدروسة. عمل إدريس حدادي في المكتب الوطني للتسويق والتصدير. كما هاجر إلى هولندا بعد اعتزاله سنة 1980. حيث يعيش وسط الأبناء والأحفاد بين المحمدية والديار الهولندية.
حدادي مع المجموعة الـ20 حاملة الكأس الإفريقية الوحيدة، لم يتم إنصافها. وقد رحل اثنان منها إلى دار البقاء، ويتعلق الأمر بالحارس الدولي الهزاز والمايسترو عبد المجيد الظلمي. مجموعة تستحق التكريم والإشادة ونقش أسماءها على واجهة الجامعة الملكية لكرة القدم..
بصمة الفضاليين في التتويج بالكأس الإفريقية الوحيدة
تبقى بصمة الفضاليين الأربعة (أحمد فرس، حسن اعسيلة، إبراهيم كلاوة، ادريس حدادي) بارزة في تاريخ كرة القدم المغربية. باعتبارهم الرباعي الفضالي الذي كان بين تشكيلة المنتخب المغربي الرسمية، الفائزة بالكأس الإفريقية الوحيدة سنة 1976 بدولة إثيوبيا. وكانت النسخة العاشرة لهذه الكأس القارية. علما أن دولة إثيوبيا سبق وأن نظمت كأس افريقيا مرتين من قبل، سنتي 1962 و1968. وحصل الأسطورة أحمد فراس على جائزة أفضل لاعب في البطولة بعد أن أحرز 3 أهداف، وقاد المنتخب الوطني لانتزاع اللقب القاري.
نهائيات كأس 1976، شارك فيها ثمان منتخبات، جزأت إلى مجموعتين، ضمت المجموعة الأولى منتخبات مصر وغينيا وإثيوبيا (البلد المضيف) وأوغندا، بينما ضمت المجموعة الثانية منتخبات المغرب ونيجيريا والسودان وزائير (حامل اللقب). وعرفت الإقصائيات نظامًا مختلفًا في حسم الفائز باللقب. تم إجراء مباريات الدور الثاني على شكل دوري.
تأهل منتخبا غينيا ومصر إلى الدور التالي في البطولة بعد أن احتلا المركزين الأول والثاني على الترتيب في المجموعة. وتصدر المنتخب المغربي المجموعة الثانية، متبوعا بالمنتخب النيجيري. وأقصي منتخب زائير (حامل لقب آخر نسخة)، بعد تذيله ترتيب المجموعة برصيد نقطة واحدة.
أقيم دوري بين المنتخبات المؤهلة (مصر وغينيا والمغرب ونيجيريا).وتمكن منتخب المغرب من تصدر الترتيب برصيد خمس نقاط، بفوزه على منتخب مصر في المباراة الأولى بنتيجة 2- 1، ثم فاز على نيجيريا في المباراة الثانية بنفس النتيجة، وتعادل في المباراة الثالثة مع منتخب غينيا بنتيجة 1- 1. متبوعا بمنتخب غينيا الذي حصل على أربع نقاط. تلاه المنتخب النيجيري بثلاث نقاط. وخرج المنتخب المصري خاوي الوفاض بصفر نقطة.
وضمت لائحة تشكيلة المنتخب المغربي لسنة 1976، والتي كانت تحت إشراف المدرب الروماني فيرجيل ماردريسكو. كل من:
محمد الهزاز (المغرب الفاسي)، عبد اللطيف لعلو ( جمعية سلا)، عبد الله الأندلسي ( الرجاء البيضاوي)،مصطفى الفتيوي والشريف وأحمد مجروح بابا (الدفاع الحسني جديدي)،المهدي بلمحجوب (الاتحاد البيضاوي)، أحمد فرس، أبراهيم كلاوة، حسن امشراطعسيلة، إدريس الحدادي (شباب المحمدية)، لعربي احرضان وأحمد ابوعلي ومجاهيد ( الوداد الببضاوي)، عبد العالي الزهراوي ورضوان كزار وعبد الله التازي (المغرب الفاسي)، عبد الله سماط (الاتحاد القاسيمي)، عبد المجيد الظلمي (الرجاء البيضاوي)، كمال السميري (مولودية وجدة)، فتاح (الفتح الرباطي).
شهدت البطولة تسجيل 54 هدفًا خلال 18 مباراة. وتصدر قائمة الهدافين اللاعب مامادو كيتا مهاجم منتخب غينيا برصيد 4 أهداف، وحل الأسطورة أحمد فرس والسوداني علي جاجارين والنيجيري بابا أتو محمد في المركز الثاني برصيد 3 أهداف لكل منهم. كما شهدت البطولة تسجيل ثنائئ منتخب مصر، طه بصري ومصطفى عبده، هدفين لكل منهما، بينما سجل حسن شحاتة ومحمود الخطيب ومحمد السياجي وأحمد أبو رحاب وأسامة خليل هدفًا لكل منهم.
كما عرفت النسخة العاشرة لأول مرة تشكيل منتخب إفريقيا النموذجي،ضم أفضل اللاعبين في مختلف المراكز والمنتخبات. وشملت ثلاثة لاعبين من المغرب (الحارس الراحل أحمد الهزاز، شريف فيتوي، أحمد فرس). وجاءت التشكيلة كالتالي: في حراسة المرمى: محمد الهزاز (المغرب). في الدفاع: الشريف (المغرب) – مصطفى يونس (مصر)- شريف سليماني (غينيا)- جبريل ديارا (غينيا). في الوسط : فاروق جعفر (مصر)- تولدي (إثيوبيا)- هارونا لريكا (نيجيريا)- كانلي أويسو (نيجيريا). في الهجوم: بيتي سوريه (غينيا)- أحمد فراس (المغرب).