“إيكواس” تستبعد الخيار العسكري في النيجر و تبقي الوساطة حلا لإعادة الرئيس بازوم إلى السلطة
كما كانت تشتهي أنفس الانقلابيين في العاصمة نيامي، تلاشت خيارات التدخل العسكري لدول مجموعة إيكواس؛ بسبب انقسام حاد حول الخيار الأنسب لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة.
و أمام صعوبة القيام بتدخل عسكري؛ و إمكانية تأجيله لستة أشهر، يمني برلمان إيكواس، النفس بوساطة دبلوماسية تقي الجميع شر أي تدخل عسكري قد يزيد الأوضاع احتقانا، و يفتح المنطقة على المجهول.
بالعاصمة نيامي؛ التي تعيش هدوءا حذرا، حل وفد عن برلمان إيكواس، لمقابلة قادة الانقلاب، وبحث سبل إنهاء الأزمة دون اراقةالدماء، وسط خلافات تسببت بتعذر انعقاد اجتماع للاتحاد الإفريقي وترقب لاجتماع قادة جيوش إيكواس هذا الأسبوع.
صعوبة التدخل العسكري في النيجر؛ على الأقل في الوقت الحالي، برره مسؤول دفاعي أميركي، وآخر قيادي عسكري بإحدى دول إيكواس، في حديث لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، بضرورة التحضير 6 أشهر.
كما أن قوة الاحتياط التابعة لإيكواس عبارة عن “قشرة فارغة” تحتاج إلى التعبئة بالجنود والعتاد، إلى جانب التهديدات المضادة من مالي وبوركينا فاسو وغينيا وجيش النيجر، التي قد تردع إيكواس عن اتخاذ إجراءات عسكرية.
و للحيلولة دون أي سيناريو محتمل، عزز المجلس العسكري في النيجر؛ الإجراءات الأمنية المفروضة على الرئيس المحتجز محمد بازوم.
و يبدو أن الخيار العسكري، الذي لوحت به مجموعة إيكواس منذ ال 30 من يوليو الماضي، بات خيارا مستبعدا؛ بسبب انقسام برلمان المجموعة وتأجيل اجتماع رؤساء أركان جيوش إيكواس لـ”أسباب فنية”، بالإضافة إلى إعلان عدد من علماء الدين الإسلامي الكبار من نيجيريا، إجراء محادثات مع زعماء الانقلاب العسكري في النيجر. وأن القادة العسكريين “أبدوا انفتاحهم على حل الأزمة عبر الطرق الدبلوماسية وليس بالصراع”.
أما واشنطن التي تراقب الوضع، فدعت إلى الحل السياسي، و أبدت استعدادها لتبني المقاربات الدبلوماسية؛ فيما يغيب الإجماع الإقليمي على الخيار العسكري، بسبب معارضة دولتي بوركنيا فاسو ومالي لقرارات إيكواس مع رفض الجزائر وتشاد لذلك.
و أمام الصعوبات التي يواجهها الخيار العسكري، ضد أحد أفقر بلدان العالم، يحظى الانقلاب في النيجر بدعم شعبي في ظل تسويق المجلس العسكري دعاية إنهاء الاستعمار الفرنسي بالبلاد.