نبه ثلة من السياسيين والمثقفين و الإعلاميين و الحقوقيين و النقابيين من المغرب والجزائر، إلى خطورة التصعيد العدائي في العلاقات المغربية الجزائرية التي ينهجها النظام العسكري .
جاء ذلك من خلال نداء الرباط الذي صدر عقب لقاء نظمه حزب جبهة القوى الديمقراطية في موضوع: العلاقات المغربية الجزائرية: “علاقات مستقرة نتطلع لأن تكون أفضل “، يوم الجمعة 18 غشت 2023 .
وجاء هذا النداء ، بعد استحضار المساهمين التوصيف الدقيق لحالة العلاقات المغربية الجزائرية الذي قدمه جلالة الملك في خطاب العرش الأخير، و لمضامين الخطب الملكية التي أكدت على الدوام تصور الحكمة الدبلوماسية في إرساء علاقات طبيعية بين البلدين، مبنية على سياسة اليد الممدودة والتضامن وحسن الجوار، وعلى نهج الحوار للخروج من وضع الأزمة، و تقوية القدرات المشتركة لمواجهة مختلف تحديات الحاضر والمستقبل.
واكد المتدخلون بعد استماعهم لمختلف الشهادات الحية حول قصص المعاناة الإنسانية الناجمة عن وضع العلاقات المغربية الجزائرية، على مختلف الروابط الإنسانية و التاريخية و الجغرافية وتحديات المصير المشترك في مجالات الأمن والتنمية، التي تجمع بين البلدين الشقيقين، بما تفرضه عليهما من ضرورة العمل على تجاوز حالات الاختلاف والخلاف، و تحويلها إلى حافز للتعاون و التكامل و الوفاق بدلا عن النزاع و الشقاق.
من جهة أخرى تضمن النداء الرفض البات من طرف المشاركين للمنحدر غير المسبوق الذي بلغته العلاقات بين البلدين الشقيقين بفعل تعنت النظام الجزائري المسؤول الأوحد على قطع العلاقات الديبلوماسية وإغلاق الحدود البرية والجوية، وعلى تنامي الأعمال العدائية والاستفزازية في كل المجالات، بما فيها تلك التي تشكل قنوات للتقارب بين الشعوب، من قبيل التظاهرات الرياضية والفنية والتعاون في مجالات البحث العلمي.
كما تم التسجيل خلاصات بناء على هذا اللقاء ومختلف اللقاءات والندوات السابقة التي نظمها حزب جبهة القوى الديمقراطية معبرين عن رفضهم للتصعيد العدائي المتنامي في العلاقات المغربية الجزائرية، ولاختلاق واستغلال الأحداث والقضايا للتعبير عن مواقف عدائية مغامرة بأمن واستقرار المنطقة، خصوصا منذ أن اقترح جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة خطاب ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة سنة 2018، إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، لدراسة جميع القضايا المطروحة، بكل صراحة وموضوعية، ودون استثناءات أو شروط مسبقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية.
كما تم التنبيه كذلك في ذات السياق إلى خطورة التصعيد العدائي في العلاقات المغربية الجزائرية، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الإنسانية، التي يعاني فيها العالم من المخلفات الثقيلة والخطيرة للجائحة الوبائية وللغزو الروسي لأوكرانيا، بما يشكله من تهديد خطير لأمن واستقرار المنطقة، التي يتنامى فيها الإرهاب وتتفاقم فيها الهجرة والجريمة المنظمة، ودعوتهم للوقف الفوري لحملات العداء المسعورة، التي تهدف إلى تغذية التوتر بالمنطقة، وتأجيل إنهاء حالة الانقسام بالفضاء المغاربي.
و دعى إعلان الرباط، إلى المزيد من التعبئة واليقظة الشعبية في البلدين لحل المعضلة الإنسانية الناجمة عن أزمة العلاقات الثنائية بين البلدين، والوقوف في وجه هذا المد العدواني، وفي وجه كل الأطراف التي تكرس الخلافات القائمة بين البلدين وتنفخ فيها، بهدف تكديس السلطة والثروة، ودعوتهم لتكثيف الفعل المجتمعي المدني، في أفق استراتيجي غير خاضع للظرفيات، من أجل تجسير العلاقات الجزائرية والمغربية، عبر آليات الأحزاب والنقابات وفعاليات المجتمع المدني وكافة النخب المؤثرة، من أجل فتح قنوات الحوار والعمل بهدف بناء علاقات الأخوة والتضامن والتعاون وحسن الجوار، الكفيلة وحدها بخدمة مصالح الشعبين الشقيقين ومصالح المنطقة.