أخبار دوليةسلايدر

خليفة «بريغوجين».. من هو الجنرال «الأشيب» أندريه تروشيف؟

جذب الجنرال الروسي أندريه تروشيف، الشهير بـ «ذو الشعر الرمادي» أو «الأشيب» الأنظار إليه، بعدما دخل ضمن عرض الرئيس فلاديمير بوتين إلى مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، على أن يتولى قيادتها بديلاً لزعيمها يفغيني بريغوجين الذي لقي حتفه، الأربعاء، في حادث تحطم طائرته برفقة تسعة من رجاله، بينهم ساعده الأيمن ديمتري أوتكين.
ظهر اسم الجنرال تروشيف لقيادة فاغنر كبديل عن بريغوجين، بعد أن قاد الأخير في يونيو/ حزيران الماضي تمرداً قصيراً ضد الكرملين، بسبب اعتراضه على سياسة القيادات العسكرية التي يحملها نتيجة ما يصفه بـ«التراجع» في الحرب في أوكرانيا في ذلك الوقت.
انقسام فاغنر

وأوجد بوتين آنذاك نوعاً من الانقسام بين المقاتلين الكبار في فاغنر، وزعيم المجموعة يفغيني بريغوجين، على الأقل في ما يخص الرواية التي طرحها في تصريحات للصحيفة الروسية «كوميرسانت» التي نشرت تقريراً حول اجتماع عقده بوتين بعد خمسة أيام من فشل تمرّد فاغنر أواخر يونيو الماضي بحضور بريغوجين وعدد من قادة المجموعة.
وأوضحت في تقريرها أن بوتين سرد تفاصيل مرتبطة باجتماع جرى يوم 29 يونيو؛ أي بعد خمسة أيام من انتهاء التمرد، مع 35 من قادة فاغنر، اقترح عليهم خلاله عدة خيارات لمواصلة القتال، منها تولي قائد كبير زمام الأمور في المجموعة، وهو الرجل الذي يُرمز له باسم «سيدوي»، وهو ما يعني بالروسية «ذو الشعر الرمادي» أو «الأشيب».
فمن هو «الأشيب»؟
هو جنرال روسي متقاعد وعضو مؤسس ومدير تنفيذي لمجموعة فاغنر، وفقاً لوثائق العقوبات التي نشرها الاتحاد الأوروبي وفرنسا.
وتُعرّف وثائق عقوبات الاتحاد الأوروبي الصادرة في ديسمبر من عام 2021 منصب تروشيف بأنه رئيس أركان عمليات فاغنر في سوريا.
ووصفه الاتحاد الأوروبي بأنه المدير التنفيذي لمجموعة فاغنر في وثيقته لعام 2021 التي تقول أيضاً إنه كان أحد الأعضاء المؤسسين للمجموعة.
وكان «ذو الشعر الرمادي» موظفاً سابقاً في فرقة الاستجابة السريعة الخاصة بوزارة الداخلية الروسية في المنطقة الفيدرالية الشمالية الغربية، وفقاً لموقع الأخبار الروسي «فونتانكا»، وهو ضابط متقاعد شارك في حربي الشيشان وأفغانستان.
وخدم تروشيف في أفغانستان خلال حرب الاتحاد السوفييتي التي استمرت عشر سنوات، وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، كما خدم في شمال القوقاز مع الجيش الروسي، ثم في وحدة SOBR التابعة لوزارة الداخلية الروسية، بحسب وسائل إعلام.
بطل روسيا
ونظراً لخدمته في أفغانستان، حصل تروشيف على وسام النجمة الحمراء مرتين، وحاز أعلى وسام روسي، وعرف بـ«بطل روسيا».
وكان تروشيف من بين المدعوين إلى حفل استقبال في الكرملين في ديسمبر من عام 2016، حسبما ظهر في صورة يُعتقد أنها من حفل الاستقبال في عام 2016، نُشرت في وسائل الإعلام الروسية في عام 2017 وتُظهر بوتين جنباً إلى جنب مع تروشيف وأوتكين، وهما يرتديان عدة ميداليات.
ووُلد تروشيف في إبريل من عام 1953 في لينينغراد، في الاتحاد السوفييتي سابقاً، وفقاً لوثائق عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وكانت أوكرانيا قد فرضت عقوبات على تروشيف أيضاً في فبراير عام 2023. حيث يُعَدُّ تروشيف من أبرز مؤسسي مجموعة فاغنر، ويُعتقد أنه لعب دوراً بارزاً في معارك المجموعة للاستيلاء على مدينة «باخموت» شرق أوكرانيا، وكان يرد اسمه ضمن أبرز الموقعين على النداءات الجماهيرية التي توجهها هياكل فاغنر لعموم الشعب الروسي «قبل تمرد بريغوجين» لحث الجميع على الانضمام إلى المجموعة والقتال دفاعاً عن موسكو ومصالحها.
ضابط شريف
جعلت هذه المسيرة الحافلة أنظار الكرملين تتجه نحو تروشيف بديلاً عن بريغوجين الذي انتحر سياسياً وعسكرياً، قبل مصرعه في حادث الطائرة، فتروشيف حاصل على أعلى الأوسمة الحكومية في روسيا، وله سمعة ضابط شريف، والأهم -بالنسبة للكرملين- أنه لا يملك في سجله شكاوى كرجل عسكري، وهو يعرف كيف ينفذ الأوامر دون اعتراض.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى