فن وثقافة

الدار البيضاء..انطلاق فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الثقافي للجهة

انطلقت، مساء أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الثقافي لجهة الدار البيضاء- سطات، التي تنظمها جمعية قدماء تلاميذ الدار البيضاء في موضوع "التأثير الراسخ للمغاربة اليهود في إشعاع الحضارة المغربية: تاريخ وامتداد".

ويروم الهرجان في دورته الثالثة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي ستتواصل فعالياتها إلى غاية 20 يونيو الجاري، إلى أن يكون فضاء للقاء والتبادل بين ممثلي مختلف مكونات الهوية الثقافية للمغاربة، الذين تقاسموا مكان العيش نفسه والتقاليد والعادات ذاتها.

كما يطمح إلى أن يكون تعبيرا عن التعايش والحوار بين الثقافات والأديان داخل المملكة، وحدثا فرجويا وثقافيا، يجد فيه الجميع تجسيدا لتعبيراته الثقافية والهوياتية.

وفي كلمة له بالمناسبة، اعتبر رئيس الجمعية المنظمة السيد التهامي بناصر ، أن تنظيم هذا المهرجان يأتي في سياق المبادرات التي تقوم بها الجمعية من أجل ترسيخ أسس الهوية الوطنية، وربط المغاربة بتاريخهم الأصيل، وبجذورهم الثقافية والروحية والدينية.

وقال، خلال حفل الافتتاح الذي حضرته عدة شخصيات دينية وثقافية وإعلامية وممثلين عن مؤسسسات عمومية ومدنية، إن تيمة نسخة هذه السنة ستمكن المشاركين من القيام بسفر يستعيدون عبره 2500 سنة من تاريخ التعايش بين مختلف مكونات المجتمع المغربي، والإشعاع الثقافي للمملكة بمساهمة مؤثرة من المغاربة اليهود.

وأضاف أن أماكن العبادة والمقابر والملاحات، كلها معالم تبرز أهمية تأثير المكون العبري وقوة حضوره عبر تاريخ المغرب، مشددا على أهمية مساهمة اليهود المغاربة وبصماتهم البارزة في تشكيل وتطور الحضارة المغربية.

وأشار إلى أن المغرب نجح في الحفاظ على هويته الوطنية عبر إرساء قيم الانفتاح والتسامح والتعايش بين مختلف مكونات هذه الهوية، ما يجعل منه نموذجا للعيش المشترك والتآخي بين كل الديانات السماوية، وهي القيم التي تشكل أساس تعددية المجتمع وتنوع روافده الحضارية.

ومن جانبه، أبرز أمين عام مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب السيد سيرج بيرديغو ، مظاهر العناية بالموروث الثقافي والتراث اللامادي لليهود بالمغرب، مستعرضا أهم المبادرات التي سعت إلى ترميم وإعادة تأهيل مجموعة مهمة من المعالم ودور العبادة والمقابر، علاوة على مشاريع بناء متاحف لحفظ الإرث الحضاري لليهود، وضمان تناقله بين الأجيال كمكون رئيسي للهوية الحضارية للمغاربة ككل.

وأكد، في هذا الإطار، أنه مع توالي السنوات أصبحت قضية حماية الموروث اليهودي المغربي قضية جميع المغاربة، فالكل، برأيه، معني بالمحافظة على هذا التراث المشترك، ويتحمل مسؤولية رعايته والحرص على استمراريته كمكسب حضاري، مشددا على أهمية العمل على منح نفس جديد للتراث اليهودي المغربي وإحيائه، باعتباره أحد عناصر الإشعاع الحضاري للمملكة.

واعتبر السيد بيرديغو أن ربح التحدي ممكن بفضل التعاون الواسع والواثق والمثمر الذي تؤطر العلاقة بين مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي ووزارة الثقافة والاتصال والمؤسسة الوطنية للمتاحف، وكذا انخراط المجتمع المدني داخل المغرب في مسار الدفاع عن التراث المادي واللامادي الوطني وجعله من أولوياته.

ويتضمن برنامج المهرجان، المنظم بشراكة مع مجلس مدينة الدار البيضاء ومجلس الجهة والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية، عقد ندوة محورية تناقش إسهامات اليهود في الإنتاج المعرفي والعلمي بمختلف حقوله، إضافة إلى تنظيم زيارات لمجموعة من المواقع الدينية على مستوى الجهة، وإقامة معارض وتقديم عروض موسيقية، ضمن باقة متنوعة تتوخى منح دينامية جديدة للفعل الثقافي على مستوى جهة الدار البيضاء-سطات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى