72 مليون دينار كويتي للمساهمة في تمويل “تعلية سد محمد الخامس” و”الطريق السريع المداري” للعيون
الدار/ الرباط
جرى اليوم الأربعاء (19 يونيو 2019) بمقر وزارة الإقتصاد والمالية بالرباط، التوقيع على اتفاقيتي قرض بمبلغ إجمالي يصل إلى 72 مليون دينار كويتي (ما يعادل 2.27 مليار درهم مغربي) بين المملكة المغربية والصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي للمساهمة في تمويل كل من مشروع "تعلية سد محمد الخامس" بالجهة الشرقية للمملكة، ومشروع "إنشاء الطريق السريع المداري لمدينة العيون".
وقد تم التوقيع على الإتفاقيتن عن الجانب المغربي محمد بنشعبون، وزير الإقتصاد والمالية، ومن جانب الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي عبد اللطيف يوسف الحمد، المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق.
وسيساهم مشروع "تعلية سد محمد الخامس" في تحسين تنظيم مياه وادي ملوية، وتعويض انخفاض السعة التخزينية للسد نتيجة لتراكم التسربات في بحيرته؛ مما سيمكن من تأمين المياه الصالحة للشرب وتكثيف النشاط الزراعي في المنطقة.
أما مشروع "الطريق السريع المداري لمدينة العيون"، فإنه يعد جزءا من المحور الطرقي الواصل بين مدن تزنيت والعيون والداخلة، والذي يتم إنجازه حاليا في إطار تنزيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة. ويُعَد هذا المحور الطرقي أهم شريان يصل شمال المغرب بجنوبه، كما أنه يشكل صلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي الواسع.
وقال محمد بنشعبون، وزير الإقتصاد والمالية، بمناسبة التوقيع على اتفاقيتي القرض، "اسمحوا لي، معالي الأخ عبد اللطيف يوسف الحمد، أن أنقل لكم بهذه المناسبة شكر وتقدير حكومة المملكة المغربية على دعمكم المتواصل لمشاريعنا الإنمائية؛ مما يعكس جليا رسوخ العلاقات العميقة الطيبة بين المملكة المغربية والصندوق العربي".
وأضاف بنشعبون أن "الشراكة مع الصندوق تتجاوز أربعة عقود من الزمن، إذ تعود أول عملية تمويلية من الصندوق العربي لفائدة المغرب إلى عام 1975. فقد تم توقيع 72 عقد قرض خلال هذه الفترة بقيمة إجمالية بحوالي 4,4 مليار دولار، علاوة على تقديم 27 معونة لفائدة المملكة بقيمة إجمالية تناهز 19,4 مليون دولار".
وزاد الوزير قائلا: "أؤكد أن المشروعين موضوع اتفاقيتي القرض يدخلان ضمن أولويات الحكومة المغربية، باعتبارهما يقعان في صلب السياسة التنموية لبلادنا في شقيها المتعلقين بالتدبير المُعَقْلَن للموارد المالية من جهة، وتطوير وتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة من جهة ثانية".
وأوضح الوزير أنه "بالنسبة لمشروع (تعلية سد محمد الخامس)، فإنه يستهدف توفير كميات إضافية من المياه واستخدامها في تكثيف الإنتاج الزراعي في الأراضي المجهزة للري من السد القائم، وتحسين تنظيم المياه بمنطقة وادي ملوية".
كما يروم المشروع تلبية الطلب على مياه الشرب في المنطقة، وتعويض انخفاض السعة التخزينية للسد نتيجة لتراكم التسربات في بحيرته، وحماية الأراضي الواقعة أسفل السد من مخاطر الفيضانات.
وبخصوص مشروع "الطريق السريع المداري لمدينة العيون"، أكد وزير الإقتصاد والمالية أنه "يندرج في إطار البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة؛ الذي تم إطلاقه تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية كَلَبِنَة من لَبِنات تنمية هذه الربوع، والتي تسعى إلى جعل منطقة الصحراء المغربية مركزا للتبادل، ومحورا للتواصل مع الدول الإفريقية جنوب الصحراء".
يشار إلى أن مشروع "الطريق السريع المداري لمدينة العيون" يُشكل أبرز وأهم حلقات تطوير المحور الطرقي الرابط بين مدن تيزنيت والعيون والداخلة، والذي يُعد أهم محور يربط جنوب المغرب بشماله، ويُشَكل همزة وصل حقيقية بين المغرب وعمقه الإستراتيجي على امتداد خارطة القارة السمراء.
وسَيُسْهِم المشروع كذلك في تحسين خدمات النقل البري على شبكة الطرق الرئيسية في مدينة العيون والمناطق المحيطة بها، وكذا التقليل من حوادث السير، حيث يشمل هذا المشروع إنشاء طريق مداري غرب المدينة للسماح للحركة العابرة بالائتلاف حول المدينة دون الدخول إليها، علاوة على أشغال إنشاء جسر كبير على وادي الساقية الحمراء.