استعدادا للموسم الفلاحي…اجراءات ملموسة تخفف العبء على الفلاحين والفاعلين في القطاع
الدار/ خاص
تباشير خير، حملتها التساقطات المطرية التي عرفتها عدد من مناطق وأقاليم المملكة خلال اليومين الأخيرين، أدخلتها معها السرور في نفوس الفلاحين، والفاعلين في القطاع الفلاحي، خاصة في خضم التحديات المتعلقة على وجه الخصوص، بندرة المياه وارتفاع تكلفة المدخلات الفلاحية.
وبتعليمات ملكية سامية، يولي المغرب أهمية قصوى لمكافحة الجفاف، والتصدي بشكل استباقي لأي سيناريوهات محتملة قد يكون لها آثر سلبي على القطاع الفلاحي خلال الموسم المقبل، اذ اتخذت وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، في إطار الجهود المبذولة لتنزيل استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، سلسلة من التدابير، خاصة فيما يتعلق بتوفير عوامل الإنتاج (البذور والأسمدة) وتنمية سلاسل الإنتاج وإدارة مياه الري والتأمين الفلاحي والتمويل ومواكبة الفلاحين من أجل إنجاح الموسم الفلاحي.
تعبئة حوالي 1.1 مليون قنطار من البذور
وتقوم وزارة الفلاحة بتعبئة حوالي 1.1 مليون قنطار من البذور المختارة للحبوب بأسعار تحفيزية، من خلال تسويق بذور الحبوب بأسعار بيع مدعمة تصل إلى 210 درهم / قنطار للقمح اللين والشعير و290 درهم /قنطار للقمح الصلب، حيث يصل السعر المدعم لبيع بذور الحبوب (فئة (R2 الى 400 درهم / قنطار للقمح والشعير و620 درهم / قنطار للقمح الصلب، كما يتم منح إعانة لاقتناء بذور وشتلات الطماطم المستديرة والبصل وبذور البطاطس تصل إلى 50٪ من أجل تقليص تكلفة الإنتاج وضمان إنتاج هذه الخضروات لتزويد السوق الوطنية، الى جانب تعزيز سياسة القرب من خلال ترشيد شبكة التوزيع والمراقبة اليومية للمبيعات.
تزويد الأسواق الوطنية ب600 ألف طن من الأسمدة الفوسفاتية
تعتزم وزارة الفلاحة، تزويد السوق الوطنية ب 600 ألف طن من الأسمدة الفوسفاتية بنفس سعر الموسم السابق. بالنسبة للأسمدة الأزوتية التي يتم استيرادها بالكامل، تزويد السوق الوطنية بكميات كافية قدرها حوالي 500.000 طن بأثمنة مدعمة، 240 درهم/قنطار لأمونيترات النيتروجين 33٪، و330 درهم/قنطار لليوريا 46٪، و150 درهم/قنطار لكبريتات الأمونيوم 21٪ من خلال مراكز للبيع، بأسعار مدعمة وذلك للحفاظ على أسعارها عند مستويات بمتناول الفلاحين في جميع أنحاء المملكة، الى جانب الاستمرار في منح المساعدات للتحاليل المخبرية للتربة والمياه والنباتات.
تشجيع الاستثمار في القطاع الفلاحي
وتواصل وزارة الفلاحة، تشجيع الاستثمار في القطاع الفلاحي من خلال منح التحفيزات في إطار صندوق التنمية الفلاحية مع الحفاظ على المساعدات المعمول بها وإحداث إعانات جديدة منذ بداية تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر، و يندرج تعزيز وتنمية السلاسل الفلاحية (15 سلسلة نباتية و4 سلاسل حيوانية) في إطار عقود برنامج من الجيل الجديد تم توقيعها بين الحكومة والفدراليات البيمهنية لسلاسل الإنتاج في 4 ماي 2023. ويتم تنزيل هذه العقود البرامج عبر برامج عمل سنوية، كما ستتم مواصلة البرنامج الوطني للبذر المباشر للحبوب على مساحة 200.000 هكتار بهدف الوصول إلى 1 مليون هكتار في أفق 2030. وفي هذا الإطار، ستقوم الوزارة باقتناء وتوزيع 130 بذارة للبذر المباشر لصالح التعاونيات الفلاحية مع تعزيز تحسيس ومواكبة الفلاحين لتبني هذه التقنية. تمكن هذه التقنية من زرع الحبوب دون أي أعمال لتهيئة التربة. وتمكن هذه التقنية التي تعتمد على بذارات خاصة، من الحفاظ على خصوبة التربة وعلى رطوبتها، وتحسين مردودية الحبوب وتقليص انبعاثات الكربون، الى جانب إطلاق برنامج وطني للري التكميلي للحبوب بهدف المساهمة في تأمين واستقرار الحبوب. الهدف البلوغ في النهاية 1 مليون هكتار مع تخصيص 1.5 مليار م 3 من الموارد المائية للري التكميلي للحبوب.
مساعدة الفلاحين والمربين في مجال دعم السلاسل الحيوانية
وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية للتخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية الكبير المسجل خلال الموسم الفلاحي الحالي، يتمثل البرنامج الذي وضعته الحكومة لمساعدة الفلاحين والمربون، فيما يخص مكون دعم السلاسل الحيوانية، في توزيع الشعير المدعم والأعلاف المركبة لمربي الأبقار بسعر 2 درهم/كلغ و2,5 درهم/كلغ على التوالي في حدود18 مليون قنطار من الشعير و6 ملايين قنطار من مواد الأعلاف المركبة.
توقعات مرضية في مجال إنتاج السلاسل الفلاحية
وتشير توقعات إنتاج السلاسل الفلاحية التي هي في بداية موسم الحصاد، الى أنه من المتوقع أن يصل الإنتاج المتوقع من الحوامض إلى حوالي 1.69 مليون طن، بزيادة قدرها 5% مقارنة بالموسم السابق (1.6 مليون طن(، كما يقدر إنتاج الزيتون المتوقع بحوالي 1.07 مليون طن، على غرار الموسم السابق.
في هذا الاطار، يقدر إنتاج التمور ب 115 ألف طن، بزيادة قدرها 6.5٪ مقارنة بالموسم السابق (108 آلاف طن(، و من أجل حسن سير الموسم الفلاحي الحالي، تظل مصالح الوزارة معبأة للمتابعة المستمرة لتطور الموسم الفلاحي بالتنسيق مع جميع الفاعلين المعنيين وبدعم من الفلاحين خاصة من خلال عمليات القرب والاستشارة الفلاحية.