علوم وتكنولوجيا

كنز من المخلوقات النادرة في “المدينة المفقودة”

تسمى‭ ‬المدينة‭ ‬المفقودة‭ ‬أيضا‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬المدينة‭ ‬البيضاء‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬مستوطنة‭ ‬أسطورية‭ ‬مخبأة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬غابات‭ ‬موسكيتيا‭ ‬المطيرة‭ ‬المورقة‭ ‬في‭ ‬هندوراس،‭ ‬ويقال‭ ‬إنها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬حضارة‭ ‬غامضة‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬الوسطى‭ ‬قبل‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬الأوروبيين‭ ‬إليها‭. ‬ويعتبر‭ ‬نظامها‭ ‬البيئي‭ ‬الفريد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مميزاتها‭. ‬

التقييم‭ ‬السريع‭ ‬للنظام‭ ‬البيولوجي

قامت‭ ‬منظمة‭ ‬كونزيرفيشن‭ ‬إنترناشيونال‭ ‬غير‭ ‬الربحية‭ ‬ومقرها‭ ‬ولاية‭ ‬فرجينيا‭ ‬الأميركية،‭ ‬برحلات‭ ‬استكشافية‭ ‬لتلك‭ ‬المساحات‭ ‬المحمية‭ ‬في‭ ‬الهندوراس،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامجها‭ ‬الخاص‭ ‬بالتقييم‭ ‬السريع‭ ‬للحياة‭ ‬البيولوجية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متعددة‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭.‬

وسافر‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬باحثي‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المدينة‭ ‬المفقودة‭ ‬الأسطورية،‭ ‬وقد‭ ‬اكتشف‭ ‬الفريق‭ ‬آنذاك‭ ‬ثراء‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬البرية‭ ‬البكر‭ ‬هناك،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنواع‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يعتقد‭ ‬أنها‭ ‬انقرضت‭.‬

وقد‭ ‬أظهر‭ ‬المسح‭ ‬الميداني‭ ‬الذي‭ ‬نشره‭ ‬موقع‭ ‬كونزيرفيشن‭ ‬إنترناشيونال‭ ‬ملخص‭ ‬التقرير‭ ‬الكامل‭ ‬له،‭ ‬والمنشور‭ ‬في‭ ‬العدد‭ ‬72‭ ‬من‭ ‬‮«‬نشرة‭ ‬التقييم‭ ‬البيولوجي‮»‬‭.‬

وقدم‭ ‬التقرير‭ ‬تقييما‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭ ‬تقريبا،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬180‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬النباتات،‭ ‬وحوالي‭ ‬250‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الحشرات،‭ ‬و198‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الطيور،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬الأنواع‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬الأسماك‭ ‬والزواحف‭ ‬والثدييات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والكبيرة،‭ ‬ومزيد‭ ‬من‭ ‬أصناف‭ ‬جديدة‭ ‬للكائنات‭ ‬الحية‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬اكتشف‭ ‬الفريق‭ ‬نوعا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬الخنزير‭ ‬البري‭ ‬ذي‭ ‬الشفاه‭ ‬البيضاء‭ ‬ونوعا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬أسماك‭ ‬المولي،‭ ‬وهكذا‭ ‬ستشكل‭ ‬هذه‭ ‬الأصناف‭ ‬المكتشفة‭ ‬تحديات‭ ‬جديدة‭ ‬أمام‭ ‬الفرق‭ ‬البحثية‭ ‬لتصنيفها‭ ‬وتحليل‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬لها‭.‬

انقرضت‭ ‬وعادت‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬المفقودة

أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاكتشافات‭ ‬لأصناف‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الحيوانات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ساد‭ ‬اعتقاد‭ ‬بانقراضها،‭ ‬حيث‭ ‬اكتشف‭ ‬الفريق‭ ‬وجود‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الخفافيش‭ ‬ذات‭ ‬الوجه‭ ‬الشاحب،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬مشاهدة‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الهندوراس‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬75‭ ‬عاما‭.‬

وهناك‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬خنفساء‭ ‬النمر‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬وجودها‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬نيكاراغوا،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬انقراضها‭ ‬هناك،‭ ‬والآن‭ ‬تظهر‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬المفقودة‭. ‬وقد‭ ‬صنف‭ ‬العلماء‭ ‬المدينة‭ ‬البيضاء‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬القليلة‭ ‬المتبقية‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬الوسطى،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬العمليات‭ ‬البيئية‭ ‬والتطورية‭ ‬سليمة‭.

مخاوف‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬محتملة

ووفقا‭ ‬للفريق،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعزى‭ ‬هذا‭ ‬الانتشار‭ ‬المذهل‭ ‬للحيوانات‭ ‬والنباتات‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬إلى‭ ‬أمرين،‭ ‬أولهما‭ ‬الحالة‭ ‬البكر‭ ‬للنظم‭ ‬الإيكولوجية‭ ‬الأرضية‭ ‬والمياه‭ ‬العذبة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جاكوار‭ ‬نفسها،‭ ‬وثانيهما‭ ‬سلامة‭ ‬أراضي‭ ‬الغابات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬موسكيتيا‭ ‬الكبرى‭.‬

وقد‭ ‬نشر‭ ‬موقع‭ ‬كونزيرفيشن‭ ‬إنترناشيونال‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يونيو‭/‬حزيران‭ ‬الماضي‭ ‬تصريحا‭ ‬لرئيس‭ ‬الحملة‭ ‬الاستكشافية‭ ‬تروند‭ ‬لارسن،‭ ‬يؤكد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬الغابات‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬لأغراض‭ ‬الرعي‭ ‬الجائر‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬التهديد‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأماكن‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬محمية‭ ‬رسمية،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬للغاية‭ ‬فرض‭ ‬الحماية‭ ‬هناك،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬بها‭ ‬شبكات‭ ‬طرق،‭ ‬ولا‭ ‬خدمات‭ ‬لوجستية‭ ‬أو‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬للسماح‭ ‬للناس‭ ‬بالدخول‭ ‬إليها‭ ‬أو‭ ‬للحراس‭ ‬بالبقاء‭ ‬لحمايتها‭. ‬

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى