أخبار الدارسلايدر

التدخل المثير للجدل.. هل كان الركراكي سبب خروج المنتخب الأولمبي أمام إسبانيا؟

الدار/ تحليل

أثار تدخل وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي الأول، في مهام مدرب المنتخب الأولمبي المغربي طارق السكيتيوي جدلاً واسعاً بين الأوساط الرياضية المغربية، وخاصة بعد مباراة نصف نهائي أولمبياد باريس 2024 ضد إسبانيا.

لم يكن هذا التدخل حدثاً عابراً، بل جاء بين شوطي المباراة والمنتخب الاولمبي متقدم بهدف لصفر، مما أثار تساؤلات حول تأثير الركراكي على قرارات السكيتيوي. إذ يبدو أن الركراكي، المعروف بأسلوبه الحازم وأفكاره الفنية الواضحة، حاول توجيه الفريق بما يراه مناسباً. ومع ذلك، فإن هذا التدخل يُعتبر تعدياً على صلاحيات المدرب الرسمي للمنتخب الأولمبي.

تباينت الآراء حول هذا التدخل، حيث يرى البعض أن الركراكي كان يحاول تقديم المساعدة بناءً على خبرته الكبيرة وايضاً بصفته الجديدة مشرفا عاما على المنتخبات الوطنية، في حين يرى آخرون أن هذا التدخل لم يكن له أي مبرر ويعكس نقصاً في الثقة بقدرات السكيتيوي.

فهل كان الركراكي يسعى فعلاً لتقديم المشورة الفنية أم أنه حاول فرض رؤيته الفنية على الفريق؟

طارق السكيتيوي وجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه. فهو في موقع المدرب المسؤول الذي يتعرض لتوجيهات من شخصية رياضية نافذة، مما قد يؤثر على قراراته ويضعه في موقف ضعيف أمام لاعبيه والجمهور. السكيتيوي، الذي قاد المنتخب الأولمبي ببراعة خلال هذه البطولة، كان من المفترض أن يحظى بكامل الدعم والصلاحيات لتوجيه فريقه بالطريقة التي يراها مناسبة، دون تدخل خارج ادارته الفنية.

تفاعل الشارع الرياضي المغربي بشكل ملحوظ مع هذا الجدل، حيث أبدى العديد من المحللين والجماهير استياءهم من هذا التدخل الذي يرونه غير مناسب.

فهناك من يرى أن الركراكي، بحكم مسؤوليته، لا يحق له التدخل في مهام مدرب المنتخب الأولمبي، وأن هذا التصرف يمكن أن يخلق حالة من الفوضى والارتباك داخل الفريق.

في المقابل، هناك من يرى أن الركراكي كان له الحق في التدخل نظراً لحساسية المباراة وأهمية تحقيق نتيجة إيجابية ترفع من شأن الكرة المغربية على الساحة الدولية.

بغض النظر عن النوايا وراء تدخل الركراكي، فإن ما حدث يشير إلى ضرورة إعادة النظر في طريقة إدارة الفرق الوطنية وضرورة وضع حدود واضحة للصلاحيات، حتى يتمكن كل مدرب من العمل في جو من الثقة والدعم الكامل.

ولعل استمرار مثل هذه التدخلات قد يؤدي إلى تشتيت المنتخب وإضعاف معنويات اللاعبين، وهو ما لا يصب في مصلحة الرياضة المغربية على المدى الطويل.

زر الذهاب إلى الأعلى