المؤتمر الدولي الأول للصيدلة: دعم استثمارات الكفاءات المغربية بالخارج وتعزيز القطاع الدوائي في المغرب
الدار/ خاص
نظّم المجلس الوطني لإدماج الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج الملتقى الأول للصيدلة في العالم، وذلك بحضور شخصيات بارزة وخبراء مغاربة من بلجيكا وكندا، حيث تركزت النقاشات حول تعزيز استثمارات الكفاءات المغربية العالمية في القطاع الصيدلي المغربي وتوفير آليات الدعم اللازمة لتشجيعهم على إطلاق مشاريعهم في وطنهم.
وافتتحت رئيسة المجلس الوطني لإدماج الكفاءات المغربية بالخارج الملتقى بكلمة شددت فيها على أهمية دعم المغاربة في المهجر، وأشارت إلى أن هذا الحدث يأتي في ظل الاحتفال بمرور ستين عامًا على بداية جهود المغرب لتوفير الدعم المستمر للمغاربة المقيمين بالخارج، والذي أثمر عن بناء علاقة عميقة تتيح فهمًا أكبر لاحتياجات هذه الجاليات. وأوضحت الرئيسة أن ما يقارب 45% من المغاربة المقيمين بالخارج قد أعربوا عن رغبتهم في الاستثمار في المغرب، ما يعكس عمق الروابط والانتماء للوطن والرغبة في المساهمة بتنميته.
وأضافت أن هذه المبادرة لا تقتصر على تقديم دعم مالي فقط، بل تشمل أيضًا جوانب مهمة أخرى كالتوجيه وتوفير المعلومات اللازمة، معتبرة أن الاستثمار لا يعني فقط تحويل الأموال، بل أيضًا نقل المعرفة والخبرة إلى المغرب. وأشارت إلى أن البنك الشعبي المركزي يلعب دورًا حيويًا في هذه المبادرة، حيث سيكون متابعًا للمستثمرين المغاربة خطوة بخطوة، لتسهيل تنفيذ مشاريعهم في المغرب من خلال توفير الدعم اللازم والشراكات المناسبة، وذلك في إطار شراكة مع المجلس الوطني للكفاءات المغربية المقيمة بالخارج.
وفي خطوة عملية لتحقيق أهداف المؤتمر، أعلنت الرئيسة عن تخصيص غلاف مالي قدره مليار درهم لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة من قِبَل المغاربة المقيمين بالخارج، بهدف تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع وتعزيز الاقتصاد المغربي. ويُعد هذا البرنامج جزءًا من توجه أوسع يهدف إلى توفير بيئة استثمارية جذابة للمغاربة في المهجر، وذلك تماشيًا مع توجيهات جلالة الملك محمد السادس، الذي يسعى إلى تعزيز الروابط الاقتصادية بين المغاربة حول العالم ووطنهم الأم.
وأوضحت رئيسة المجلس أن المؤتمر يتيح فرصة فريدة للبحث في سبل تطوير قطاع الصيدلة بالمغرب، حيث تسهم الكفاءات المغربية بالخارج من خلال معارفها وخبراتها في تعزيز البنية التحتية للقطاع الصيدلي، الذي يُعد من المجالات الأساسية في إطار التوجه العام لتعميم التغطية الصحية على كافة المواطنين المغاربة.
وأشاد المؤتمر بالتطورات التي يشهدها القطاع الصحي المغربي، خاصة بعد إعلان المغرب عن مبادرات جديدة لدعم الصناعة الدوائية المحلية وجعلها أكثر استقطاباً للاستثمارات. وقد أشار العديد من الحضور إلى أن المغرب يملك مقومات تجعل منه وجهة استثمارية واعدة في المجال الصيدلي، لا سيما في ظل ما يتميز به من بيئة داعمة وقدرة تنافسية متنامية. وأكد المشاركون من بلجيكا وكندا أن المغرب يمكن أن يصبح مركزًا إقليميًا لتصنيع الأدوية في إفريقيا، مما يعزز قدرته على توفير الدواء محلياً وتخفيض تكلفته على المواطنين.
كما شهد الملتقى توقيع عدد من الاتفاقيات بين المؤسسات الصيدلانية المغربية وشركات صيدلانية عالمية لفتح آفاق جديدة في هذا القطاع، تشمل تبادل الخبرات، وتوفير الفرص التدريبية، وبناء الشراكات بين الشركات المغربية ونظيراتها الأجنبية. ويعكس هذا التوجه رؤية استراتيجية تهدف إلى تمكين الكفاءات المغربية من الخارج من المساهمة في بناء قطاع صحي متين يعزز من مكانة المغرب كوجهة طبية وصيدلانية رائدة في المنطقة.
وختمت رئيسة المجلس كلمتها بالتأكيد على الالتزام بمواصلة الدعم والمساندة، وأن هذا الملتقى يمثل خطوة ملموسة نحو تعزيز مشاركة الكفاءات المغربية بالخارج في تنمية بلدهم، مُعتبرة أن هذه المبادرة تأتي كجزء من رؤية مستقبلية تستجيب لاحتياجات المغرب وتطلعات مواطنيه، وترسم معالم جسر قوي يربط بين المغرب وأبنائه المنتشرين حول العالم.