أخبار دوليةسلايدر

لهذا لم يتراجع بايدن عن اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء؟

الدار/ تحليل

منذ اللحظة التي تولى فيها دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، أحدثت قراراته التنفيذية تغييرات جوهرية على الصعيدين الداخلي والخارجي. من أبرز قراراته ذات التأثير الدولي كان اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، وهو القرار الذي وصفته بعض الأطراف، خصوصًا في الجزائر، بأنه “تغريدة” أو قرار شخصي.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا لم يقم الرئيس جو بايدن، المعروف بسياساته المختلفة جذريًا عن ترامب، بالتراجع عن هذا القرار كما فعل مع 78 أمرًا تنفيذيًا آخر وقّعها ترامب؟

الجواب: القرار يعكس إرادة الدولة الأمريكية ككل.. ورغم ادعاءات البعض بأن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه كان قرارًا فرديًا من الرئيس ترامب، فإن الحقيقة تشير إلى خلاف ذلك. السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بقضايا استراتيجية مثل النزاعات الإقليمية، تُتخذ بتنسيق دقيق بين مؤسسات الدولة المختلفة، بما في ذلك وزارة الخارجية، وزارة الدفاع، والكونغرس.

الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء ليس مجرد خطوة دبلوماسية عابرة، بل هو جزء من رؤية أوسع تتعلق بمصالح الولايات المتحدة في شمال إفريقيا، واستقرار المنطقة، وتعزيز الشراكات مع حلفاء استراتيجيين. المغرب، باعتباره حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة، يلعب دورًا بارزًا في مكافحة الإرهاب والتطرف، إضافة إلى دوره المهم في تحقيق التوازن في المنطقة المغاربية.

عندما تولى بايدن الرئاسة، كان بإمكانه بسهولة التراجع عن قرار الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء لو اعتبر أن هذا القرار يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة. لكن بايدن اختار المضي قدمًا في هذا المسار، مما يؤكد أن الاعتراف ليس مجرد خطوة شخصية من ترامب، بل قرار استراتيجي يعبر عن توافق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري حول أهمية الشراكة مع المغرب.

قرار الاعتراف، الذي أبقت عليه إدارة بايدن، أظهر أن الولايات المتحدة تنظر إلى قضية الصحراء المغربية من منظور يتجاوز النقاشات المحلية والإقليمية، وتعتبر أن الحل في إطار السيادة المغربية يعزز الاستقرار الإقليمي.

يظل السؤال الذي يجب أن يُطرح ليس لماذا لم يتراجع بايدن عن القرار، بل لماذا تتجاهل بعض الأطراف الحقائق الواضحة حول الطبيعة الاستراتيجية لهذا الاعتراف؟ يبدو أن الجواب يكمن في محاولات التهرب من مواجهة الواقع السياسي والدبلوماسي الجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى