الدار/
عقدت شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي، بشراكة مع الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، ومؤسسة الكونراد أدناور، اجتماعها السنوي اليوم الجمعة في ضيافة حزب التجمع الوطني للأحرار بالرباط، في سابقة خارج التراب الأوروبي وفي المغرب.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، نوه لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطني للشبيبة التجمعية، بالشراكة مع شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي، معتبرا أن تنظيم اجتماعها لأول مرة خارج أوروبا في المغرب، يندرج في عمل حزب “الأحرار” وشبيبته على تقوية علاقات الدبلوماسية الموازية تفاعلا مع الخطاب الملكي الداعي إلى ذلك، خدمة للحوار والتبادل والقضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، التي دخلت منعطفا حاسما.
وشدد عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع المنعقد تحت عنوان: “الحوار الأورو متوسطي: نحو تقارب وتفاهم مشترك “، على ضرورة استثمار النقاش خلال جلسات هذا النشاط للحزب مسموع الصوت في أوروبا، للخروج بخلاصات ومقترحات تلبي حاجيات الشباب في بلادنا والمتوسطي، وتساهم في تطوير قدراتهم على عدة مستويات مثل المستوى التكنولوجي والتواصلي والاقتصادي لمواجهة التحديات واستثمار الفرص.
وأفاد السعدي، أن تنظيم المغرب لتظاهرات كبرى مثل كأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030 سيغير معالمه نحو الأفضل، لافتا إلى أن الملك محمد السادس يقود ثورة هادئة ومن ورائه الحكومة في جميع المجالات، حتى تكون بلادنا في الموعد لاستقبال كل دول العالم، وهنا يتجلى دور شباب المغرب المهم في إبراز قدرات المملكة.
من جانبها، أشادت ماريا غابرييل، النائبة الأولى لرئيس حزب الشعب الأوروبي، بالشراكة الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مبرزة أن المغرب شريك استراتيجي لأوروبا في كسب رهان تحديات حقيقية واقتراح حلول واقعية.
وأوضحت أن المغرب اليوم يضطلع بدور مهم في الفضاء المتوسطي، يمكن من مواجهة كافة التحديات في مجالات حيوية مثل التنمية والطاقة والفلاحة.
وأعربت عن شكرها لحزب التجمع الوطني للأحرار والمغرب، على الاهتمام بالشباب والمرأة والاستثمار في هذه الفئة من خلال العمل على التربية وفتح الآفاق الاقتصادية، مما يعكس استراتيجية وطنية حقيقية للتنمية وإشارة قوية يمكن للعديد من الدول الاستفادة منها.
وعبرت النائبة الأولى لرئيس حزب الشعب الأوروبي، عن امتنان حزبها للدور الذي تلعبه بلادنا ذات التطور المتسارع في تنمية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، واستثمار الفرص لتعزيز شراكة تعود بالفائدة على الجميع.
كما استعرضت ليديا بيريرا، رئيسة شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي، في كلمتها بالمناسبة، تجربتها المتميزة في المغرب، مشيدة بالشراكة التي تجمع منظمتها مع الشبيبة التجمعية منذ أزيد من عامين، والتي توّجت باستقبال ممثلي شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي من طرف رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، خلال الجامعة الصيفية للحزب المنعقدة في أكادير خلال شهر شتنبر 2024.
وأكدت الفاعلة السياسية الأوروبية،على ضرورة العمل سويا مع الشبيبة “التجمعية” خدمة للأجيال الراهنة المستقبلية، ولتعزيز الشراكة والتعاون مع المغرب، البلد الجار لأوروبا والذي يتقاسم معها قضايا كثيرة في الاقتصاد والهجرة والدفاع والأمن، مشددة على التقارب الموجود بين الجانبين ليس جغرافيا فحسب ولكن تاريخيا أيضا.
بيريرا، التي يرافقها وفد من شبيبة منظمتها يتكون من 80 شابا من مختلف الدول الأوروبية، أعربت عن إعجابها بالشبيبة “التجمعية”، ونشاط أعضائها الذين يتجاوز عددهم 4 آلاف عضو، معتبرة أن ذلك يعكس طبيعة المغرب الذي يتمتع بهرم سكاني شاب على عكس ما هو الوضع في أوروبا.
وبخصوص دعم القضايا العادلة للمغرب، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، شددت رئيسة شبيبة الحزب الشعبي الأوروبي، على التوافق الموجود في التوجهات بين حزبها والمملكة المغربية، مردفة بالقول إن “رؤانا تتوافق، ولكم فينا كل الدعم والسند، فالمغرب شريك أساسي لأوروبا، ونحن نؤمن أننا بصدد زرع البذرة لتعزيز التعاون بيننا والذي كان موجودا منذ القدم”.
ومن جانبه، أكد ستيفين هوفنار، مدير مؤسسة “الكونراد أدناور” بالمغرب، على ضرورة أن يكون المغرب شريكا استراتيجيا دائما لأوروبا، مبرزا ما يجمع الطرفين من مشتركات إيجابية عديدة كالتعاون الاقتصادي لاسيما في مجال الطاقة، وأيضا من تحديات كالهجرة.
واعتبر ذات المتحدث، أن المغرب شريك قوي لا غنى عنه بالنسبة لأوروبا على مستوى القارة الإفريقية، مبرزا أن مؤسسة “الكونراد أدناور” في المغرب تعمل على تعزيز أواصر التعاون مع المملكة وعبرها مع مجمل دول القارة الإفريقية.