حوادثسلايدر

مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية يكشف تفاصيل إحباط المخطط الإرهابي الخطير لاستهداف المغرب

الدار/ خاص

كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، خلال ندوة صحفية اليوم الاثنين، عن تفاصيل عملية أمنية نوعية أسفرت عن تفكيك خلية إرهابية خطيرة كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية واسعة النطاق داخل المملكة، بتوجيه مباشر من أحد قيادات تنظيم “داعش” في منطقة الساحل الإفريقي، المدعو عبد الرحمن الصحراوي، وهو ليبي الجنسية.

وأوضح المسؤول الأمني أن هذه العملية، التي جاءت بعد عام من البحث والتتبع، نفذها المكتب المركزي للأبحاث القضائية بناءً على معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وأسفرت عن اعتقال 12 عنصرًا إرهابيًا في مدن مختلفة، من بينها العيون، الدار البيضاء، فاس، تاونات، طنجة، أزمور، جرسيف، أولاد تايمة، وتامسنا.

وخلال عمليات التفتيش، ضبطت الأجهزة الأمنية مواد ومعدات متفجرة، وأسلحة بيضاء، وعبوات ناسفة جاهزة للاستخدام. كما تم اكتشاف مخبأ للأسلحة في إقليم الراشيدية، تحديدًا بالضفة الشرقية لوادي كير بمنطقة بودنيب، قرب الحدود الشرقية للمملكة. وبفضل تقنيات متطورة، من بينها أجهزة كشف المعادن والروبوتات الخاصة برصد المتفجرات، تمكنت الفرق الأمنية من استخراج ترسانة من الأسلحة المدفونة في موقع يصعب الوصول إليه.

ووفق ما كشفه المسؤول الأمني، فقد شملت هذه الترسانة سلاحي كلاشينكوف، وبندقيتين ناريتين، وعشر مسدسات مختلفة الأنواع، إلى جانب كميات كبيرة من الذخيرة الحية، التي أظهرت الفحوصات الباليستيكية أنها بحالة تشغيل جيدة رغم محو أرقامها التسلسلية عمدًا.

وأثبتت الأبحاث الأولية أن هذه الأسلحة كانت موجهة لدعم مخطط إرهابي يسعى إلى زعزعة استقرار البلاد، وذلك في إطار مشروع يستهدف تأسيس فرع جديد لتنظيم “داعش” داخل المغرب، عبر تلقي أفراد الخلية دعمًا لوجستيًا وتعليمات مباشرة من لجنة العمليات الخارجية للتنظيم الإرهابي.

وأضاف المسؤول أن هذه العملية تندرج ضمن الجهود المستمرة التي يبذلها المغرب في مكافحة الإرهاب، حيث تمكنت السلطات الأمنية من تفكيك أكثر من 40 خلية إرهابية لها ارتباطات مباشرة بالجماعات المتطرفة في منطقة الساحل، والتي تعمل على تجنيد وتدريب المغاربة قبل إرسالهم لتنفيذ عمليات داخل التراب الوطني.

وأشار إلى أن منطقة الساحل الإفريقي باتت تشكل قاعدة رئيسية لتنظيمي “داعش” و”القاعدة”، مستفيدة من هشاشة الأوضاع الأمنية في بعض الدول الإفريقية، وغياب الاستقرار السياسي، واتساع المناطق الخارجة عن السيطرة، مما يجعل المغرب في حالة يقظة دائمة لمواجهة أي تهديد إرهابي قادم من هذه المنطقة، خاصة مع تزايد التنسيق بين الجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة والمليشيات الانفصالية.

وأكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن تفكيك هذه الخلية، بعد أسابيع قليلة فقط من إحباط مخطط إرهابي آخر في حد السوالم قرب الدار البيضاء، يعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجهها المملكة، سواء من الداخل عبر متطرفين محليين، أو من الخارج عبر مخططات تديرها قيادات إرهابية دولية. وأكد أن الأجهزة الأمنية المغربية تظل على أعلى درجات الجاهزية واليقظة، بفضل الاستراتيجية الاستباقية التي مكنت المملكة من التصدي للتهديدات الإرهابية والحفاظ على أمنها واستقرارها.

زر الذهاب إلى الأعلى