تفاصيل اختفاء غامض لرجل أعمال فرنسي في الجزائر
تفاصيل اختفاء غامض لرجل أعمال فرنسي في الجزائر
الدار/ ترجمات
اختفى رجل أعمال فرنسي يبلغ من العمر 75 عامًا منذ أكثر من خمسة أشهر، في حادثة غامضة أثارت تساؤلات كبيرة حول مصيره. الرجل، الذي يعمل في مجال استيراد وتصدير المعدات الهيدروليكية، اختفى في السابع من أكتوبر الماضي، بعد أن أرسل رسالة لزوجته ليطمئنها قبل نومه، وهو كان يتناول العشاء بمفرده في أحد المطاعم في الجزائر العاصمة. منذ ذلك الحين، لم يُسمع عنه أي خبر.
الحادثة كانت كافية لإثارة قلق السلطات الفرنسية، حيث تم فتح تحقيق قضائي من قبل النيابة العامة في مدينة ليون الفرنسية، بتهمة “الاعتقال أو الخطف أو الحجز أو الاحتجاز التعسفي”. ومع ذلك، لم تحقق التحقيقات أي تقدم ملموس في القضية، مما ترك العائلة في حالة من الإحباط والعجز.
ووفقًا لتقارير محلية، فإن التحقيقات التي شملت دراسة سيرته الشخصية وتحليل تدفقاته المالية قد أسقطت فرضية هروبه الطوعي، مؤكدة أنه كان رجلًا مهتمًا جدًا بعمله وكان يتسم بالتواضع والسرية. الرجل كان معتادًا على السفر إلى الجزائر بشكل متكرر، حيث كان يتعامل مع وسطاء تجاريين هناك منذ نحو عشرين عامًا، حيث كان يقضي حوالي خمسة عشر يومًا في الشهر في الجزائر. وكان قد سافر في الأسبوع الذي اختفى فيه إلى منطقة تبسة في الجزائر، حيث كان قد قدّم تقريرًا سلبيًا بشأن مشروع لمحطة للطاقة الهيدروليكية، وعاد منها في حالة قلق ملحوظة.
إلا أن ما يزيد من تعقيد القضية هو عدم وجود أي مطالب مالية أو فدية، ما يقلل من فرضية الاختطاف بدوافع مالية. كما أن الصحف الفرنسية أشارت إلى أن الرجل كان يعاني من مشاكل صحية تتطلب متابعة طبية، وهو ما يزيد من القلق حول حالته.
المسار الرئيسي للتحقيق يبدو أنه يسير في الاتجاه الجنائي، حيث يُعتقد أن الرجل لم يعد إلى غرفته في المكان الذي كان من المفترض أن يقضي فيه ليلته، وهو مقر تجاري تابع لأحد شركائه في الجزائر. تم العثور على بطاقاته البنكية وهاتفه الجزائري في المكان نفسه، بينما لا يزال هاتفه الفرنسي مفقودًا. كما تم العثور على سيارته المستأجرة تحت جسر قريب من موقع للسكك الحديدية ومنشأة نفطية في ضواحي الجزائر العاصمة.
فيما تسعى عائلته بمساعدة محاميها للبحث عنه سواء في فرنسا أو الجزائر، يعربون عن استيائهم من “صمت السلطات الفرنسية” تجاه القضية. وقد صرحت زوجته قائلة: “القضية تتأخر بشكل مؤلم وتسرع من سقوطنا في هوة من اليأس”. في الوقت نفسه، يذكر أن القضية تأتي في وقت حساس، حيث تشهد العلاقات بين فرنسا والجزائر توترًا شديدًا، ولم تُلقَ أي استجابة من الجزائر للطلب الفرنسي بإصدار مذكرة قانونية دولية للتحقيق.
على الرغم من التحديات التي تواجه التحقيق، تؤكد النيابة العامة في ليون أن التحقيقات تحت إشراف قاضي التحقيق مستمرة، مما يثير الأمل في أن تظهر بعض الإجابات قريبًا حول مصير هذا الرجل المفقود.