سلايدرمغرب

نحو طيّ نهائي لملف الصحراء المغربية.. 6 نونبر: هل يحمل البشرى؟

 الدار/ تحليل

بعد عقود من التعقيد والتجاذب الإقليمي والدولي، يبدو أن ملف الصحراء المغربية يسير بخطى متسارعة نحو الحسم، مدفوعًا بزخم دبلوماسي غير مسبوق ومواقف دولية واضحة تعكس تزايد القناعة بمشروعية المقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية.

خلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدت عدة عواصم قرارات وتحركات سياسية تصب في صالح الرباط، وفي مقدمتها واشنطن التي عادت لتؤكد دعمها الواضح لمغربية الصحراء، في إطار تصور استراتيجي يهدف إلى تعزيز الاستقرار في شمال إفريقيا والساحل.

لقاء وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو يوم 8 أبريل 2025، في قلب وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن، لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل مثّل محطة محورية جدّدت من خلالها الولايات المتحدة موقفها الثابت تجاه مبادرة الحكم الذاتي المغربية، باعتبارها الأساس الواقعي والجاد لحل هذا النزاع.

هذا الدعم ليس جديدًا؛ فقد كانت واشنطن أول من اعترف صراحة بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية في ديسمبر 2020. واليوم، ومع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى الواجهة السياسية، تسعى الولايات المتحدة إلى تفعيل هذا الاعتراف عبر دعم دبلوماسي مباشر لتحريك المياه الراكدة وإيجاد مخرج نهائي لهذا الملف المفتعل.

بالتوازي مع التحرك الأمريكي، تُظهر مجموعة من الدول الإفريقية والعربية دعمًا متزايدًا للموقف المغربي، سواء من خلال افتتاح قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، أو عبر مواقف رسمية تُثمّن مبادرة الحكم الذاتي. كما أن الجزائر، الطرف المباشر في النزاع، تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية تدفعها لمراجعة حساباتها، في ظل تراجع الدعم الدولي لأطروحة الانفصال.

الأمم المتحدة، التي كانت في السابق تدور في حلقة مفرغة من المفاوضات الشكلية، تجد نفسها اليوم أمام معادلة جديدة فرضها الواقع: المقترح المغربي هو الأرضية الوحيدة القابلة للتطبيق. وقد كثف المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا من تحركاته في هذا السياق، وسط أجواء إيجابية وتفهم متزايد من المجتمع الدولي لضرورة إنهاء هذا النزاع المفتعل الذي يعرقل جهود التنمية والتكامل في المنطقة.

مع اقتراب الذكرى الخالدة للمسيرة الخضراء، تتجه الأنظار نحو إمكانية الإعلان عن تطور نوعي في مسار الملف، سواء على صعيد الأمم المتحدة أو من خلال دعم دولي واسع لحل نهائي يستند إلى السيادة المغربية. هذا الموعد التاريخي الذي يحمل رمزية وطنية قوية، قد يتحول إلى محطة سياسية مفصلية تحمل بشرى الحسم.

المغرب يمضي بثبات

بفضل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، نجح المغرب في ترسيخ موقفه بثبات، جامعًا بين الدبلوماسية الهادئة والتنمية الميدانية في الأقاليم الجنوبية. ومع تزايد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، تُصبح نهاية النزاع أقرب من أي وقت مضى، في انتصار للشرعية والتاريخ والمصلحة الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى