المغاربة… أخلاق تُروى وجذور تضرب في عمق التاريخ

الدار/ تحليل

في المغرب، لا تُقاس القيم بالكلمات، بل تُجسّد في الأفعال اليومية، حيث تنحني الأكف احترامًا لتقبيل أيدي الآباء والأمهات، والأجداد والجدات، وأفراد العائلة من العمّات والأخوال. ذلك ليس طقسًا شكليًا، بل انعكاس لإيمان عميق بأهمية صلة الرحم، وبثقافة الاحترام والتقدير التي تشكّل جزءًا أصيلًا من هويتنا الجماعية.

نُبجّل كبار السنّ، ونُعامل الصغار برحمة وحنان. نرفع من شأن العلماء ونُقدّر الفقهاء، ونفتح بيوتنا وقلوبنا للضيوف، لأن الكرم لدينا ليس مجرّد عادة بل عقيدة متجذرة.

نفرح معًا، ونحزن معًا، كما نتقاسم لقمة العيش. أفراحنا جماعية، ومواساتنا لا تعرف حدودًا، وعند الشدائد نتحوّل إلى جسد واحد وروح واحدة، نمدّ اليد لمن يحتاج دون تردّد.

لسنا مجتمعًا يقتصر على الأفراد، بل نحن نسيج متكامل، أمة تمتد بجذورها إلى أعماق التاريخ، وتنهض بحضارة ضاربة في القدم، تستمد قوتها من تراكمات ثقافية وإنسانية، ومن منظومة قيم لا تزول.

نحن المغاربة… أبناء حضارة لا تموت، وموروث أخلاقي لا ينضب.